رحيل
يا من ظعنتم فهاج القلبَ أحزانُ
شوقا إليكم و هذا الجفنُ سهرانُ
منذ ارتحلتم و صار الكل في أرقٍ
فالبدر مكتئبٌ و النجم حيرانُ
و النخل قد قصدت للريح شاكيةً
تحكي و قد شهدت بالأمر أغصانُ
تلك الحدائق و الأزهار تملئها
أخفى نضارتها شوكٌ و عيدانٌ
من بعد ما عبقت من عطرها زمناً
بعد ارتحالك غض الطرفَ ريحانُ
يا بدر أنبأها بالروحِ قد رحلت
فالكون من بعدها في النعش جثمانُ
حتى حوائطنا بالبيتِ ما هجعت
و صوت ساعتنا حزنٌ و أشجانُ
يا مهجة الروح إنَّ البُعدَ يقتُلنُا
و الوصل موردنا و القلب ظمآنُ
فالنفس إن رضيت من وصلكم جرعاً
تبقي لها رمقا إن طال هجرانُ
لكنها جزعت من هجركم هلكت
يا ليتها صبرت فالبعد موتان
إن كنت تقبلها فالنفس أبذلها
طوعا و أرسلها و البذل ألوانُ
شادي الظاهر
تعليقات
إرسال تعليق