رحيل
يا من ظعنتم فهاج القلبَ أحزانُ شوقا إليكم و هذا الجفنُ سهرانُ منذ ارتحلتم و صار الكل في أرقٍ فالبدر مكتئبٌ و النجم حيرانُ و النخل قد قصدت للريح شاكيةً تحكي و قد شهدت بالأمر أغصانُ تلك الحدائق و الأزهار تملئها أخفى نضارتها شوكٌ و عيدانٌ من بعد ما عبقت من عطرها زمناً بعد ارتحالك غض الطرفَ ريحانُ يا بدر أنبأها بالروحِ قد رحلت فالكون من بعدها في النعش جثمانُ حتى حوائطنا بالبيتِ ما هجعت و صوت ساعتنا حزنٌ و أشجانُ يا مهجة الروح إنَّ البُعدَ يقتُلنُا و الوصل موردنا و القلب ظمآنُ فالنفس إن رضيت من وصلكم جرعاً تبقي لها رمقا إن طال هجرانُ لكنها جزعت من هجركم هلكت يا ليتها صبرت فالبعد موتان إن كنت تقبلها فالنفس أبذلها طوعا و أرسلها و البذل ألوانُ شادي الظاهر