صداقة حرف
ألا إنَّ حرفي في القصيدةِ يبسمُ يصوغُ القوافي لا يملُ و يسأمُ فكم صال في وصفِ الجمالِ مبيَّنا من الحسنِ أوصافا تدقُ و تعظمُ وكم دسَّ في تلك القصائدِ عسجدا وكم في المعاني ما يصيح و يزعمُ فيحكي بأني في خياليَ مبحرٌ وفُلكي تقول الشعر و الشطُ أعجمُ و ما بين بحرِ للعروبةِ ينتمي و شطٍّ غريبٍ فالمراسيَ تُحجمُ وما كنت يوما في القصيدةِ مُدَّعي و لا صُغتُ شعرًا لا يُذاق و يُفهمُ ولكنَّني حمَّلتُ حرفي مشاعرًا كما الليلُ يحوي ما نُريدُ ونحلمُ و أنشأتُ في الأشعارِ قصرًا سبكته بكلِّ جميلٍ رائقِ الفنِ يَكرمُ فأفزعُ للقصرِ المنيفِ مهرولا إذا ما يضيقُ القلبُ يومًا و يأزمُ أبثُّه بوحًا قد تململَ بالحشا فأرجو و أشكو ما بقلبيَ يُضرَمُ فيا ذلك الحرفُ المحلقُ لم تزلْ صديقاً صدوقاً كاتمَ السرِ تُلهمُ شادي الظاهر