أسير المآقي
أسير بمهجتي من غير ساقِ
و جئت لأرتوي والجفن ساقي
فقلبي عندكم و الصدر خالي
أسيرٌ في الهوى شدوا وثاقي
فماذا يا حبيب جنيت قل لي
و هذا القلب تأسره المآقي
و ما ذنبي سوى أني محبٌ
ألاقي في هواها ما ألاقي
فرفقا يا حبيب أتيت أشدو
و هل شدوي دواء لاشتياقي
أتيت لأنتقي زهرا بروضٍ
فعطر الورد مثل الشعر باقي
ويسكرني العبير بكل شدوٍ
و قد فاح البيان بلا اتفاق
فشطر البيت أنسجه رحيقاً
و باقي البيت يعرف بالسياقِ
شادي الظاهر
علق الشاعر فريد رمز على هذه القصيدة فقال
ردحذف...............................................
أسير الأسير
إليكم زفّت الأحلام تغدو
عروسا و الهوى عقد اتّفاق
...............................
حروف للمحبّة يا صديقي
و يسعى الوجد في شوق العناق
.....................................
و يأتيك القريض يريد عفوا
كأنّ الحرف زجّ إلى المساق
............................................
فرفقا بالمعاني حين تشدو
أيا راعي الحروف بلا وثاق
..............................
تريّث فالهوى أدمى فؤادي
و ذاك الوجد تسأله المآقي
.......................................
تريّث قد خبرت مذاق شهدي
تكيل الطّعم حتّى بالأواقي
.................................
فهذا حبّنا من غير شوب
يراود لهفتي قبل استباقي
...............................
و يرميني صريعا في هواكم
كأنّ الأرض ما عرفت سواقي
فريد رمز[رحماني سليمان ]
فأجبته قائلا:
ردحذففريد الشعر إن الأسر باقي
يكبل مهجتي دون انطلاقي
أتيتَ بمهرة الشعراء تعدو
و جئتَ تصولُ في هذا السباقِ
و جئتُ ببغلتي أرجو لحاقاً
و لكن لا سبيل إلى اللحاقِ
و إن كانت حروفي صافناتٌ
أتيتَ و قد سبقتَ على براقِ
يُثير الشعرُ أحداثاً عظاماً
فأشدو عند غزوي و اختراقي
و تشعل مهجتي و تزيد وهجي
كطيب العود يُزكى باحتراقِ
أتاني قولكم كالماء يهمي
ليروي الورد من صب السواقي
و هذا السبك في الأشعار يحلو
فيشدو للرقاق و للرفاق
تصب الحرف بعد الحرف حتى
يفيض بيانكم حلو المذاق
كأنك في حديثك و المعاني
كجني النحل لو لثم العِذاقِ "1"
أتيت بجرتي فنهلت منها
لأُُروى ثم يشربه رفاقي
و يبقى الصب نهر من جمالٍ
و موج الشعر رقراق و راقي
فجئتُ بعلتي أرجو شفاءاً
وهل في شهدكم من دائي واقِ
شادي الظاهر
العذاق : كل غصن به فروع و ثمر
فأجابني اخيرا بهذه الأبيات :
ردحذفأكان اللّيل يكفي للعناق
يزيد لهيبنا يذكي اشتياقي
......................
أيا زين السّجيّة و الحروف
و يا خير الأحبّة و الرّفاق
.................................
أخذت الشّدو من أطراف حسن
و حزت السّبق من قصب السّباق
......................................
علوت براثنا و نيوب ليث
و كنت لدى المعين كخير ساقي
......................................
ركبت من الجمال مطيّ حسن
كأنّك قد ركبت على البراق
.....................................
تعاويذ و كلّ الحسن فيها
فلا تسأل بعيد السّحر راق
..................................
أيا شادي حللت و كنت أهلا
و قدرك في الفؤاد له عناقي
....................................
سقيت العذب من حرف أصيل
سأ فنى بعدكم و الله باق
بتوقيعه الكريم فريد رمز
فكانت أبياتي التالية بعنوان فاتنة القوافي
شكرا و امتنانا له على روائعه مع خالص تحياتي
فاتنة القوافي
ردحذفأسير الحرف تأسرني المعاني
و تشعلني المآقي بالحداقِ
و ما تبغي حروفي فك قيدي
و أسعد في قيودي بانطلاقي
فإن أبق العبيد فلست عبدا
و أعدو بين أحرارِ إباقِ
أجرد من حروفي نصل سيفي
فيضرب عند غمدي و امتشاقي
و أعدو فوق أفراس المعاني
و يأتي الجند خلفي بالنياقِ
و أرقى للأعالي لا أضاهى
كما الجوزاء بالسبع الطباق
أصوغ النظم من سبكٍ بشعري
و أهديه لأقوامٍ حذاقِ
أتيتُ النيل أساله لماذا ؟
تصب الماءَ في جذرٍ و ساقِ
رأيت فريد بالأشعار يروي
بياناً مثل نخلات بساقِ (١)
و تزهر في البيان بروضتيه
زهور الشعر تزهو بانفتاقِ
يغازل قوله شعري فماست
حروفي و هي ترنو للعناق
ضممت الحرف من قوليه شوقاً
و ألثم في الكناية و الطباق
و إن غار المجاز بسطت حرفي
بقافية تقبل باشتياق
فعاد جناسه و السجع بعدي
وطبع اللثم فوق الخد باقي
فيا بنت اليراع سباك شعراً
كسبك التبر يزهو بأتلاق
وإن قبل البيان زواج بنتي
فإن العرس يحلو بالوفاق
رأينا عرس فاتنة القوافي
بشعرِ فريد يعلو بالأفاق
(١) نخلات بساق : جمع تكسير من باسقات
شادي الظاهر