قصة أربعين عاماً

عاهدت دمعي أن يفيض فلم يفِ
و شرحت للقمر المضيئ تخوفي
و نظمت من حلل البيان قصيدة
بالغت فيها من ملامة أحرفي
لي أربعون من السنين تعد لي
لمحات أيامي و ما قد كان في
أحبو اثنتين و كان حرفي ألثغاً
إذ كنت أعثر بالثياب و أختفي
و عدوت عشراً فاستطالت أعظُمي
تُليت بعشرٍ للمعارف معكفي
في الأوليين عرفتُ أنَّي أنتمي
للأمُّةِ العظمى و جدي الأشرفِ
و علمتُ أنَّي بالرسالةِ و الهدى
أرقى بأنسابي و فيها أحتفي
و وردتُ آياتَ الكتابِ لأرتوي
و عشقتُ إعجازَ البيانَ بمصحفي
و رسمتُ شمساً لا يروحُ ضياءُها
و اعدت ترتيب النجوم الطوَّفِ
و لعبتُ حتَّى كلَّ مني ملعبي
و أعدتُ ترتيبَ النجومَ الطوَّفِ
هذا صباي و قد توارى و انطفى
مضت السنون و ذكره لم ينطفِ
و الأخريان جمعت فيها نفائس
من العلوم و من البليغِ الأطرفِ
و كان حلمي في الحياة يقودني
نحو المعالي سل سمائي تعرفِ
فلكم حلمتُ بأن أعيدَ لدولتي
مجداً تليداً كاد عنا يختفي
كنت الأميرَ و كم جمعتُ كتائباً
للقدسِ تمضي و كم ضربتُ بأسيفي
و أنا المحبُّ و كم حلمتُ بأنجُمٍ
أسعى بهن إلى الحبيبِ الأهيفِ
و كتبتُ شعراً في الحماسةِ فاسمعوا
و وصفت ملهمتي بما لم يوصفِ
من بعدهم عشرٌ سعيت بساعدي
كداً بهنَّ لرزق ربي الألطفِ
و رُزقتُ خيرَ الرزقِ في عمري إذا
ما قُرَّت العينين بابني يوسفِ
ربيته طفلا صغيراً حينها
و الآن عندي كالصديقِ الأظرفِ
تلك العقودُ بحلوِها و بمرِّها
مرَّت بأمُّتِنا كليلٍ أجوفِ
فهزائمٌ تلت الهزائمَ بعدما
حكم الوضيعُ على الكريم الأشرفِ
أكلت ذئابُ الحي ثورأ أبيضا
و تلعثم الراعي بقولٍ مرجفِ
ثم استدار إلي قطيعي زاعماً
في أن ثوري مخطئٌ كي يشتفي
و ثمان أحوالٍ قريبٌ عهدُها
مازلتُ أسعى كالغريرِ المسرفِ
حمداً لربي قد حباني أنعما
بنتان لي مثلَ الفراش مرفرفِ
في زهرة العمر الجميل تحلقت
حول الرحيقِ برقة لم ترشُفِ
فإذا ضحكن توردت خجلا لها
تفاحتين ثمارها لم تقطفِ
و أخاً ليوسفَ قد أعاد لدُنيتي
بسمات قلبي نعمة المتشوفِ
قد زارني شيبٌ يكللُ مفرقي
و يخط أبيضه بغير توقفِ
فقلت للضيفِ الكريمِ مُرحِّباً
أهلا بضيفٍ زائرٍ متلطفٍ
فأجابني: بل قد حللت بداركم
سكناً و أنساً لا سبيلَ لمصرفي
إنَّي رسولُ اللهِ للكهلِ الذي
فيما قضى من عمره لم يكتفِ
يا رب فارحم شيبتي و تضرعي
و اقبل إلهي ذلَّتي و تأسفي
شادي الظاهر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تشطير أبيات حامل الهوى تعب

بنت اليراع

الجامعة