الخميس، 29 يونيو 2023

البدر خاصم أرضه

 قالوا بأن البدر خاصم أرضه

كذبوا وربي فالخصامُ محالُ


سُخِّرت للأرض العظيمة فاسمعوا

نورٌ أنا  ومنازلٌ وهلالُ


خاصمت أرضا يزعمون بأنها

جرمٌ صغيرٌ ليس فيه جمالُ 


خاصمتُ أرضا يزعمون بأنها

كرة تدور وقولهم إضلالُ


ما كان خلقي بانفجارٍ هائلٍ

ما كان لي صخر هنا وجبالُ


فالأرض خلق الله وهي سطيحة

وهي القرار حراكها زلزالُ


فيها حياة الناس ثم مماتهم

والبعث منها إن يؤول مآلُ


يا خلق إني قد أنرت لياليا 

والشعر يشهد أنني زجالُ


والشمسُ أختي غير أنَّي لم أزل 

أجري وتجري لا تكاد تُطالُ


زعموا بأن الشمسَ جرمٌ هائلٌ

والأرض دارت والفضاءُ مجالُ


هذا هراء لا دليلٌ واحدٌ

والقول مشكل أيُّما إشكالُ


فالشمسُ مصباحٌ صغيرٌ فوقها

والنور وهجٌ والدليلُ ظلالُ

شادي الظاهر

الأربعاء، 30 نوفمبر 2022

استشارة بن

رسمنا في جبين الدهر دارة 

وألقينا  بوادينا  البشارة


فأقبل بعضهم يجري بخيلٍ

وشنوا بعد تلك الحرب غارة


فكان السبقُ في الحالين يدنو

إلى البُنِّ  المحلَّى  بالجسارة


وعادوا باللفائف والبقايا

وأبدوا عند هجمتنا انحصارة


وظنوا ما جنوا أسرا ولكن

بقايا  أكلنا  بعد  انتصارة


أينبو فارس القهوى ويؤتى

وقد ركب البراق وخط شارة


فإن ترنو لهذا النجم  نبدو

وتلك الشمسُ في الآفاق جارة 


صببنا القهوة السمراء حتى

رأيتُ الغيمَ قد سدَّ المدارة 


وجاء الغيثُ بالأشعارِ يحكي

بأن البن لا يبغي الصدارة


سننظر من كواكبنا ونحكي

إلى الأطفال من شربوا نشارة


ومن عادوا لقول الشعر حتى

يواريهم  إلى  تلك  المغارة 


فلو وقفوا لأغرقهم سيولٌ

من القهوة حبيبتنا السمارة


وإن مسبَّة الكرماء سقطٌ

وعجزٌ لا تواريه العبارة


وإنَّ القذفَ بالألفاظِ سهلٌ

ولن يجدي لمن يبغي الجدارة


وما نالت حروفي من قصيدٍ

كما نالت قصيدتك  انحدارة


وإنَّ السامعين الشعر  حنَّوا

إلى القول المحلَّى باستعارة


وما التصريح بالألفاظ فهمٌ

وإن الفهم من كنَّى الإشارة


لمن ضلوا طريق البُنَّ هيا

فقد عدنا إليكم باستشارة 


تغطوا من حروفكمو وناموا 

فما  نيلُ المناصبِ بالعكارة


شادي الظاهر

الجمعة، 30 سبتمبر 2022

النيل والسمراء

 عزمتُ على ردٍّ وشعري غاضبُ

وشُدَّت على وجه القصيدِ العصائبُ


وإن جاء قولٌ  للأتاي  مناصراً

فقد عاد مغلوباً وذا الشايُ هاربُ


وعدّّوا لنا جيشاً  وسمَّوا  جماعةً

وقالوا  أتى جيشُ الأتاي يُغالبُ


وإنَّا وإن كنَّا  المظفرَ جيشَنا

فلا نذكرً الأعلامُ  وهي كواكبُ

 

ولو رأوا الغيداءَ في النيلِ قد أتت

بفنجانِ بُنٍّ   و العبيرُ  مصاحبُ


فما طعمٌ شيءٍ لو يٌقاسُ بِطعمِهِ

كما قهوةٌ  لمٌَا  علتها السحائبُ


كعودٍ من العودِ المُغَمَّسِ ريحه

بما يَسحِرُ الأنفاسَ والجمعُ راغبُ


ومن يشرب السمراءَ  يُدرِكه حُسنُها

ومن  يُنكِر  النعماءَ  لا شك خائبُ


وأنتم وإن قلتم عن الشاي ... واهنٌ

وإنَّا  وإن نمنا  عن البُنِّ .... غالبُ


شادي الظاهر

السبت، 27 أغسطس 2022

القهوة على مائدة ابن زيدون

أضحى الأتاي صريعا من قوافينا
وفرَّ من  شربوا   شايا بوادينا

من مبلغ الشاربين الشاي كم خسروا
من بعد ما سقطوا في الفخ ساهينا

كم زان مجلسنا صبٌّ لشربتها
وشمَّ من كأسها مسكا ونسرينا

إن فاض شوق الفتى للقهوة انهمرت
صبَّوا  لعاشقها  واملوا  الفنجاينا

ليسق قهوتنا عهد الظهور فما
فما فاحت بليلتنا إلا رياحينا

يا نعمة البُنِّ أُبدلتم بنشوتها 
ونكهة الشرب زقوما وغسلينا

قلتم وقلنا فما جفت محابرنا
وصفا لأسمرها والبن  يكفينا

نعي النعاة حديث الشاي منصرماً
مادت به الارض أم مادت بشانينا

إن الحروفَ نبالٌ في قصائدنا
ترمي بكلكلها  والحق  راعينا

ما كان أبطأكم في الرد إن قلنا
وإن أسرعكم  قد فرَّ  مسكينا 

من ظن أن رحيق البن يُسكرنا
أو أن صمت فريق الشاي يُثنينا

فإن معولنا قد هدَّ ما صنعوا
وإن قهوتنا صبت لتشجينا

وقد بنينا لأهل الشاي مدرسة
حتى نعلمهم درسا وتلقينا

وقد صبرنا إلى أن قام أكبرهم
زدنا القصائد ترخيما وتحسينا

وما فترنا عن السمراء نشربها
وما كففنا عن الأنغام تلحينا

وما وجدنا حديث الشاي يدركنا
وما سكتنا فإن الأمر يعنينا

لموا بضاعتكم فالسوق كاسدة
من باع قشا جنى  وحلا به طينا

فلا الأتاي اتاكم عند محنتكم
ولا القوافي كفت ردا لتلهينا

شادي الظاهر 

الاثنين، 30 مايو 2022

جبهة القهوة

 رأيت البن في الميدان واقفْ

يقول الشعر يرمي بالقذائفْ


ويأسر هاربا ويرد قوما

أتوا بشرابهم وردي زائفْ


وكم صبوا على النعناع ماءً

به بعض النشارة واللفائفْ


وقالوا عن منعنعهم عظيمٌ

وزادوا سكراً للطعم صارفْ


فأخفوا مر طعم الشاي حتى

يضلل من غدا للشاي راشفْ


فأين الشاي قد غروك حقا

وصبوا وهمهم والشاي خائفْ


فمن إنصاف من صنعوه فيكم

يقولوا هذا  نعناعٌ  وراجفْ


وأما البن في الفنجان يسمو

به عبقٌ وطعمُ البن خاطفْ


فلا يحلو  بغير الماء فيه

ولا يرضى بهاتيك الوظائف،


تحلُّوا بالعدالة  واشربوه

وخلوا شايكم يرجو المراشفْ


فما يقوى لأن يبقى فريدا

يقوم بنفسه والكل عارفْ


جعلنا من قصائدنا دليلا

ليهدي كل من يخشى المخاوف


فلا أبقت لقائلهم مقالا

ولا صرفت قوافينا الصوارف


علي و ابراهيم وهذا مهدي 

طليعة جيش قهوتنا الغضارف


كتبتا بعد قهوتنا قوافي

تهاوى بعدها بيت الزواحف


نُغيرُ بصحبة القهوة ونرمي

إذا جاء الشتاء وبالصوائف


وقد ظهر النشاط فلا تولوا

سيُهلِكُ ضربَ قهوتِنا المخالف


شادي الظاهر

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

مسامرة مع الأصمعي

 أضاء  بيانُ  شعري كالسراجِِ

عقيقٌ يزدهي والحرفُ عاجي


يسيلُ كأنَّه تبرٌ مُذابٌ

فينطقُ بالأدلِّة والحواجي 


إذا غنَّى بقافيةٍ تسامى

كبدرٍ في السما والليلُ ساجي


تعالى كالبريقِ بوقتِ فجرٍ

ونورُ الصُبحِ آذنَ بانبلاجِ


كوتهم  نارُ  أبياتٍ فجاءوا

يُقلدُ بعضُهم صوتَ الدجاجِ 😆


وقفقف بعضُهم من وقعِ حرفي

فقيهٌ شاعرٌ  والاسمُ  راجي


وظنوا أنهم جاءوا بشيءٍ

مُفَلطَحِ  يشتكي بعضَ انبعاجِ😂


وعابوا  لؤلؤاً  قد شعَّ نورا

فباءوا بالهوى والإعوجاجِ 🙊


نَصَحتُ بأنَّ حرفي ذو حوافٍ

لها   وَجَعٌ   فسارع   بالعلاجِ


ستُدمي من يَحُكَّ الجِلدَ فيها

فيرجعُ بالجراحِ وبارتجاجِ


وليتَ القومَ قد سمعوا لقولي 

وضيقُ الفهمِ  آذنَ  بانفراجِ


سيَهلَكُ من عدا فالحرفُ سيفي

وهذا الشعرُ عند الحربِ تاجي


ولو فاءوا إلى ظلٍّ ظليلٍ

وذاقوا سِرَّ سعدي وابتهاجي


صفيرُ البلبلِ الداعي لرشدٍ

كقولٍ الأَصمَعَي عندَ احتجاجِ

َ

شرابُ القهوةِ السمراء يغدو

كشهدٍ   أو  قرنفل للمزاجِ


وذا شُربُ الفطاحلَ من قديمٍ

أتهجرُ  نورَ شمسٍ  للدياجي


فصبًّوا قهوةً فاحت بمسكٍ

ليسعد جمعنا والكل ناجي


شادي الظاهر


*مع العلم بعدم صحة نسب قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي

عمتي

 أتينا  بالمعاني  عازفينا

وداعبنا البيانُ  فلَانَ  لينا


ونادينا الأحبةَ أن تعالوا

سنكتُبُ ما يسرُّ السامعينا


أيا سَحَرُ : القصائدُ والقوافي

لها نبضٌ  يُدندِنُ  فاسمعينا


أيا أخُتي وأخُتُ أبي وأمي

ويا وحي القصيدِ أتٌطرِبينا؟


أنادمُ عمَّتي وأقولُ شعراً

وقد لبتَّ حُروفي طائعينا


سأذكر بين أبياتي حديثاً

توارى خلفَ أستار السنينا


فكم طاب المساء إذا سهرنا

نسامر بدر ليلتنا  الأمينا


ونحكي قصَّةً ونلوكُ أخرى

ونبحر في الصحائفِ عامدينا


لها قلبٌ إذا ما دقَّ أحيا 

نفُوساً من أساها هالكينا


لها كفٌّ تصُبُّ الحُبَّ صبَّاً

كمثلِ الغيثِ تروي الظامئينا


لها روحٌ إذا ضحِكت شممنا

على الجنباتِ عِطرَ الياسمينا


وفيها كم رأيتُ أبي يُصلي

ويدعو لي دعاءَ الصالحينا


وفيها صوتُ جَدَّي حين يتلو

فنهرعُ   للصلاةِ  مُلبيينا


ومنها بسمتي ودقيقُ وصفي

ولونُ العينِ يحكي ما نسينا


وأُبصرُ في جبينِكِ بعض عمري

فيبعثُ   بين  جَنْبيَّ  الحنينا


كأنَّي في القصيدِ وجَدتُ نفسي

فيا  نفسي   ذكرتُكِ  فاذكرينا


شادي الظاهر

منادمة مع امرئ القيس

 قِفا نحكِ عن سمرا وكأسٍ به أمل

تميلُ لها الأعناقُ والجُرحُ يندمل


تعلَّقَ  قلبي  قهوةٌ  عربيةٌ

تمُنُّ على الحيرانِ باللَّثمِ في عجل


لها رغوةٌ  لو  أنَّها  عطفت  بها 

على ناعسٍ وسنانَ أودى به الكَسَل


لأصبحَ  مِقداماً  يتوقُ  لرشفها 

وطرفه  يقظانٌ  فما نام أو غفل


وإنَّ لها في الشعرِ وحيٌ وقصةٌ

وإنَّ  لها  في كلِّ خاطرةٍ  عمل


ولي ولها في الصبحِ شوقٌ ورغبةٌ

ولي  ولها  في   كل  غاديةٍ  أجل


فكاسٌ وكم كاسٌ وكفَّي يضمها

وكَبَّوا وما كَفَّوا فكبَّوا على مهل


وذاقوا إذا ذاقوا زُلالاً  بزِقِّها

ونالوا إذا نالوا منالي إن أنل


يمانيَّةُ الأعراقِ  شاميِّةُ الهوى

عِراقيَّة الأفكارِ  تُركيَّةُ  القُبل


حجازيةُ الأنفاسِ زِنجيةُ اللمى

عُمانيةُ الأنسامِ نيليةُ المُقل


فذا نسبُ السمرا وللحرِّ نسبةٌ

وللعبد ما قد تاه والعبدُ ينتحل


تسابقت البِلدانُ حُبَّاً لقهوتي

فنسبَتُها تزدانُ فخراً ولم تزل


وصُحبَتُها الأعلامُ عِزَّاً ورِفعةً

ورشفتها الترياق تشفي من العلل


تُسائلني السمراءُ  ماذا  أصابني

فقلت لها: أشتاقُ رشفاً بلا كلل


أحنُّ إلى الأنفاسِ إن هي أقبلت

أطارد ما قد طار بالقرب أو رحل


أحب من الانسام  فوح نسيمها

وأُبصِرُ في الفِنجانِ ضِحكَةَ من جَهل


حفظتُ له أشياءَ عدَّدتُ بعضَها

يحثُّ على الأخلاقِ والجدِّ والعمل


ممرٌّ    مقرٌّ   مانحٌ   مانعٌ  معاً

كعنقودِ نبقٍ هزَّه الريحُ منسدل


تُمزمزُني السمراءُ مِثلَ قصيدةٍ

تدندنُ والأفكارُ تَحبَلُ بالجُمَل


تسيلُ إلى الفنجانِ وهي وقورةٌ

فتمتلئُ الأركانُ  بالعطرِ  والبلل


وينتعشُ الوجدانُ من رشف كأسها

وتنتظمُ الأقوالُ بالشعرِ إن أقُل


وأَقبَلُ في حُبِّها ما قيل من هوى

وأعذرُ موهوماً  وبالجهلِ قد عزل


تعددت الأسبابُ والكأسُ واحدٌ

ومجلِسُها إن حان فالكُلُّ في وجل


شادي الظاهر

القهوة تتحدث عن نفسها

أنا القهوى فمن يرقى لحالي

أنا البنُّ  المحلقُ  في المعالي


أنا السمراءُ أعلو كل طعمٍ

وأُلثمُ  بالشفاه  ولا أبالي


ففي أسمى العقول أقمت بيتي

ولي عبقٌ  وسُكري بالحلال


صرفت القوم عن شايٍ توارى

تضعضع ركنه  والركن  بالي


ويعجز أن يقوم بكأس شربٍ

فلا طعمٌ ولا عبقُ الجمالِ


مرير الطعم لا يحوي جمالا

ويفخر إن تنعنع وهو خالي


أذابوا فيه سكرهم ليخفي

مرارا في الحلوق وفي المقالِ


وهذا القصف من لوني وطعمي

ففروا  إن أردتم في جبالي


ولوذوا نحو حصن البن هيا

لتنجوا خلف سوري فهو عالى


قرعت طبول حرب قد تعالت

فذوقوا إنَّ رشفَ البنِّ غالي


أنا القهوى فأقصر عن نزالي

فعمي عنبر  والمسك خالي


ودع عنك الوساوس قد توارى

شراب الشاي في جوف المحالِ


فما ثَبُت اليراع بكف ساقٍ

سوى كفٍ تلى بالكأس تالي


أتركب في البحور لأجل شايٍ

أضعت العمر بخسا في جدالي


تقاتل عن سرابٍ ليس إلا

وتفني العمر في هذا المقالِ


أغار على قصائدكم فحاذر

تهين الشعر في مدحٍ  لبالي


أنا القهوى سموت فلا تلمني

إذا وقعت  بكاستكم  نبالي


فإن تأبى شراب البن حسبي

بأنك سوف تعيى من فعالي


فلي عبقٌ يفوح بغير إذنٍ

ويسلك كل أنف لا يبالي


يغار العطر من عبقي ويبقى

مذاقي رائعاً مثل الهلالِ


أنا البن المغمَّسُ في علومٍ

نسيت لأجلها أهلى ومالي


فكم كتبت قصائدهم برشفي

وكم حفظوا الصحائف من خلالي


أنا السمراء يهواني كرامٌ

ويعذل عاشقي بعض الموالي


أنا القهوى ويهواني فحولٌ

تمزمزني وتعجب من دلالي


وكم راقت لهم رشفات كاسي

وكم قاموا وكم سهروا الليالي


وقد كتبوا قصائدهم بوصفي

فغار الشعر من وصفي وحالي


وغار نساؤهم من بعد حبي

وودوا لو ينالوا من منالي


فرغتم من مذمتنا وقمتم 

وظل البن في أفق الجلالِ


ضللتم عن جمال كون بعدي

فإن الحُسنَ بعضٌ من خِلالي


شادي الظاهر

السبت، 27 نوفمبر 2021

الجامعة

 أصبحتُ طيراً في رحابٍ واسعة
عُد يا أبي فلقد دخلتُ الجامعة
قُم يا أبي كي ما أقصُ حكايتي
جمَّعتُها  مِن ألفِ عينٍ لامعة
غازلتُ ضوءَ الصبحِ أخجلتُ الهوى
ورسمتُ وشماً في السماءِ الناصعة
ولثمتُ من تلك العلومِ شفاهَها 
ونهلتُ منها  فالمعارفُ نافعة
وهزمتُ أقراني بضربةِ مضربي
فاسأل نجومي بعد تلك الواقعة
وغزوتُ نورَ الشمسِ عند سطوعها
وغزلتُ خيطاً للسماءِ السابعة
وكتبتُ ألفاً ثم ألفَ روايةًً
وبنيتُ أحلامَ السنين الرائعة
ومكثتُ أسمعُ مايُقالُ وخاطري
ما بين أفكاري وعيني  دامعة
ذُق يا صغيري بعضَ أنسامِ الصبا
وامتطِ فرسَ الحياةِ اليانعة 
وشوش زهورَ الروضِ وانشق عطرها
طاوع سنينك ما تجلت طائعة
واربت على جيدِ الزمانِ وقل له
تلك المعاني في قصيدة جامعة
لكن تذكر يا حبيبي أننا
نحيا هنا في دار  غيٍّ خادعة
قد ترتمي في صدرِ من يهوى ولا
تُبدي له تلك الحقيقة اللاذعة
كم بدَّلت كم غيرت من عاشقٍ
والغدرُ ديدنها وتبدو خاضعة
مثل الأفاعي إن أتت أو أجفلت
فيها الوداعةُ والسمومُ الناقعة
فامض بها لا تأمنن لحسنها
فالحسنً منبته سيوفًٌ قاطعة
واحرص على تقوى الإله  تنل به
قلباً سليماً ثم نفساً خاشعة 
واجعل دليلَك في الحياةِ كتابه 
دنياك  تأتي عند بابكِ  راكعة
وانهض إلى ذِكرِ الإله وقم له
إنَّ الصلاةَ  لكلِ سوءٍ دافعة
جمَّعتُ من روضِ النصائحَ باقةً
زين  بها تلك الحياةَ الماتعة
وابسط جناحك ثم حلق بعدها
فوق السما يا من دخلت الجامعة

شادي الظاهر

السبت، 23 أكتوبر 2021

تشطير أبيات حامل الهوى تعب

 تشطير لأبيات الشاعر العباسي أبو نواس على بحر المقتضب 

الأشطر بين القوسين لأبي نواس و الاخرى لي


(حامل الهوى تعب )

إذ رمت به الهدبُ


لو مضى لغايتهِ

(يستخفه   الطربُ)


(إن بكى يحقُ له)

قد أتى بما يجبُ


إنَّ ما به وجعٌ

(ليس ما به لعبُ)


( تضحكين لاهيةً)

و الدموع تنسكبُ


ما  تريد  قاتلتي ؟

(والمحب ينتحبُ)


(تعجبين من سقمي)

والفؤادُ  مضطربُ


ليس داؤنا عجبٌ

(صحتي هي العجب)


كلما انقضى سببٌ

(للهوى  له  الغلبُ )


 قلت:  ذاك   آخره

(منك عاد لي سبب)


شادي الظاهر


الأحد، 9 مايو 2021

تطبيع وتمييع

من سلَّمَ الأوطانَ للنخَّاسِِ

حتى يبيعَ الدُّرَّ للأنجاسِ

ظن الوضيع بأن لبس عباءة 

سيزيده وزنا أمام الناسِ

لم يدر أن الريحَ تحتَ لباسه

قد فاح من قذرٍ ومن أرجاسِ

لا يُنبِتُ البذرُ الخبيثُ براعماً

أتطيبُ فاكهة بغير أساس

من بعد تطبيعٍ وتمييعٍ جرى

بكت العروبة ضيعة الإحساسِ

يا من تُمزق ثوبَ طُهرِك بالخنا

وتسيرُ بين الناسِ دون لباسِ

عندَ المروءةِ خِنجرٌ في ظهرنا

خوَّارُ في أرضِ الفدا  والباس

وبمسحِ أحذيةِ الكلابِ تخوننا

أقبح   بمسَّاحٍ   لها   لحَّاسِ

وتحنُّ للأوباشِ إنَّك مثلُهم

جنسٌ حقيرٌ من بني الأجناسِِ

أتبيع أرضك يا خسيسُ رخيصةً

ويكونَ عرضُكَ رشوةَ الحُرَّاسِ

إنَّ الدماءَ على الترابِ كليمةٌ

ترثي حماة الأرض والأقداسِ

أسفي على أرض الكرام يبيعها

وغدٌ العروبة فاقد الإحساس،

فادعوا لها رب السما وتعوذوا

من شرِّ  وسواسٍ بها خناسِ

شادي الظاهر

الاثنين، 21 سبتمبر 2020

صداقة حرف

ألا إنَّ حرفي في القصيدةِ يبسمُ

يصوغُ القوافي  لا يملُ و يسأمُ


فكم صال في وصفِ الجمالِ مبيَّنا

من الحسنِ أوصافا تدقُ و تعظمُ


وكم دسَّ في تلك القصائدِ عسجدا

وكم في المعاني ما يصيح و يزعمُ


فيحكي  بأني  في خياليَ  مبحرٌ

وفُلكي تقول الشعر و الشطُ أعجمُ


و ما بين بحرِ  للعروبةِ  ينتمي

و شطٍّ غريبٍ فالمراسيَ تُحجمُ


وما كنت يوما في القصيدةِ مُدَّعي

و لا صُغتُ شعرًا لا يُذاق و يُفهمُ


ولكنَّني  حمَّلتُ حرفي مشاعرًا

كما الليلُ يحوي ما نُريدُ ونحلمُ


و أنشأتُ في الأشعارِ قصرًا سبكته

بكلِّ   جميلٍ  رائقِ  الفنِ   يَكرمُ


فأفزعُ  للقصرِ  المنيفِ  مهرولا

إذا ما يضيقُ القلبُ يومًا و يأزمُ


أبثُّه بوحًا  قد تململَ  بالحشا

فأرجو و أشكو ما بقلبيَ يُضرَمُ


فيا ذلك الحرفُ المحلقُ لم تزلْ

صديقاً صدوقاً كاتمَ السرِ تُلهمُ


شادي الظاهر

الخميس، 3 سبتمبر 2020

هكذا الدنيا تساس


خذ من الدنيا بهاها

إن بدا حزنٌ و باسُ


واخطف الفرح اختطافا

لا  يراعيك  ابتئاسُ


لا تظن المال يبقى

إنما الدين الأساسُ


جنةٌ الأنسانِ فيها

فضل علم و التماسُ


من سعى للعلم يبني

صرح مجد لا يداسُ


لا يسوسُ الجهلُ قومًا

إن علا فهو التباسُ


هل يوازي التبنُ تبرا

مثل هذا  لا  يُقاسُ


فاجعل التشريع يعلو

هكذا  الدنيا  تُساسُ


شادي الظاهر

الجمعة، 17 يوليو 2020

لا أرتضي بدلا

لا أرتضي بدلا

إن غاض قولي من الأشعار أو هطلا
يبقى جمال قوافي شعرنا  الغزلا

يبقى الكلام عن العينين ذا عبقٍ
يهواه شعري ويهوى الجفنَ و المقلا

كم  قلت شعرا عن الأحداق ترمقني
فيها الجمال و بعض الحسن ما قتلا

و كم  أدرت  حواراً  كنتُ  أحسبه
سهلا كشعري فعاد القلب ما احتملا

حورُ العيونِ لها من سحرها حدقٌ
أغرى الفؤادَ و قال الشعرَ مرتجلا

صاغ القصائدَ و الأقلامُ عاجزةٌ
إن غض طرفاً له فالشعر قد حصلا

و القلب  ينصت  للأشعار  منتشياً
قد هام دهرا بهذا الشعر و اتصلا

قالت  ببيت  بدا  شطراً  بأغنية
قيلت بهمس و كاد الهمس أن يصلا

يا روحَ قلبي أنا في الحبِّ تائهةٌ
أرجو النجاةَ فهل تُبدي لي السُبُلا

و هل  ستدركُ يا مولاي قافيتي
فالشعرٌ صمتي وصمتي فيك ما عقلا

في سهد عيني وفي جفني أسجِّله
وفي الخدودِ إذا ما الخد قد خجلا

وفي كلامي  إذا ما جئت انطقه
يأتي الكلام بغير القصد منفعلا

فقلت: مهلا فهذا  الشعرُ أكتبه
يمليه رمشٌ بدا بالجفن إن غفلا

و الشعر تكتبه عين و قد حكمت
فليت أحورها في حكمه  عدلا

تملي شفاه لها  سحرٌ  و ما انفرجت
كأنها  صنعت  من  ضمِّها   قُبَلا

إن ذُقتَ خمرتها ذابت لها شفتي
لكنَّها  تركت  قلبي  بها  ثملا

يمليه حبٌّ بدا في الشعر أسئلة
أكرم به إن بدا يوما و إن سألا

فهو السَؤلُ وقلبي لا  يجاوبه
عما يقول فيُبقي صمته الأملا

وهو عجول وهذا الصبر يزعجه
فجاء يصرخ ويح الصبر يا رجلا

و هو الكريم و قد اسكنته مُقَلي
أكرم  بها  نُزلاً ، لخيرِ من  نزلا

في كل ما كتبت كفي قصائدكم
والشعرُ يمضي بكم لا يرتضي بدلا

شادي الظاهر

الثلاثاء، 23 يونيو 2020

ما لديك

واكثر ما يزين القول شعرا
قصيد ينتشي شوقا إليك

فيسبك بعض نغمات عذاب
لتحلو عندما تلقى عليك

وما حلو القصائد من كلامي
سوى حبًٌ يقبل وجنتيكِ

فضمي أحرفا قيلت بوصفٍ
يخلد ما بدا من ناظريك

فيحكي سحر رمش قد تمادى
ليأسر خافقي في مقلتيكِ

فيا من قد أسرت القلب حسبي
بأني محبسي في راحتيكِ

أتي قلبي اسير يا ملاكي
وهذا ما لدي فما لديك

شادي الظاهر

الاثنين، 1 يونيو 2020

نور قريني


سأمضي حيث تحملني سنيني
وأبحث في الحياة عن الحنينِ

سأبحث عن شجيرات توارت
ومال الفرع في أفقٍ حزينِ

أوشوشُ في طريق العمر صبرا
يحلق في السماء ليحتويني

وأبصر في مدى البطحاء نورا
يرافقني مرافقة  القرينِ

يدغدغ مهجتي أملا وبشرى
ويشرق حين يشرق في جبيني

فإن عم الظلام أنار خطوي
وإن تاه الطريق فلي يقيني

شادي الظاهر

الخميس، 28 مايو 2020

الصداقة والأشعار

قلت تعليقا على القصة التالي هذه الابيات

تلك الصداقة قد فاضت بمكرمة
دين الكريمِ بلا شُحِّ ولا مللِ

فاختر لنفسك إن صادقت ذا كرمٍ
يفديك عند البلى بالروح والمقلِ

شادي الظاهر

وها هي القصة...،

كان فيما مضى شاب ثري ثراءا عظيماً وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت وكان الشاب يؤثر على اصدقائه ايما إيثار وهم بدورهم يجلّونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له..
ودارت الايام دورتها ويموت الوالد وتفتقر العائلة افتقارا شديدا فقلب الشاب ايام رخائه ليبحث عن اصدقاء الماضي
فعلم ان أعز صديق كان يكرمه ويؤثر عليه وأكثرهم مودةً وقرباً منه قد اثرى ثراء لا يوصف واصبح من اصحاب القصور والاملاك والضياع والاموال
فتوجه اليه عسى ان يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح حاله فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والحشم فذكر لهم صلته بصاحب الدار وماكان بينهما من مودة قديمة فذهب الخدم فاخبروا صديقه بذلك
فنظر اليه ذلك الرجل من خلف ستار ليرى شخصا رث الثياب عليه آثار الفقر فلم يرض بلقائه وأخبر الخدم بان يخبروه ان صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد.....
فخرج الرجل والدهشة تأخذ منه مأخذها وهو يتألم على الصداقة كيف ماتت وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيدا عن الوفاء وتساءل عن الضمير كيف يمكن ان يموت وكيف للمروءة ان لا تجد سبيلها في نفوس البعض....
ومهما يكن من أمر فقد ذهب بعيدا ..... وقريبا من دياره صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء
فقال لهم ما أمر القوم قالوا له نبحث عن رجل يدعى فلان ابن فلان وذكروا اسم والده
فقال لهم انه ابي وقد مات منذ زمن فحوقل الرجال وتأسفوا وذكروا أباه بكل خير وقالوا له ان اباك كان يتاجر بالجواهر وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا امانة فاخرجوا كيسا كبيرا قد ملئ مرجانا فدفعوه اليه ورحلوا والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع
ولكن........
اين اليوم من يشتري المرجان فان عملية بيعه تحتاج الى اثرياء والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة.....
مضى في طريقه وبعد برهة من الوقت صادف امرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير
فقالت له يا بني اين اجد مجوهرات للبيع في بلدتكم فتسمر الرجل في مكانه ليسألها عن اي نوع من المجوهرات تبحث فقالت اي احجار كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها ...
فسألها ان كان يعجبها المرجان فقالت له نعم المطلب فأخرج بضع قطع من الكيس فاندهشت المرأة لما رأت فابتاعت منه قطعا ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد

وهكذا عادت الحال الى يسر بعد عسر وعادت تجارته تنشط بشكل كبير
فتذكر بعد حين من الزمن ذلك الصديق الذي ما ادى حق الصداقة فبعث له ببيتين من الشعر بيد صديق جاء فيهما

صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم
يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى
وحين افلست عدوني من الجهل

فلما قرأ ذلك الصديق هذه الابيات كتب على ورقة ثلاثة ابيات وبعث بها اليه جاء فيها

أما الثلاثة قد وافوك من قبلي
ولم تكن سببا الا من الحيل
أما من ابتاعت المرجان والدتي
وانت أنت أخي بل منتهى املي
وما طردناك من بخل ومن قلل
لكن عليك خشينا وقفة الخجل !

الاثنين، 20 أبريل 2020

صح الحديث


صح الحديث وما حكيت فقد جرى
حكم الغرام على القصيدة وانبرى

لما رأى وردَ الخدودِ مخضباً
عَبَرَ الحدودَ فلا يخاف العسكرا

سألوه يوما عن جواز مروره
فأجاب: رمشٌ قد أظلَّ الأحورا

جادت حروفك فالقريض قد ارتوى
وترعرع المعنى الجميل وعبَّرا

من بعد هجري للقصيد ونظمه
عادت حروفي كي تشم العنبرا

فلا القصيد ولا القريض جواركم
إلا حشيشا قد أحاط الكوثرا

جمَّعته ونثرته في حيِّكم
ليذوق من هذا الجمال السكرا

لله دركما ودر حروفكم
كادت حروفي قبلكم أن تُقبرا

يا من صببت الشعر نهرا قد جرى
يروي المعاني كي تميلَ و تُزهرا

قد جئتُ أقطفُ زهرةً من وردكم
وهززت  غصنا من قصيدك أثمرا

فسَّاقط الكلمُ الجميلُ منمقا
ويضوعُ مسكا في المساء معطرا

قد صمت دهرا عن قصيدي قبلكم
واليوم عيد الشعر جاء لنُفطرا

الاثنين، 30 ديسمبر 2019

قصيدة في خطر

 هذا الحديثُ يُدارُ

تسوقه   الأقدارُ

 

عمَّا أصاب الدنيا

فتاهت  الأفكارُ

 

كنَّا ليوثا تغدو

فسيفُنا   بتَّارُ

 

وكفُنا مِدرارٌ

وجيشُنا كرَّارُ

 

والقدسُ في ماضينا

منارةٌ    ومزارُ

 

بغداد كانت شمسا

تُحيطُها الأقمارُ

 

والشامُ نهرٌ يجري

تحفُّه الأشجارُ

 

في مصرَ نيلٌ غنَّت

من حسنه  الأشعارُ

 

وفي الرباطِ الأقصى

تُمَّصرُ  الأمصارُ

 

واليومُ صارت داري

يبيعُها  سمسارُ

 

والسعرُ بخسٌ بيعت

والعقدُ فيه عَوارُ

 

وجاء لصٌ يسعى

وقامت الأغمارُ

 

تعيثُ ظُلما غابت

من بعده  الأنوارُ

 

وقد كتبت بشعري

والحرفُ فيه شرارُ

 

قصيدةً ما تمت

تُحيطُها الأخطارُ

 

لعل  يوماً  يأتي 

تعودُ فيه  الدارً

 

شادي الظاهر


البدر خاصم أرضه

 قالوا بأن البدر خاصم أرضه كذبوا وربي فالخصامُ محالُ سُخِّرت للأرض العظيمة فاسمعوا نورٌ أنا  ومنازلٌ وهلالُ خاصمت أرضا يزعمون بأنها جرمٌ صغي...