إن غاض قولي من الأشعار أو هطلا
يبقى جمال قوافي شعرنا الغزلا
يبقى الكلام عن العينين ذا عبقٍ
يهواه شعري ويهوى الجفنَ والمقلا
كم قلت شعرا عن الأحداق ترمقني
فيها الجمال وبعض الحسن ما قتلا
و كم أدرت حواراً كنتُ أحسبه
سهلا كشعري فعاد القلب ما احتملا
حورُ العيونِ لها من سحرها حدقٌ
أغرى الفؤادَ وقال الشعرَ مرتجلا
صاغ القصائدَ و الأقلامُ عاجزةٌ
إن غض طرفاً له فالشعر قد حصلا
والقلب ينصت للأشعار منتشياً
قد هام دهرا بهذا الشعر واتصلا
قالت ببيت بدا شطراً بأغنية
قيلت بهمس وكاد الهمس أن يصلا
يا روحَ قلبي أنا في الحبِّ تائهةٌ
أرجو النجاةَ فهل تُبدي لي السُبُلا
وهل ستدركُ يا مولاي قافيتي
فالشعرٌ صمتي وصمتي فيك ما عقلا
في سهد عيني وفي جفني أسجِّله
وفي الخدودِ إذا ما الخد قد خجلا
وفي كلامي إذا ما جئت انطقه
يأتي الكلام بغير القصد منفعلا
فقلت: مهلا فهذا الشعرُ أكتبه
يمليه رمشٌ بدا بالجفن إن غفلا
والشعر تنقله عين وقد حكمت
فليت أحورها في حكمه عدلا
تملي شفاه بها سحرٌ وما انفرجت
كأنها صنعت من ضمِّها قُبَلا
إن ذُقتَ خمرتها ذابت لها شفتي
لكنَّها تركت قلبي بها ثملا
يمليه حبٌّ بدا في الشعر أسئلة
أكرم به إن بدا يوما وإن سألا
فهو السَؤلُ وقلبي لا يجاوبه
عما يقول فيُبقي صمته الأملا
وهو عجول وهذا الصبر يزعجه
فجاء يصرخ ويح الصبر يا رجلا
وهو الكريم وقد اسكنته مُقَلي
أكرم بها نُزلاً ، لخيرِ من نزلا
في كل ما كتبت كفي قصائدكم
والشعرُ يمضي بكم لا يرتضي بدلا
شادي الظاهر