الخميس، 15 ديسمبر 2016

في حب مصر

🌴🌴🌴في حب مصر🌴🌴🌴

أتينا   نرتقي  تلك  المراقي
إلى الجوزاءِ و السبعِ الطباقِ

و نتلو في بلادي لحن حبٍ
و يُطربُ نيلَها شدو السواقي

سألثمُ  تربةَ  الوادي   بحرفي
فحرفي فيه وجدي و اشتياقي

وأنُشدُ في سماها كيف تصفو
و أروي غرسَ أرضي بالمآقي

وأحكي عن بلادِ السحرِ عاشت
و ما  عرفوا   لهذا السحرِ  راقي

سأروي عن بلادي كيف تمضي
و باقي   الكون   يعدو  للحاقِ

و لو  ركِبَتْ  بلادُ  الكون  خيلٌ
فقد   جاءتْ   لتسبقَ    بالبراقِ

و كم جاءَ الزمانُ إليها يسعى
بشوقِ  الدهر   يهفو   للعناقِ

وقد شبَّ الزمانُ على ثراها
و ماءُ النيلِ للأزمانِ ساقي

ويا صبَّاً من الأشواقِ مهلا
أتاكَ الصبُّ رقراقاً و راقي

ففرعونُ الذي قد عاشَ فيها
يُغرُّ بسحرِها  حُلو المذاقِ

و يزعُمُ  أنَّه ربٌّ  و يعدو
بكلِ حماقةٍ نحو السباق

فيغرقُ في بحارِ الكفرِ بغياً
و يبقى منه طولَ الدهرِ باقي

ليعتبرَ   الطغاةُ   إذا  رأوه
 صريعاً   بعد عزٍّ  و ائتلاق

و موسى جاءَ بالألواحِ يسعى
و يتلو الحقَّ فيها باستباق

و من رؤيا العزيزِ أتي نبيٌ
يعبِّرُ   حلمَه  فيما  يلاقي

فينقذُ بالسمانِ عجافَ دهرٍ
ويصبحُ خيرُها للكونِ واقِ

و جاءت آيُ مصحفنا لتروي
بأنَّ   الخيرَ  فيها    باتفاقِ

يغازلُ حُسنَها شعري فماست
زهورُ   النيلِ   تزهو   بانفتاقِ

أنا المصريُ  يأسرني هواها
و أسعدُ في قيودي بانطلاقي

و إنْ أبِقَ العبيدُ فلستُ عبداً
و أعدو    بينَ    أحرارٍ  إباقِ

أجردُ من حروفي نصلَ سيفي
فيضربُ عندَ غمدي و امتشاقي

و أعدو فوقَ أفراسِ المعاني
و يأتي الجندُ خلفي بالنياقِ

عشقتُ قصيدةً قيلت بأرضي
و أهديها     لأقوامٍ    حذاقِ

ضممتُ الحرفَ منها نحو صدري
و ألثمُ  في الكنايةٍ   و الطباقِ

و إن غار المجازُ بسطتُ حرفي
بقافيةٍ      تُقبِّلُ      باتساقِ

فعاد جناسُها و السجعُ منها
و طبعُ اللثمِ فوق الخدِّ باقي

فيا أرضَ الكنانةِ فيك حبي
و إنَّ  الحب يُعرفُ بالسياقِ

شادي الظاهر

في الضاد شدوي

في الضاد شدوي

يا ضاد حسبي ما أتيت أعيد
في ان حبك في الفؤاد مريدُ

قد جئت اشدو في هواك قصيدتي
في   مثل   حبك   ما  يقال عديدُ

فعيون شعرك بالفصاحة قد سبت
منا   عقولا   ما   سبتها   الغيدُ

و كلام قومك في القديم توقدت
منه    النباهة  و الزمانُ    بعيدُ

خرجت فحول الناظمين فجددوا
ما   كنت  أحسبُ   ما له  تجديدُ

وأعاد  علم   الشعر  فيك  خليله
إن القريضَ لذي العَروضِ مُريدُ

فأتيتُ أرجو من بحارك قطرة
و الغوصُ في بحر اللغات مفيدُ

وأقولُ شعري في الحروف كأنها
في الحسن خصر مليحة أو جيدُ

لو قيل أن بنات شعري قد أتت
نطقت  معاني   ما  لها  تحديدُ

و رأيتُ للكلمات صوتاً صادحاً
يتلوه بعضُ الصمتِ و التنهيدُ

فادنو بقلبك من حروفي كلما
جاء الكتابُ و قيل هذا نشيدُ

قالوا: شدوت فقلتُ: عُذرا إنه
قلبٌ يغني  و  اللسانُ  بريدُ

شادي الظاهر

جوهرة الزمان في مدح النبي العدنان



لمع القريض و قد أبان و أظهرا
حباً   تورَّدَ   بالفؤادِ   و أثمرا

فالقلبُ يرجو من مديحك  غايةً
و الشعرُ أبدى في هواك و أضمرا

مولاي صل على محمد كلما
مرَّ السحابُ بقريةٍ أو أمطرا

مولاي صلَّ على النبيِّ و صحبِه
ما  طاف  حاجٌ  بالمقامِ  و كبرا

في  مولد الهادي أتيت مصليا
ويظل ذكري ما أطلت مقصرا

ماذا عساي و قد أتيتك مادحا
في أن أبوح إذا كتبت  معبرا

و الله أنزلَ في الكتاب لذكركم
في نون  مدحاً من كريمٍ أخبرا

ماذا أقول وآي ربي  رددت
قسما بعمرك إذ أتاك الكوثرا

يهفو   لذكرك  كل   قلبٍ  عابدٍ
ليفوح مسكا إن ذكرت و عنبرا

قالوا    كبدر    إذ   انار   بليله
بل كان نورك يا  محمد   أنيرا

و الطيبُ يقطرُ من يديك عبيره
لا ليس مسكاً بل أجل و أعطرا

فالشمس تخجل إن اتتك و تنحني
لتُقبِّلَ   الكفَ    الكريمَ   الأطهرا

و الماء يخرج من كفوفك نبعه
و يسيل عذباً من يديك مقطرا

و الجذع حنَّ و بات من ولهٍ به
إذ كان يطرب إن خطبت مبشرا

من بعد ما ساد الظلام و أجدبت
كلُ   الممالكِ و  الضياءُ   تقهقرا

و يشاءُ  ربي أن  يجود بفضله
فيجيءُ أحمدُ مثل نهرٍ إن جرى

فتتيه مكة بالحبيب و قد علت
بين البلاد و أصبحت خير القري

في يوم ميلاد الرسول تبخترت
لحظاته  إذ تاه فخرا و انبرا

يومٌ  إذا   ذُكرَ  الزمان  و خيره
سيكون في جيد الزمان الجوهرا

في كل أنفاسي صلاتي  دائما
صلى عليك الله يا خير الورى

اللهم صل و سلم و بارك على محمد

شادي الظاهر

يا أبأ الزهراء


قد جئت أركض والبيان ورائي
لمَّا    أتتني    دعوة   الكبراءِ

و يطير حرفي في السماء محلقا
و يكاد   يغمر   ليلتي    بضياءِ

في ذكر خير الخلق جئت لأحتفي
فيتيه  حرفي  في  ذرى الجوزاء

لما بدأت بذكر أحمد عمَّني
نور النبوة قد علا بسمائي

يا خير خلق الله جئت مسلما
ثم الصلاة  أيا  أبا  الزهراءِ

من كان يرجو في الحياة كرامةً
فبهدي  أحمد  رفعتي  و رجائي

والذكر أشرق بالهداية صادحا
كالغيث  أبدل  جدبنا  بنماء

تلك القوافي قد علت أقرانها
لمَّا    تزين   حرفها   بدعائي

فالقول يحلو ما أتيت مرددا
"مولاي صلَّ"و بالصلاة حدائي

يا رب صل على النبي و صحبه
و الآل  ما  غيث همى  بسماء

شادي الظاهر

موطن الأغراب

أيقظت حلمي في لقى أحبابي
من بعدما طرق  النوى أعتابي

يا أهلنا أيكون عيشي بينكم
و أذوق نار الوجد  كالأغرابِ

أمضي  غريبا  ضاع  مني  موطني
و الروض يشكو من جفاف سحابي

يا نيل مالك  قد نسيت عهودنا
هل كان ماؤك أم خداع سرابِ؟

غاب  النهار بأرضنا يا ليته
يا كاتب الأشعار يقرع بابي

لولا جحيمُ الغدرِ يقبعُ خانعاً
لاخضر أيكُ الشعرِ فوق هضابي

لكن حزني من بكاء أحبتي
نزف الشآم يزيد في أعطابي

من بعد ما سكبت حروفي أدمعا
و تحطمت لجراحهم أعصابي

يا ليت حرفي كان بلسمَ جرحها
شهباء زاد   جحيمها   أوصابي

و القدس تبكي قد دهاها ما دهى
باقي   البلاد   بخسة   الأغراب

يا ليت قلبي في القساوة مثلهم
ما كنت  أحسب للجفاء حسابي

يا  ربُّ  أبدل  بالجفاةِ  أحبةً
إن   نبتغي ريَّاً  أتوا  بشرابِ

يا من  تدندنُ  بالربابةِ  صادحاً
أيُزيلُ  عزفُك  بالربابِ  مصابي

عزفُ الربابِ  يزيد ما قد مسنا
شجناً  و حزناً  يستحلُّ  عذابي

من ذا يواسي  للفؤاد جراحه
غير التماس الشدو من أصحابي

فمرورهم كالغيث يهمي راويا
عطش الفؤاد لسيله المنساب

ما أطيب الكلمات تهدي جمعنا
فوح  العطور  و لذة   الأنخاب

راياتُ  ودٍّ قد  أتتك و سلمت
جاءت  لتقفو  ضوعة  الأطياب

عزفت حروف الشوق لحن قصيدة
تهدي  لشيبي  بسمتى   و شبابي

و برغم أن حدود أرضي فرَّقت
بين  الأحبة  قد أتاك   خطابي

هذا الفضاء و قد أزال حدودنا
أكرم بخير الجمع و الأصحابِ

إن غاب جسمي عن شآم و جرحها
سأصب نهر الشعر رغم غيابي

و أقبل الشهباء بين عيونها
و أضم  بردى هامسا بعتابي

إن ساد حزنٌ  في القلوب فإنه
مازال ضوء الشمس خلف ضبابِ

سيعود فجر الدين يمحو نوره
حلك الظلام  و صولة الأذناب

عزفت حروفُ العاشقين قصائداً
فلثمتُ   بالأشعارِ  خدَّ    تُرابي

و أطيرُ في أفق السماءِ منادياً
فجراً يُضيئ بجذوتي و شهابي

من بعد هذا القولِ قلتُ مودعاً
و الشوقُ في قلبي وفي أهدابي

سيظل قلبي بالهوى متكلماً
و يصب شعري ذاكرا أسبابي

إن كان عشقي في رفاقٍ نظمهم
سحرُ  القريضِ يفوح من أترابي

 أكرم به ذاك  الهوى ما همَّني
حبُّ الملاحِ و لست بالمتصابي

شادي الظاهر

الاثنين، 5 ديسمبر 2016

صباحيات 3


سلام الله   أرسله    ***    لمن  مروا  بنادينا

كتبتُ الشعر انغاما     ***   بألحانٍ      تنادينا

فمسكٌ فاح من شطرٍ  ***  و شطرٍ ذاب تلحينا

و بيتٌ    زانه  زهرٌ     ***   و زهرُ الشعر يسبينا

و حامله  شدا  شدوا  ***  لينثرَ     عطره    فينا

فجئتُ الروضَ ظمأناً   ***  لأقطفَ   منه  نسرينا

و أجمعُ   باقةَ   ترقى  ***   تقدمها        أيادينا

لأغلى الناسِ منزلةً      ***   أتيناه         ليروينا

جمعت زهور أنغامي    ***   و صغت الورد تلحينا

يقول الزهر في روضي  ***  جمال الحسن  يكفينا

و نعشق  من  يغازلنا     ***    و نلثم   خد  جانينا

كريم أنت  يا  زهري      ***     وطيبك زان وادينا

صباح  النور  يا  دنيا     ***     بكل  الخير   يأتينا

شادي الظاهر

صباحيات 2


أهلا و سهلا بالصباح و نوره
جئنا لنرشف خير ما يجنيه

فالخير يأتي من صباحٍ عمنا
و النور  كنزٌ  فاز  من يحويه

ها قد أتيت لأنتقي في صبحنا
زهرا نمى و العطر منه و فيه

و الزهر عندي في حروف قصيدتي
و الريُّ  من  عين  المحب و فيه

و الزهر  دوما  يا  رفاقي  مغرمٌ
يهفو    و يلثم   خد   من يجنيه

فاسقوا زهوري في رياض قلوبكم
والشعر     يعشق  من  أتي يرويه

و الغرس أورق في فؤادي بعدما
باحت    ورودي   بالذي   أخفيه

كل  الزهور   جميلة     و رقيقة
لكن   زهري   في الجمال   نزيه

مولاي صل على النبي محمدٍ
ما راح  طيرٌ  بالصباح  يتيه

يا رب صل على الرسول و آله
ما أمطرت سحبٌ بالذي تجريه

يا رب صل على النبي و صحبه
ما غنت الورقاء لأيكها  تشجيه

شادي الظاهر

زمان النصر يقترب

زمان النصر يقترب

يا من تسائل بالأشعارِ من سكبوا
دمعٌ تساقط من أجفان من كذبوا

ما عاد ينفعُ قولُ الشعر في زمنٍ
صار   المداد  بلون الدم  ينكتبُ

دفن الرؤوس بجوف الأرض أغرقنا
قل   للصغار  بأنَّ  الدينَ   مغترب

قل للصغارِ  بأنَّ  الذئبَ يحرسنا
أفنى الرؤوس و ساد الأمة الذنبُ

لا  تحزنن   ليومٍ   فيه   موقعة
غاب النصير و ساد الأرضَ مغتصبُ

فالله نسألُ  أن  نبني لأنفسنا
مجداً تليداً و قد دانت به الحقبُ

وعدُ الإله  بنصرٍ  لا  نشكُ  به
و الحقُ يرجعُ للأوطانِ فارتقبوا

بعدَ الزمانِ الذي قد زاد  فرقتنا
يأتي الزمانُ الذي بالنصرِ ينقلبُ

إن الأسود ليوث الحق قد زأروا
:لا نقبلُ الذَّلَّ نحن السادة النجبُ

لن نبتغي منصفا بالعدل في خورٍ
من أنذل الخلق لا عرقٌ و لا نسبُ

نحن الكرام و إن قلت مواردنا
و الروحُ في بذلها لله  نحتسبُ

و نصر ربي و إن يبطئ فقد صدقت
آيات   حقٍ   إلى   الإسراء   تنتسبُ

شادي الظاهر
5ديسمبر 2016

صباحيات1

صباح الخيرات لكل الأحبة

رأيت  الشمس  مبتهجة
و أبدى النور لي وَهَجَه

و مال الأيكُ  في  روضي
و صار  الحسنُ  في أَوَجَه

و ماس الغصنُ في طربٍ
و أبدي   للورى    غَنَجَه

و هذا  الزهر   خجلانٌ
و لا ينبيك  من  حَرَجَه

أتانا الصبح مبتهجاً
و باب الخير قد وَلَجَه

و إنَّ  الشمس قد قالت:
هموم   الدهر   منفَرِجَة

ومن   بسمات   أوجهنا
سيصلح  دربنا   عوجه

قطفت   الزهرَ  من  فكري
وقال   الشعر  لي  حُجَجَه

و جاء  الحرف   يخبرنا
بنهجٍ    كان   قد   نَهَجَه

ليمحى  الحزنَ  عن  زمني
ويسعدَ  في  الورى  مُهَجَه

شادي الظاهر

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

يا ليل أتذكر بسمته


قد بت لطيفٍ أرصده
و أقول الشعر فيسعده

يا ليل أتذكر بسمته
باتت بظلامك توقده

و عيون غزالٍ قد نظرت
و برمشٍ جاءت تغمده

فتريقُ دماءً قد سالت
في الخدِ فبان تورده

قد قمت لأشدو في شعري
أبياتاً جاءت تقصده

فتقول: و ربي أعشقه،
قسماً قد بتُّ أردده

و تناجي الورد و تخبره
في أن حبيبي سيده

و الروض يهيم بطلعته
و الأيك أتاه يؤيده

فيزيل الهمَ تبسمه
و يُميلُ الغصنَ تنهدُه

و يغض بطرف أحوره
فأقيمُ الليل و يرقده

أملٌ للقاءٍ أنشده
ما بال الجفن يعقده

آه لو يسمع أشعاري
آه لو يدنو مقعده

ما بال الشوق يباغتني
من باب كنت سأوصده

و الوجد بقلبي مسكنه
من جفن العين تَجدده

لا تسأل يوما عن قلبٍ
من يوم لقائك أفقدُه

أيكون هلاكي من حبٍ
و بغمض عيونك مولده

إن كثرَ الشعرُ فلي شدوٌ
في مثل جمالك أنشده

لو شابت شعري شائبةً
لي عذرٌ جئتُ أمهده

ففؤادي عندك في حبسٍ
و الجفنُ بغمضِك قيده

لم يرجُ فكاكاً ينقذه
ما دامت عينك تشهده

شادي الظاهر

أسيرات الشام

 إهداء لأخواتي الأسيرات بسجون البغي في  الشام و في كل مكان 


لا تحسبن بأن الليل منتصرُ

فالفجر آت و هذا الظلم يندحرُ


سِجْنُ الحرائرِ يا للعارِ يلحقُنا

بكل خزيٍ و من للهون يصطبرُ


يا من تواريتِ خلف السجن في زمن

عز الرجال و فاض الجُبنُ و الخَوَرُ


هذا السبيلُ سبيلُ الحقِّ سيدتي

كم من كرامٍ بنفسِ الظلمِ تُختبرُ


حيَّاكِ ربَّي و دام العزُّ يا شرفاً

أغرى المساءَ فضاءَ النجمُ و القمرُ


نحن الأُسارى و هذا الجُبنُ يخنقنا 

و  حُرَّةٌ    رَفَضَتْ   للذُلِّ    تنكسرُ


يبقى الكرامُ برغمِ الضيمِ في شممٍ

فالحقُّ   يعرفهم  و الفجر و السَحَرُ


شادي الظاهر

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

همس القوافي

همس القوافي

أسير بمهجتي من غير ساقِ
 و جئت لأرتوي والجفن ساقي

فقلبي عندكم و الصدر خالي
 أسيرٌ في الهوى شدوا وثاقي

فماذا يا حبيب جنيت قل لي
و هذا القلب تأسره المآقي

و ما ذنبي سوى أني محبٌ
 ألاقي في هواها ما ألاقي

فرفقا يا حبيب  أتيت  أشدو
 و هل شدوي دواء لاشتياقي

أتيت  لأنتقي   زهرا   بروضٍ
 فعطر الورد مثل الشعر باقي

ويسكرني العبير بكل  شدوٍ
 و قد فاح البيان  بلا  اتفاق

فشطرُ البيت أنسجه رحيقاً
و باقي البيت يُعرفُ بالسياقِ

 و يقضي الشعر بالأنغام قولا
يكبل  مهجتي  دون انطلاقي

أتيتَ    بمهرة   حوراء  تعدو
و جئتَ تصولُ في هذا السباقِ

و جئتُ  ببغلتي  أرجو  لحاقاً
و لكن   لا سبيل   إلى  اللحاقِ

و إن كانت حروفي صافناتٌ
أتيتَ و قد سبقتَ على براقِ

يُثير الشعرُ أحداثاً عظاماً
فأشدو عند غزوي و اختراقي

و تشعل مهجتي و تزيد وهجي
كطيب  العود  يُزكى  باحتراقِ

أتاني   سحركم   كالماء  يهمي
ليروي  الورد من صب  السواقي

و هذا السبك في الأشعار يحلو
فيشدو   بعض   أبيات  رقاق

أصبُ الحرفَ بعد الحرفِ حتى
يفيض   بيانه    حلو   المذاق

كأني   في    حديثي  إن أتاني
كجني  النحل لو    لثم   العِذاقِ "1"

أتيت    بجرتي    فنهلت   منها
لأُُروى      ثم    يكمله     رفاقي

و يبقى   الصب   نهر  من جمالٍ
و موج   الشعر   رقراق  و راقي

فجئتُ    بعلتي   أرجو    شفاءاً
وهل  في  شهدكم من دائي واقِ

صريع  الحرف   تأسرني  المعاني
و تشعلني   المآقي  في  الحداقِ

و ما تبغي   حروفي  فك  قيدي
و أسعد   في   قيودي  بانطلاقي

فإن   أبق   العبيد   فلست   عبدا
و أعدو      بين      أحرارِ     إباقِ

أجرد   من   حروفي  نصل  سيفي
فيضرب   عند  غمدي  و امتشاقي

و أعدو     فوق   أفراس   المعاني
و يأتي    الجند   خلفي     بالنياقِ

و أرقى    للأعالي  لا    أضاهى
كما   الجوزاء    بالسبع     الطباق

أصوغ    النظم  من سبكٍ  بشعري
و أهديه        لأقوامٍ         حذاقِ

أتيتُ    النيل     أساله      لماذا ؟
تصب     الماءَ  في   جذرٍ  و ساقِ

رأيت     الصب   بالأشعار   يروي
بياناً     مثل      نخلات     بساقِ (2)

و تزهر    في   البيان    بروضتيه
زهور      الشعر    تزهو    بانفتاقِ

يغازل    قوله   شعري      فماست
حروفي    و هي     ترنو    للعناق

ضممت  الحرف  من  قوليه شوقاً
و ألثم    في    الكناية    و الطباق

و إن   غار المجاز  بسطت حرفي
بقافية            تقبل       باتساق

فعاد   جناسه   و السجع    بعدي
وطبع   اللثم    فوق   الخد باقي

فيا   همس القوافي  سباك  شعراً
كسبك    التبر       يزهو    بأتلاق

وإن     قبلت   معانيها      بنظمي
فإن     العرس    يحلو     بالوفاق

زفافا    بين    قافيتي    و شعراً
و كان    رويها     هذا    صُداقي

شادي الظاهر

(1) عذاق : العذق هو الغصن كثير الفروع و الزهر
(2) نخلات بساق : جمع تكسير من باسقات

لون الشفق

لون الشفق

جئت أشدو بعدما بان الشفق
في  خدودٍ  لونها زان  الفلق

من زعيمٌ   أن قلبي عاشقٌ
إن قلبي في هواها قد غرق

لي  فؤاد  قد  سبته  نظرةٌ
من عيون ناعسات في حدق

فات  منها  في   سلام  غره
أن جفناً غض طرفا ما صعق

يا فؤادي لا   تجاري   جفنها
إن  قلبي  لو  تمادى  لاحترق

ثم  جاء  الثغر  يبسم ويحه
ضاء مثل البدر حينا و انفلق

ما  لهذا  الثغر  فيه  صبوتي
لو تبسم  أو  تنهد  أو  نطق

من   لماه   قد    توالت  أحرفٌ
قال فيها القلب :حتما قد صدق .

ثم إن الشعر  ساعٍ  خلفه
زانه  ليلٌ   بدا مثل الغسق

كيف هذا  الشعر يعدو عمره
رغم هذا العدو يوما ما لحق

إن  لي  قلبا   ضعيفا  سيدي
هام  شوقا  قد  كفاه ما سبق

شادي الظاهر

حوار مع المجنون

الشاعر شادي الظاهر

حوار مع مجنون ليلى

سألت حبيبي   إن   أتاه خطابيا
ففيه  حديثٌ عن زمانٍ خلا بيا

زمانٌ  تولى كان حلمي قصيدةً
لأنشد   فيها  ما   يجول  بباليا

و كانت حروفي مثل عمري صغيرة
 و كان    نشيدي لا  يجيد القوافيا

و كانت بقلبي من  لهيبي صبابة
وتأتي معاني بتُّ منها  مُعانيا

فشوقي و وجدي و اللهيب بأضلعي
و حلمٌ    بقلبي   زاد   فيه    تناميا

أتوني و عاشوا في فؤادي  و كلهم
يقولون شعري هل سيشدو مجاريا

و ثارت حروفي شاديات  بما يفي
بسحر   المآقي  حين ترنو حياليا

و كم مر من عمر  توالى و لم أكن
أبوح  وما زان  القصيد   جوابيا

فشعرى أتى شوقاً  إليك و قد بدا
سهادي    بليلي  يستبيح  مقاليا

وتلك دموعي قد توارت بأحرفي
و هذا فؤادي   في هواها  مداريا

و أسهر وحدي إن كتبت روايتي
و يسهر نجمي في الليالي  مدانيا

فيذكر  نظمي  لو أقول فيرتوي
و يغدو له من خمر وصفك راويا

فيا أيها النجم المحلق هل تعي
بما  في فؤادي إذ حواه كتابيا

و هل سوف تحكي ما سمعت و كله
حنينٌ    بقلبي   راح   يشدو  أغانيا

طويت هواها في فؤادي  فلم يزل
بي الوجد و الأشواق  حتى طوانيا

و ما مر  يومٌ  و هي مني قريبة
و لا في النوى إلا لقيت الدواهيا

فيا قلب إني في هواها وحبها
أصوغ القوافي عل فيها دوائيا

فما زادت  الأشعار إلا صبابتي
و ما زادت الأشجان إلا عذابيا

تفوح المعاني بين حرف يحبها
و بيت يغني في خيالٍ بدا ليا

تمر  الليالي  قد  سبتني جفونها
وما بي من الأشواق ظلت كما هيا

و  يا قيس هذا في حبيبك غائبا
و إني و شوقي وهي دوما أماميا

ويا قيس قلبي مثل عقلي يحبها
أأرضى جنونا  يرجع العقل واهيا

سيبقى بعقلي من هواها لعاعة
و يلقي بما قد جن منه ورائيا

شادي الظاهر

الاثنين، 28 نوفمبر 2016

يا رب أمتنا

يا رب أمتنا

يا رب جئتك و الأوزار قد كثرت
و القلب معتذر يسعى إلى الرشدِ

فامنن بعفو و من إلاك يغفر لي
إني الفقير لعفو الواحد  الصمدِ

إن أنَّ  قلبي فقلبي  أنت  تعرفه
في كعبة الحب تطوافي بلا عدد

يا رب قد ظهرت من حولنا فتن
و إنَّ أصغرها  ما دار في خلدي

كيف النجاة و قد غاصت سفينتنا
في لجة الهم و الأحقاد و الحسد

ساد اللئام  و صار  البغي  مرتدياً
ثوب العفاف وضاع الحق في بلدي

و تلك  أمتنا  قد قض مضجعها
هم يؤرقها قد فت من عضدي

في شامنا ظهرت أحقاد رافضة
صال الكلاب وسموا الوغدَ بالأسد

من نصَّب  الذئبَ للأغنام  يحرسها
و من يسوق إلى  الأصفاد ذا اللبدِ

هذا الفرات و قد أبكته غدرتهم
فالغدرُ ديدنهم بالقتل  و الهددِ

أرض اليمان  و قد عاثوا  بتربتها
بلقيس تبكي بلا جيشٍ و لا عُددِ

بالقدس أفعى و تسعى نحو مقتلنا
و السم  من نفثها  قد نال من كبدي

فالجهل و السقم و الإعلام يفسدنا
فارجع لأصلك و الإسلام  يا ولدي

واحذر هديت من الإعلام كن فطناً
كم   ضيعوا  أمماً راحت   ولم تعدِ

قاطع   بضائعهم   قاطع   مزابلهم
يكفي   من اللقم  ما يصلح  الأودِ

يوما  سنرجع  للأمجاد لا عجبٌ
فإن    معبدهم  صرحٌ   بلا عُمُدِ

يا   قومنا   أزفت   للمجد  آزفةٌ
فالدين  خيمتنا   بالحبل و الوتدِ

و النصر في  يدنا  دينٌ   يوحدنا
و الصبر في يدنا سيفٌ بلا  غمدِ

قد  جئت أرجو فكن يا رب لي مددٌ
هل لي  بغيرك من نصرٍ و من مددِ

فرَّج  كروبا   و هما  طال أمتنا
ما عاد   من أحد   إلاك يا سندي

شادي الظاهر

نهر الزهور


يا من سكبت  بروضي الوردَ فواحا
فوحُ الزهورِ  يُزيدُ الحُسنَ إيضاحا

أهدى الحبيبُ إليَّ الزهرَ فانتثرت
في الأرضِ تملأُُُ هذا الكونَ أفراحاً

كم جئتُ أسعى لبابِ الشوقِ أغلقه
فصار   وردُكَ    للأشواقِ    مفتاحا

تلك القوافي مع الأشواقِ أُرسلها
عشقاً بقلبي و جاءَ الشعرُ مدَّاحاً

بينَ الحروفِ جعلتُ الروحَ عالقةً
فاقرأ   بربِّكَ   حرفاً  ضمَّ  أرواحا

و الشعرُ يُنشدُ تعريضاً فهل فَطِنَتْ؟
و قد  عهِدتُ   بأنَّ  الحُسنَ  لمَّاحا

رقَّ    النسيمُ   لأنفاسٍ    مغردةٍ
جاءت  تُرددُ   حُبَّاً  زادَ  إلحاحاً

في  كلِ  شاردةٍ  من  حُبِّكم  جُمَلٌ
قد جاء يشرَحُها في الروضِ شُرَّاحا

فالوردُ    أعرَبَها  و النهرُ   يكتُبُها
و الغُصنُ لحَّنَها   فازدادَ   إفصاحا

جاء الحمامُ إلى الأغصانِ يحفظُها
و ظلَّ يُنشِدُها في الأيكِ  صدَّاحا

شمس الأصيل مع الورقاء قد ألفا
لحنُ  الغرامِ  إذا ما  قيلَ  إصباحا

فإن  سمعتَ  هديلا  في  أصَائلِها
فذاكَ  شِعري إذا  ما صاحَ  بوَّاحا

شادي الظاهر

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

دواء جديد

سألت القوافي ألا من  جديد
سئمت الحروف مللت القصيد

فقالت حروفي تعالى نغني
لفجر سيأتي بيوم سعيد

تعالى نبايع بدر الليالي
ليظهر ضوءا و لو من بعيد

فلا النجم يرضى ظلاما توالى
و لا الليل يسبي صباحا عنيد

و قامت حروفي تخط القوافي
بخطٍ  جميلٍ   و نظمٍ  فريد

تغازل   بدراً  بليلٍ   طويلٍ
فيصغي سعيداً لهذا النشيد

و جاءت تمني نشيدي بصبحٍ
و شمسٍ  تغني   ظلاما فقيد

فإن هاب غيري رعودا و برقا
تعلو القوافي  هزيم  الرعود

توالت حروفي كغيثٍ لتسقي
رياضاً تباهت بلون الورود

و تعبق حينا بعطر المعاني
فيسكر عقل و يهتز جيد

و تلمع حينا بسحر القوافي
كضوء بصبحٍ يزيل الحدود

فيشفي جراحاً و يهدي الحياري
و يأوي  سقيما   حزينا   طريد

و يبرد قلب و يمسح عينا
و دمعا سخينا يروَّي الخدود

حروفي ورودا توالت صباحا
فردوا   برفق   نداء   شرود

فواوي   ببحرٍ  و راءي بشطرٍ
و دالٌي   رويَّ    بشعر   سديد

بنيت بناءا تعالى بروضٍ
كقصرٍ  بناه  أميرٌ  رشيد

ففي روض قصري ثمارٌ تغني
نسيماً  يراقصُ  زرعاً  وليد

و نخلا حبالى بتمر المعاني
ففيها شفاء و فيها وعود

فذوقوا حلاوة شهدي بطرحٍ
بعرجون  نخلٍ  كشعرٍ   بغيد

فقد صام قلبي و جفت حلوقي
و فطري  تمور   البيان   العميد

فطوراً    شهياً    و ماءاً و رياً
و شعري توارى يطيل السجود

وهذا كتابي لمن جاء يرجو
شفاءا   لداءٍ   كئيبٍ كئود

صباح سيأتي ليمحو الليالي
و صوم و ذكر يزيل السدود

صلاةٌ بليلٍ سيتلوه فجرٌ
لسان بذكرٍ رطيب يعيد

أتبغي ورودا لتروي العطاشى
فقد صغت نهري و هذا الورود

بين النيل و الفرات

قد   صغت  قافيتي  شدواً  بما  يجبُ
هل  يصلحُ  الشعرُ ما  قد أفسدَ العربُ

لو أن شعري سيمحو الحزن عن وطني
إذاً  لصغتُ   حروفاً    قذفها    اللهبُ

لكنني  جئتكم  و الشوق   يغلبني
من بعد ما هزني من شدوكم طربُ

نزفُ الجراحِ  التي بالشامِ  تؤلمنا
يا أهل شام النوى إنَّ الهوى تعبُ

قد  قضَّ   مضجعنا  ما  نال  أمتنا
فالقتل يفجعنا و الروض مكتئبُ

قل  للقرنفل  و  الأزهار  لا  تهنوا
قام  الكرام و قد هبت هنا حلبُ

يرون   أيكتها  من  دمهم  جرعا
و النبت يغرسه في أرضنا النجبُ

كم جاء  مغتصبٌ  يرجو  مذلتنا
هم بالألوف و لكن  كلهم  ذهبوا

كفكف يا بردى دموعا كلها شجن
وعد الكريم و قد جاءت به الكتبُ

غدا ستجري بكل الخير يا بردى
عند الشواطئ  يوما   تشرب النخب

فالياسمين و فل الشام موعدهم
فرحٌ  إذا  زادت الأهوالُ  يقتربُ

إنَّ الطيورَ التي عن  شدوها  عزفت
يوما  ستعزف لحن  النصر  فارتقبوا

ساءت   ظنونك في  الرحمنِ  معذرة
إن كنت تحسب أهل الظلم قد غلبوا

 فالحق  آتٍ  و   إن   الفجر منبلجٌ
و الظلم و البغي مهزوم و منسحبُ

يا  أحمد  القسوات  الليل مرتحلٌ
و الصبح آت و فيه النصر و العجب
.شادي الظاهر

الاثنين، 21 نوفمبر 2016

ربي رقيب

علمتُ بأنَّ العمرَ يمضي كساعةٍ 
ويبقى الذي ما قد جنته الذنوبُ

وما تعلمُ النفسُ الذي قد بقى لها
من العمرِ إذ قيلَ: المنونُ قريبُ

فلا تجعلن الله أهونَ ناظرٍ
إذا ما أتيتَ الذنبَ فهو رقيبُ

وسارع هداك الله للحقِ و ارعوِِِِِِِ
وتب قبلَ ما شمسُ الحياةِ تغيبُ

نصحتُ لغيري ثم عدتُ بما جنتْ
علي ذنوبي إنَّ أمري عجيبُ

تمر حياة المرء والعمر ينقضي
وتحكي سنون الدهرِ :جاء المشيبُ

فإن كان لي ذنبٌ كبيرٌ فإنَّني
كذلك لى ربٌ كريمٌ مجيبُ

فجُد لي بعفوٍ إنَّ نفسي قد أتت
بقلبٍ أسيفٍ قد علاه وجيبُ

وإني لربي قد أتيت بتوبتي
وهل لي سواه أرتجي و أتوبُ

فلا تيأسن إن أتيتَ بذلِّةٍ
ولو ما دعوتَ الله فهو يتوبُ


شادي الظاهر


أسير المآقي


أسير بمهجتي من غير ساقِ
                       و جئت لأرتوي والجفن ساقي


فقلبي عندكم و الصدر خالي
                        أسيرٌ في الهوى شدوا وثاقي


فماذا يا حبيب جنيت قل لي
                       و هذا القلب تأسره المآقي


و ما ذنبي سوى أني محبٌ
                       ألاقي في هواها ما ألاقي


فرفقا يا حبيب أتيت أشدو
                      و هل شدوي دواء لاشتياقي


أتيت لأنتقي زهرا بروضٍ
                      فعطر الورد مثل الشعر باقي


ويسكرني العبير بكل شدوٍ
                      و قد فاح البيان بلا اتفاق


فشطر البيت أنسجه رحيقاً
                     و باقي البيت يعرف بالسياقِ


شادي الظاهر

الجمعة، 18 نوفمبر 2016

هذا أخي

هذا أخي

باح القصيدُ ببعض ما أخفيه
والسر يكمن في القصيد وفيه

هذا أخي نور الحياة و حسنها
و المرء   تحيا   نفسه   بأخيه

و أجول بين رياضه و زهوره
والشوق يملئني لكي أجنيه

و أصوغه شعرا يليق بقدره
فالحرف يعشقه و يسترضيه

سمحٌ و سامح ، و السماحة سمته
حلف   الجمالُ   بأمه    و أبيه

و الخير يقطر من ثنايا وجهه
و هو    الأبر   لأهله   وذويه

يعلو به أصل الكرام و حسبه
طيب الخصال وبعضها يغنيه

إن كان بين القوم فهو أميرهم
و الشمس تضحك من تبسم فيه

فهو الأميرُ   إذا  تبسَّم  سنه
و القول لا يرقى و لا يكفيه

بعضُ المعالي تنتمي نسبا له
فالجود  و الإكرام  بعض بنيه

فاضت يداه كأنها سيل همى
كالبحرِ  لا حدٌ   لما   يُعطيه

لو ما أتيتك يا  أخي بمدائحي
و القلب أبدى بعض ما يحويه

فالقول  يعجز   و اللسان و إنني
لو قلت: أنت الحسنُ ؛ جاء يتيه

جئتُ الحياة فكنت أنت هديةً
والحمدُ   يا  ربي   لما  تهديه

منذ الصبا قد كنت لي دنيا بها
تحلو  الحياة  و سحرها تبديه

وأتيت أحكي فيك بعض حكايتي
و القلب  في  طربٍ   لما   أحكيه

لهْوُ  الصبا لا  شيء يعدل  سحره
و العمر  يسمع  بعض ما نرويه

و نغازلُ النجماتِ في أفقِ السما
والبدرَ       نعشقه      فنستثنيه

بالأمس  قد  كانت  لنا  أحلامنا
و زماننا    قد   خط  ما   نمليه

حتى  كبرنا  و السنون  تتابعت
عجزت أيادي الدهر  أن تنسيه

و لكم سخرنا من متاعب عمرنا
و  المر     نخلطه   بما    يُحليه

هذا  أخي  كالطود يبقى شامخا
عجزت  هموم  الكون أن  تثنيه

هذا   أخي  بين  الورى  أزهو به
لو   جاء  يوما   شاديا    لأخيه

شادى الظاهر

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

درس للقمر

يممتُ و جهيَ للحبيبِ مُسلِّما
من بعدما أضحى الفؤاد متيما
يا ملهمي حرفَ القريضِ سحرتني
من بعد ما جاء الحديثُ مُنغَّما
منك القوافي قد غدت بلباقةٍ
إن مال جفنُك جئتُ أشدو مرغما
كلفٌ أنا بحبيبتي و عيونها
جئت المآقي ضارعاً مستسلما
لما أتى بدر السما مستكبراً
قلت : احترس إن الحبيب تبسما
فاعرف مقامك إن رأيت عيونه
واخفض جناحك قد أتاك مُعَلِّما
إن كنت تعرفُ ما الضياءُ فإنَّه
جعل الضياءَ وشاحه و الأنجما
قالوا: كثيرٌ ما شدوتَ بحسنِه
قلت: الحروفُ تدفقت. قالوا :بما؟
قلت : الأعاجمُ من جمالِ حديثه
نطقوا فأعربَ حرفهم ما استبهما
أتريد مثلي أن يكُفَّ لسانَه !!
كن منصفاً إن كنت فيه مُحَكَّما
سأقولُ شعري عامداً متعمداً
و أعيذ حُكمَك إن جرى أن يظلما
شادي الظاهر

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

القصيدة السداسية

يا قارئ الشعرِ ممزوجا بأنفاسي
والنبضً في نظمه قد هزَّ قرطاسي

رفقا بقافيتي إن جئت تنشدها
فقد وضعت (هواها) بين أقواسِ

وانظر بصفحتها خفقاً يرجرجها
واسمع لأحرفها همسا بكراسي

شيدتها شُرَفَاً في قصرِها ظهرت
والعينُ تحرسُها إن نام حراسي

من زهرِ روضتها فاحت نسائمها
فالعطر من زهرها والغرس من فاسي

هذي مرابعها في قصر قافيتي
أسكنتها مهجتي دوناً عن الناسِ

وكم رسمت عيوناً عند غفلتها
قد زان مقلتها نوعٌ من الماسِ

يا ناعس الطرفِ إن العينَ ساهرةً
جاء الخيالُ بطيفٍ دون إنعاسي

تلك الجفون التي قد غضَّ أحورها
مازلت أذكرها إن خلتني ناسي

إن زاد شوقي فشوقي أنت تعرفه
إن نفترق شرسٌ أو نلتقي قاسي

ما جال في خاطري من ذكركم بدلا
يدري بما قلته في الحبِّ جُلَّاسي

هذا جهادي وجهدي لست تنكره
ظمآن يا مهجتي فلتملأي كاسي

يا من سمعتم بما قد كان من ألمي
إن بتُّ في حَزَنٍ قولوا له : واسي .

قد صغت قافيةً أودعتها درراً
إن رُحتَ تنبُذُها أعلنتُ أفلاسي

قسَّمتُها جِذَلا شطرا بمقلته
والسدسُ في همسه والسدسُ في الراسِ

إن جئتَ تسألُني هل قد بقى قطعا ؟
فقد بقى سدس إذ ضم إحساسي

ما كان في جعبتي قد صغته نغما
هل ترتضي بعدها قسمي وأسداسي؟

شادي الظاهر

الاثنين، 14 نوفمبر 2016

الوفاء بالعهد

من أقوال العرب في الجاهلية
قول عوف الكلبي :"آفة المروءة خلف الوعد"

فقلت في ذلك:

أوفوا  العقودَ  فإنَّ العهدَ  يُلتَزَمُ
إنَّ الكرامَ لحفظِ العهدِ قد عزموا

يا من تُريدُ من الأخلاق أيسرها
أحرزت أحسَنَهَا إن وُفَّتَ  الذِمَمُ

إن  المكارم   و الأخلاق   مَرجَعُها
إلى الأعاربِ إن قالوا و إن نظموا

فالحرُّ يحرِصُ في قولٍ و في عَمَلٍ
على الوفاءِ  و إنَّ  النذلَ  يُختصمُ

كانوا بجهل و رغم الجهل ما خلفوا
فبالوفاءِ      و بالإقدامِ      يتسموا

قال  الرسول  بإنَّ   الفجرَ  أولهُ
خَلفُ العُهودِ و بالبغضاءِ يُختتمُ

ما لي أرى عَرَبَاً للدينِ قد نُسِبوا
لكنهم  حَنَثَوا  ما  ينفعُ  القسمُ

يا  قومَنا   ذَهَبَتْ  أمجادُ  أُمَّتِنا
من بعدما ذَهَبَ الإيمانُ و الشيمُ

إنَّ  المروءةَ  من أخلاقنا  درست
و حلَّ موضعها في الدينِ ما يصمُ

فارجع هُديتَ لدينِ اللهِ في عجلٍ
فالعودُ  أحمدُ  لا  ضيرٌ  و لا  ندمُ

شادي الظاهر

الجمعة، 11 نوفمبر 2016

سحر البيان

سحر البيان

يا روح قلبي هل أتيتِ مواردي
فلقد صببتُ بنهرِ حبِّك رافدي

وزرعت شطكِ من حروفي روضة
فتوردت منها زهور  قصائدي

ورسمت من تلك المعاني لوحةً
قصت حكاية  كل جفن ساهد

ولكم سهرت أناجي بدرا بالسما
وأعيد شدوي عن خيالٍ وافدِ

وأبيت مشتاقا وغيري راقداً
يا نوم ويحك هل نسيت مواعدي

ويقول بدري لن تنام عيوننا
ويظل نجمي في هواك معاندي

تلك النجوم وقد رأيتك بدرها
 تهفو لشدوٍ من ضياءِ واقدِ

نادى خيالك في الليالي قائلا
يا ساهر الأحداق لست بواردِ

لبيك يا نور العيون وسحرها
قد جئت أسعى للنداء العائدِ

إن القصيد يتيه فخرا بعدما
عزفت حروفي في بيان فرائدي

ما بال حرفك قد تغنى ضاحكا
ثم  ارتوى من كل فنٍ  تالدِ

فالهمس  يعبق بالعطور كأنه
فوح القرنفل ذو نسيم وافدِ

والصمت يقطر من عبيرٍ سحره
كالعود يوقظ بالبيان هوامدي

مسك وعنبر والعبير شممته
إذ  جاء حرفك في جمالِ صاعدِ

أشجيتي قافيتي فسرت أحثها
ألا  تقول بأي قولٍ كاسدٍ

لو كان قولك  بالثمار قطفته
ولجئت  ألثم  كل  حرف  شاردِ

أو كان من جنس الإناث  عشقته
وضممت حرفك بين دفئ سواعدي

غازلت عينا في حروف حبيبتي
من  بعد رمشٍ كالنصال  غوامدِ

والشدو في عينيك دوما يبتدي
منه الجمال وينتهي  بمحامدي

غرزت حروفك بالجمال حديقة
فعدوت فيها استبيح  طرائدي

أمسكت صيدي ثم عدت و كله
شعر  تململ من يراعٍ  صائدِ

فالقول راجٍ في هواك رواجه
وبسوق غيرك كل شعري كاسدِ

شادي الظاهر
أقول لمن يتحرج من ذكر اسم زوجته او يصرح بحبه له هذا الحديث
حيث ورد الحديث التالي بصحيح البخاري
 عَنْ أَبِي عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ
قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْت:ُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ
قَالَ :عَائِشَةُ
قُلْتُ:مِنْ الرِّجَالِ
قَالَ: أَبُوهَا
قُلْت:ُ ثُمَّ مَنْ
قَالَ :عُمَرُ
فَعَدَّ رِجَالًا فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أَنْ يَجْعَلَنِي فِي آخِرِهِمْ
ورواه مسلم أيضاً و مثله رواه الحاكم في المستدرك

سحر البيان - حديث أي الناس أحب إليك


الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

بطاقة عضوية المجلس الأعلى الفلسطيني


هو الحياة

هو الحياة

يا فؤادى لقد أتيت أغني
بليالٍ  يطيب فيها الغناءُ

دهمتني بذا الفراق و ولت
و سبتني فهل تصيدُ الظباءُ

يا حبيباً قد زاد شوقي  إليه
يا عيوناً من داءِ وجدي شفاءُ

لا تلمني فالبعدُ يكوي فؤادى
و  الغيابُ  و  لو  ثواني  عناءُ

طال ليلي و الذهنُ باتَ شريداً
لا   يقيه   مما   يلاقي   دواءُ

أينام  و  قلبي  بات  لديه
و فؤادي  من البعادِ  خواءُ

أم ينادي و الموت في مقلتيه
و الجفونُ  من  المنايا   وعاءُ

خبروه  بما  أصاب  فؤادي
بلغوه   بأنَّ   نفسي   فداءُ

فهو عندي بكل روض عبيرٌ
و هو عندي لكل نجم سماءُ

و هو عندي بكل بيت رويٌّ
و هو عندي للمقلتين ضياءُ

و هو روحي و مهجتي بيديه
و  هواءٌ   من   الحياة  و  ماءُ

شادي الظاهر

كلمات مفتاحية
شعر غزل - غزل - أشعار - شعر الفحصى - الشعر العمودي - بحر الخفيف

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

يوميات مصر والشام

يا من تغنى فسال الشعرُ كالمطرِ
أتعبت قافيتي بالصبحِ و السحرِ

أنشأتَ جسراً من الأنغامِ تعزفه
غنى الفراتُ فمال النيلُ بالأثرِ

لا تحسبنَّ بأنَّ النيلَ في رغدٍ
أنَّ الفراتُ ففاض النيلُ بالكدرِ

أرضُ الكنانةِ بالوادي بها شجنٌ
فالصبح باغته ليلٌ بلا قمرِ

جاءت عجافٌ و لا رؤيا نعبَّرها
مات العزيزُ و صار الحلمُ كالخبرِ

إنَّ العروبة قد أضحت مكبلة
من حزنها غرقت بالدمع منهمر

بلقيسُ باليمنِ الغراء باكيةً
و القدس يحرقها مستصغر الشرر

و الشام تبكي من الويلات تخنقها
واسأل دمشق عن الدجال و الخطرِ

و اسأل ببابلَ عن رفضٍ يطوقها
أفعى يمزقها بالسمِّ في الفكرِ

قد نال أمتنا غمَّ يمزقنا
يا رب خلصها من حظها العثرِ

داويت جُرحي بأبياتٍ منمَّقة
فيها الحنينُ يُسيلُ الماءَ بالحجرِ

ياصادحا في سبيل المجد معذرةً
رفقا بقافيةٍ جاءت على قدرِ
شادي الظاهر

مع أحمد القسوات

الرضا

إن الرضا كنز الحياة و عزها
والسخط فيه الهم و الخسرانُ



يا ساخطا إن الحياة جميلة
فاقبل بما قد شاءه الرحمنُ

تحية لبلد المليون شهيد

تحية لبلد المليون شهيد

يا من عشقتم فأضحى العشقُ ألوانا
باسم الجزائر ها قد صغت ألحانا
غنت قصائدنا لحنا و نعزفه
عن يوم عزتنا حبا و عرفانا
أرض الكرام و كل الأرض شاهدةٌ
تفنى النفوس و رملُ الأرضِ ما هانا
شعبٌ أبِّيٌ و لو قيلت مآثرهم
يفنى الكلام و نال القولُ نقصانا
يأبى الهوان و قد ضحوا بما ملكوا
بالنفس و الروح و الأبناء أحيانا
جاءت فرنسا بجند الفُجرِ سارقةً
ضوءَ الصباحِ و ساد الظلم أزمانا
عاث البغاةُ بأرض العز في زمنٍ
صار اللئيم بخبث الطبع سلطانا
يا أخبث الخلق كم أجرمت في بلدي
ذبحا و قتلا و تشريدا و طغيانا
إنَّ الدماءَ و قد سالت بتربتنا
أضحت بخستكم في النفس بركانا
قال الشهيد: إذا ما غاب لي وطنٌ
صارت دمانا بتلك الأرض عنوانا
يا أرض عزتنا سطرت ملحمتي
من نزف أوردتي وردا و ريحانا
يا ألف ألف وقد صارت مكانتكم
بالصدر قلباً و للعينين إنسانا
من نزفكم شربت عزا جزائرنا
و الليل غادرنا و الصبح وافانا
صرتم تحيتنا و الدهر خلدكم
عادت كرامتنا و الموت أحيانا
شادي الظاهر

1نوفمبر2016

يوم النصر يا سوريا

يوم النصر يا سوريا
قد صغت قافيتي شدواً بما يجبُ 
هل يصلحُ الشعرُ ما قد أفسدَ العربُ
لو أن شعري سيمحو الحزن عن وطني
إذن لصغتُ حروفاً قذفها اللهبُ
لكنني جئتكم و الشوق يغلبني
من بعد ما هزني من شدوكم طربُ
نزفُ الجراحِ التي بالشامِ تؤلمنا
يا أهل شام النوى إنَّ الهوى تعبُ
قد قضَّ مضجعنا ما نال أمتنا
فالقتل يفجعنا و الروض مكتئبُ
قل للقرنفل و الأزهار لا تهنوا
قام الكرام و قد هبت هنا حلبُ
يروون أيكتها من دمهم جرعا
و النبت يغرسه في أرضنا النجبُ
كم جاء مغتصبٌ يرجو مذلتنا
هم بالألوف و لكن كلهم ذهبوا
كفكف يا بردى دموع كلها شجنٌ1
وعد الكريم و قد جاءت به الكتبُ
غدا ستجري بكل الخير يا بردى
عند الشواطئ يوما تشرب النخب
فالياسمين و فل الشام موعدهم
فرحٌ إذا زادت الأهوالُ يقتربُ
إنَّ الطيورَ التي عن شدوها عزفت
يوما ستعزف لحن النصر فارتقبوا
ساءت ظنونك في الرحمنِ معذرة
إن كنت تحسب أهل الظلم قد غلبوا
فالحق آتٍ و إن الفجر منبلجٌ
و الظلم و البغي مهزوم و منسحبُ
يا أحمد القسوات الليل مرتحلٌ
و الصبح آت و فيه النصر و العجب
شادي الظاهر
بَرَدَى: نهر صغير بمدينة دمشق

دولة الشعراء

كان سجالا شعريا حول قصيدة دولة الأشعار ما بين 5 شعراء قاموا بمجارة القصيدة وزنا و قافية
منية بن صالح تونس
أحمد بشير موسى سوريا
فريد رمز سوريا
عبد الله ملندي سوريا
علي كوجاني زنجبار
فكانت هذه الأبيات نتاج لهذه المساجلة الماتعة مع هؤلاء العمالقة

يا دولة الأشعار قولي مرحبا
نثر الكرام بأرضك الأفكارا

يا أيها الشعراء هذا عصركم
قد جاء يتلو بعدكم أشعارا

فلتكتبوا و لتطربوا سمعي بها
فالشعرُ أضحى بعدكم هدّارا

أهلا بكم يا من تغنى حرفكم
فتذيب رقة شعركم أحجارا

من بعد ما زار الكرام دويلتي
أضحت مروجا تبهج الزوارا

في كل بيت من حروف بيانكم
طيرٌ شدا بقصيدتين و طارا

يا ويح شعري من جمال حروفكم
كالنجم يخبو إن رأى أقمارا

أهلا بشعرك كالبيان و عزفه
ًو القول سحر يذهل النُظَّارا

أيفوح شعرك كالعبير كأنه
زهرٌ بروضٍ يعشق الإيثارا

فيجود بالعطر الجميل محييا
من مر يوما عنده أو زارا

طابت زهورك يا حبيب و أثمرت
حبا بقلبي مزهرا معطارا

و لقد سكنتم قلب قلبي بعدما
جُعِلَ الفؤادُ منازلا و ديارا

شطر القصيدة بالكنانة صغته
و الشام تكمل شطره إصراره

يا منية الشعر الجميل ترفقي
فحروف شعرك تغمر السمارا

في أرض تونس و الشآم و مصرنا
دينٌ عظيمٌ يجمع الأحرارا

ألمُ المصائب لا يميت قلوبنا
فالشعر يشدو الحب و الأخطارا

فقصيدة فيها العيون قتلنني
و قصيدة تجري فتشعل نارا

غنَّى الأحبةُ للأحبةِ مثلما
غنَّوا حروفا تلهب الأحرارا

فديار عشاق العيون و سحرها
ضمت إذا جدَّ الوغى ثوارا

إن الحروف إذا شدوت تجمعت
و لعلها قد تجمع الأنصارا

سريت عني يا صديقي بعدما
عزفت حروفك للمنى أوتارا

هذا فريد الشعر غنى فاسمعوا
فالشعر يخرج رائقا مدرارا

و كأنه قد مر مثل سحابةٍ
تأتي لتغمر دولتي أمطارا

فتحولت روضا جميلا مثمرا
من بعد ما شق الهوى أنهارا

أنت الأمير أيا بشير أتيتنا
هيا تقدم و اعبر الأسوارا

فالقصر قصرك و البلاد فتحتها
إنَّ الكبار أميرهم كُبَّارا

في دولة الأشعار جاءوا ينشدوا
ككواكبٍ و الشعرُ صار مدارا

ها قد سهرت لكي أناجي حفلكم
و نسجت شعرا عانق أسحارا

و تسرب النوم اللئيم مباغتي
يجري و عيني في النعاس حوارا

و الله إن الصبح يأتي مشرقا
و سيُبدل الليلَ الكئيبَ نهارا

و سينصرُ اللهُ الكريمُ عباده
و الروضُ يطرحُ أيكهُ نوارا

دولة الأشعار

دولة الأشعار
ها قد صببت محبتي أمطارا
و جعلت حرفي جاريا مدرارا
و لففت شطرا حول جيد مليكتي
و جعلت شطرا للحبيب سوارا
و وضعت قافيتي جواهر رصعت
تاجاً و كانت ماستي أشعارا
و نصبت عرشي فوق كل قصائدي
و جعلت جيشي في الهوى أفكارا
و لقد زرعت من الحروف حديقةً
و سقيتها حتى غدت أشجارا
و قطفت فكري من بيانٍ صغته
لمَّا نما فوق الخميل ثمارا
فقطفت من تلك الثمار جميلها
من حسنها قد تخطف الأبصارا
و أتيت أهدي للحبيب قصيدتي
من قطف فكري يعجب السمارا
ثم احتملت ممالكي و بيارقي
فلتسمعي في دولتي الأخبارا
إني أتيت لكي أقص حكايتي
و أعيد قولي في هواك مرارا
ماذا جرى لي يا عيوني بعدما
أخجَلتُ فوق خدودك الأزهارا
و سمعت من مقل العيون مقالها
وهي التي قد أفشت الأسرارا
و أتيت أبحر في القصائد بعدما
أجريت عن مقل العيون حوارا
فبنظرةٍ ثارت قلوبٌ في الهوى
فتورعت أن تقتلَ الثوارا
و بغمضة ذُبِحتْ قلوبٌ ذنبها
لم تقض من طول الهوى أوتارا
فبلحظها تكن الحياة و حسنها
و بغمضها قد تذهب الأعمارا
شادي الظاهر

يا أسود الشام

يا أسود الشام
سيبقى القولُ من شعري ضئيلا
و لو طاولتُ بالحرفِ النخيلا
إذا صالت أسودُ الحقِّ يوما
لتشفي النفس و القلب العليلا
فإنَّ حروفهم في الحربِ نزفٌ
إذا قيلت فكل الشعرِ قيلا
و ما عرفوا الهزائمَ في قتالٍ
فإمَّا النصرَ أو موتاً جليلا
و كم خافت وحوشُ الأرضِ منهم
و ما ملَّت خيولُهم الصهيلا
وقد نسي الأعادي كيف كانوا
إذا ركبت فوارسهم خيولا
أيا نسل الكرام فدتك نفسي
فصبرا يا أحبتنا جميلا
فبعد العز قد حكمت كلابٌ
و صار الذلُ في أرضي بديلا
و قد ساد العبيدُ فطال ليلي
و يبقى العبد مهزوما ذليلا
و نصر الله آتٍ ما صبرتم
و إن جُعِلَ الجهادُ له سبيلا
و من طلب السلامة دون سعي
كمن يرجو و يطلبُ مستحيلا
سيرجع عزنا قسما بربَّي
و هذا الليل قد عزم الرحيلا
فإن رحل الأوائل عن بلادي
ستنبت أرضُنا جيلا فجيلا
شادي الظاهر

قصة أربعين عاماً

عاهدت دمعي أن يفيض فلم يفِ
و شرحت للقمر المضيئ تخوفي
و نظمت من حلل البيان قصيدة
بالغت فيها من ملامة أحرفي
لي أربعون من السنين تعد لي
لمحات أيامي و ما قد كان في
أحبو اثنتين و كان حرفي ألثغاً
إذ كنت أعثر بالثياب و أختفي
و عدوت عشراً فاستطالت أعظُمي
تُليت بعشرٍ للمعارف معكفي
في الأوليين عرفتُ أنَّي أنتمي
للأمُّةِ العظمى و جدي الأشرفِ
و علمتُ أنَّي بالرسالةِ و الهدى
أرقى بأنسابي و فيها أحتفي
و وردتُ آياتَ الكتابِ لأرتوي
و عشقتُ إعجازَ البيانَ بمصحفي
و رسمتُ شمساً لا يروحُ ضياءُها
و اعدت ترتيب النجوم الطوَّفِ
و لعبتُ حتَّى كلَّ مني ملعبي
و أعدتُ ترتيبَ النجومَ الطوَّفِ
هذا صباي و قد توارى و انطفى
مضت السنون و ذكره لم ينطفِ
و الأخريان جمعت فيها نفائس
من العلوم و من البليغِ الأطرفِ
و كان حلمي في الحياة يقودني
نحو المعالي سل سمائي تعرفِ
فلكم حلمتُ بأن أعيدَ لدولتي
مجداً تليداً كاد عنا يختفي
كنت الأميرَ و كم جمعتُ كتائباً
للقدسِ تمضي و كم ضربتُ بأسيفي
و أنا المحبُّ و كم حلمتُ بأنجُمٍ
أسعى بهن إلى الحبيبِ الأهيفِ
و كتبتُ شعراً في الحماسةِ فاسمعوا
و وصفت ملهمتي بما لم يوصفِ
من بعدهم عشرٌ سعيت بساعدي
كداً بهنَّ لرزق ربي الألطفِ
و رُزقتُ خيرَ الرزقِ في عمري إذا
ما قُرَّت العينين بابني يوسفِ
ربيته طفلا صغيراً حينها
و الآن عندي كالصديقِ الأظرفِ
تلك العقودُ بحلوِها و بمرِّها
مرَّت بأمُّتِنا كليلٍ أجوفِ
فهزائمٌ تلت الهزائمَ بعدما
حكم الوضيعُ على الكريم الأشرفِ
أكلت ذئابُ الحي ثورأ أبيضا
و تلعثم الراعي بقولٍ مرجفِ
ثم استدار إلي قطيعي زاعماً
في أن ثوري مخطئٌ كي يشتفي
و ثمان أحوالٍ قريبٌ عهدُها
مازلتُ أسعى كالغريرِ المسرفِ
حمداً لربي قد حباني أنعما
بنتان لي مثلَ الفراش مرفرفِ
في زهرة العمر الجميل تحلقت
حول الرحيقِ برقة لم ترشُفِ
فإذا ضحكن توردت خجلا لها
تفاحتين ثمارها لم تقطفِ
و أخاً ليوسفَ قد أعاد لدُنيتي
بسمات قلبي نعمة المتشوفِ
قد زارني شيبٌ يكللُ مفرقي
و يخط أبيضه بغير توقفِ
فقلت للضيفِ الكريمِ مُرحِّباً
أهلا بضيفٍ زائرٍ متلطفٍ
فأجابني: بل قد حللت بداركم
سكناً و أنساً لا سبيلَ لمصرفي
إنَّي رسولُ اللهِ للكهلِ الذي
فيما قضى من عمره لم يكتفِ
يا رب فارحم شيبتي و تضرعي
و اقبل إلهي ذلَّتي و تأسفي
شادي الظاهر

رسائل إلي نفسي


إنَّ الحياةَ بها للبعثِ برهانُ
و لن يُخلَّدَ فوقَ الأرضِ إنسانُ
و كلُ سعيٍ لغيرِ اللهِ منقصةًٌ
و كل فعلٍ لغير اللهِ خسرانُ
أخلص لربك لا تشرك به أحداً
إن العبادة و التوحيد صنوانُ
بئس الذنوب إذا ما كنت منفرداً
فارفق بنفسك لا يرديك طغيانُ
و عن صلاتِكَ لا تسهُ فتتركها
داءُ العبادةِ بالإسلامِ نسيانُ
واشرع بأخذِ كتابِ اللهِ تحفظه
إنَّ الدواءَ لداءِ القلبِ قرآنُ
و كن لكلِّ ذوي الأرحامِ متصلاً
إن الوصالَ بذي الأرحامِ إحسانُ
و صن لسانَك فالإكثار مفسدةٌ
و كم يضيعُ بقولِ الكفرِ غفلانُ
و احذر لدينِكَ لا تُحدث به بِدَعَاً
فكلُ بِدْعٍ من الأفعالِ نكرانُ
و ارفق بكلِ ضعيفٍ غيرِ مقتدرٍ
فرُبَ قولٍ رفيقٍ فيه غفرانُ
وجُدْ بمالِكَ لا تبخل و أنفقه
فالبذلُ يعقبه سعدٌ و رضوانٌ
و كن كريماً فإنَّ الله ذو كرمٍ
لمن يجودُ فلا يأتيه نقصانُ
و من يظنُ بأنَّ الحرصَ ينفعه
فاضت عليه من الإمساكِ أحزانُ
فاز الكرامُ بكلِ الخيرِ في غدهم
و الله - إن فعلوا - بالخير منانُ
شادي الظاهر

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

رحيل



يا من ظعنتم فهاج القلبَ أحزانُ
شوقا إليكم و  هذا الجفنُ سهرانُ

منذ ارتحلتم و صار الكل في أرقٍ
فالبدر   مكتئبٌ  و النجم  حيرانُ

و النخل قد قصدت للريح شاكيةً
تحكي و قد شهدت بالأمر أغصانُ

تلك  الحدائق  و الأزهار   تملئها
أخفى  نضارتها  شوكٌ و عيدانٌ

من بعد ما عبقت من عطرها زمناً
بعد ارتحالك غض الطرفَ ريحانُ

يا  بدر  أنبأها  بالروحِ   قد   رحلت
فالكون من بعدها في النعش جثمانُ

حتى حوائطنا بالبيتِ ما هجعت
و  صوت ساعتنا حزنٌ و أشجانُ

يا  مهجة  الروح  إنَّ البُعدَ يقتُلنُا
و الوصل موردنا و القلب ظمآنُ

فالنفس إن رضيت من وصلكم جرعاً
تبقي   لها  رمقا  إن طال هجرانُ

لكنها جزعت من هجركم هلكت
يا  ليتها صبرت  فالبعد   موتان

إن  كنت  تقبلها  فالنفس  أبذلها
طوعا و أرسلها و  البذل  ألوانُ

شادي الظاهر

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

مناجاة


مناجاة

يا ليت هذا الليل أصغى مرهفا
و يصير مثل البدر خلا  منصفا

فأبث من نجوى فؤادي بعض ما
أشقى عيوني  و الدموع   الذُرَّفا

مولاي جئتك و الذنوب تحيطني
من  كل  ناحية  و  قلبي  أرجفا

مرت سنون العمر بي لا أرعوي
و مكثت في لهوي مدلا مسرفا

و لكم نسيت  بأن  عمري  ينقضي
و لكم خدعت بذا الزمان و قد صفا

حتى بلغت الأربعين أعدها
و يجيء شيبي منذراً متلطفا

فصحوت من نومي لأدرك ما مضى
و سكبت من ندمي  دموعي  أحرفا

أرجوك   عفوا  يا  كريم  فإنني
من سوء فعلى قد أتيتك خائفا

أنت العظيمُ و قد أتيتُكَ سائلا
فارحم ضعيفاً قد جنا  فتأسفا

و لئن رحمت فأنت أكرمُ راحمٌ
و لئن عفوت فأنت أقدرُ من عفا

شادي الظاهر

الجمعة، 21 أكتوبر 2016

تلك الفوافي

تلك القوافي  لو شدت  بهواكِ
فاضت سحائب أحرفي بنداكِ

يا روح روحي إن شعري قد أتى
ليكون   طوعاً   مبتغاه   رضاكِ

ها قد قطفت من المعاني باقةً
عطَّرتُ وردتها  بفوحِ شذاكِ

وأتيت أغرزُ كل بيتٍ نبتةً
و رويتُ أشجاري بظلِّ رؤاكِ

و رجوت من تلك المآقيَ نظرةً
فعساها    ترنو   مرة    و عساكِ

و اتيت  اشكو للعيون جفونها
فالغمض  منها  مؤذنٌ  بهلاكي

يا ويلتي إن تغمضي أو تنظري
فيها  المنايا  و  المنى  عيناكِ

و لكم  سهوتُ إذا أتيتكُ سائلا
هلا  رحمتِ  من  سهى  و  أتاكِ

و لكم طربتُ إذا سمعتُ بهمسةٍ
همست  بها  و تحركت  شفتاك

فتحدَّثي إني طروبٌ  بالهوى
و  يهُزَّني  طرباً  حديثُ  لماكِ

صوتٌ شجيٌّ لو ترنَّم تنحني
تلك الغصونُ و تستمعْ لحداكِ

فالشعرُ لا يرقى لقول حبيبتي
ما أجمل الكلمات  ما أشجاكِ

و رأيت دمعاً قد تحدَّر ويحه
يسقي  وروداً  أرضُها  خدَّاك

يا دمعةً  سقطت بقلبي ما جرى؟
بالله  قولي  ما  الذي   أجراكِ ؟

يا ليت أنَّي يا دموعَ حبيبتي
قاتلتُ حُزنكِ  قبلَ أن يغشاكِ

عَشقت عيوني و الفؤادُ و مهجتي
و جعلت نفسي في هواك فداك

ففناءُ  روحي لو زماني  أبعدك
و السعد  كل  السعد  لو  أدناكِ

شادي الظاهر

رابط القصيدة بصحيفة ذي المجاز

البدر خاصم أرضه

 قالوا بأن البدر خاصم أرضه كذبوا وربي فالخصامُ محالُ سُخِّرت للأرض العظيمة فاسمعوا نورٌ أنا  ومنازلٌ وهلالُ خاصمت أرضا يزعمون بأنها جرمٌ صغي...