حول الشاعر

صورتي
شاعر وكاتب مصري يهتم بفن الشعر العربي الفصيح، باعتباره جوهر اللغة العربية وأحد أبرز تجلياتها الجمالية والفكرية. تسعى هذه المدونة إلى عرض مختارات من القصائد والنصوص الأدبية الخاصة بي، تعبيرًا عن تجربة شخصية في الكتابة ومحاولة للاقتراب من روح الشعر ومعناه الإنساني، دون ادعاء تمثيل هذا الفن العظيم بكل تنوعه واتساعه. أؤمن أن الشعر يظل مساحة حرة للتأمل والكلمة الصادقة، وأن اللغة العربية قادرة دومًا على أن تجدد نفسها في قلوب محبيها.

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

حوار مع المجنون

الشاعر شادي الظاهر

حوار مع مجنون ليلى

سألت حبيبي   إن   أتاه خطابيا
ففيه  حديثٌ عن زمانٍ خلا بيا

زمانٌ  تولى كان حلمي قصيدةً
لأنشد   فيها  ما   يجول  بباليا

و كانت حروفي مثل عمري صغيرة
 و كان    نشيدي لا  يجيد القوافيا

و كانت بقلبي من  لهيبي صبابة
وتأتي معاني بتُّ منها  مُعانيا

فشوقي و وجدي و اللهيب بأضلعي
و حلمٌ    بقلبي   زاد   فيه    تناميا

أتوني و عاشوا في فؤادي  و كلهم
يقولون شعري هل سيشدو مجاريا

و ثارت حروفي شاديات  بما يفي
بسحر   المآقي  حين ترنو حياليا

و كم مر من عمر  توالى و لم أكن
أبوح  وما زان  القصيد   جوابيا

فشعرى أتى شوقاً  إليك و قد بدا
سهادي    بليلي  يستبيح  مقاليا

وتلك دموعي قد توارت بأحرفي
و هذا فؤادي   في هواها  مداريا

و أسهر وحدي إن كتبت روايتي
و يسهر نجمي في الليالي  مدانيا

فيذكر  نظمي  لو أقول فيرتوي
و يغدو له من خمر وصفك راويا

فيا أيها النجم المحلق هل تعي
بما  في فؤادي إذ حواه كتابيا

و هل سوف تحكي ما سمعت و كله
حنينٌ    بقلبي   راح   يشدو  أغانيا

طويت هواها في فؤادي  فلم يزل
بي الوجد و الأشواق  حتى طوانيا

و ما مر  يومٌ  و هي مني قريبة
و لا في النوى إلا لقيت الدواهيا

فيا قلب إني في هواها وحبها
أصوغ القوافي عل فيها دوائيا

فما زادت  الأشعار إلا صبابتي
و ما زادت الأشجان إلا عذابيا

تفوح المعاني بين حرف يحبها
و بيت يغني في خيالٍ بدا ليا

تمر  الليالي  قد  سبتني جفونها
وما بي من الأشواق ظلت كما هيا

و  يا قيس هذا في حبيبك غائبا
و إني و شوقي وهي دوما أماميا

ويا قيس قلبي مثل عقلي يحبها
أأرضى جنونا  يرجع العقل واهيا

سيبقى بعقلي من هواها لعاعة
و يلقي بما قد جن منه ورائيا

شادي الظاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم تثري المدونة ونرحب بها

عمربن عبد العزيز والشعراء

عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى و الشعراء  لما أفضت الخلافة الى عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ، وفدت عليه الشعراء ، كما كانت تفد على الخلف...