يوميات مصر والشام

يا من تغنى فسال الشعرُ كالمطرِ
أتعبت قافيتي بالصبحِ و السحرِ

أنشأتَ جسراً من الأنغامِ تعزفه
غنى الفراتُ فمال النيلُ بالأثرِ

لا تحسبنَّ بأنَّ النيلَ في رغدٍ
أنَّ الفراتُ ففاض النيلُ بالكدرِ

أرضُ الكنانةِ بالوادي بها شجنٌ
فالصبح باغته ليلٌ بلا قمرِ

جاءت عجافٌ و لا رؤيا نعبَّرها
مات العزيزُ و صار الحلمُ كالخبرِ

إنَّ العروبة قد أضحت مكبلة
من حزنها غرقت بالدمع منهمر

بلقيسُ باليمنِ الغراء باكيةً
و القدس يحرقها مستصغر الشرر

و الشام تبكي من الويلات تخنقها
واسأل دمشق عن الدجال و الخطرِ

و اسأل ببابلَ عن رفضٍ يطوقها
أفعى يمزقها بالسمِّ في الفكرِ

قد نال أمتنا غمَّ يمزقنا
يا رب خلصها من حظها العثرِ

داويت جُرحي بأبياتٍ منمَّقة
فيها الحنينُ يُسيلُ الماءَ بالحجرِ

ياصادحا في سبيل المجد معذرةً
رفقا بقافيةٍ جاءت على قدرِ
شادي الظاهر

مع أحمد القسوات

تعليقات

  1. و تتوالى زلازل و أعاصير الشاعر القدير أحمد القسوات و قد أتحفني بهذه القصيدة الرائعة و ردي عليها
    الزلازال الثاني
    بين الفـراتِ ونهرِ النيلِ أعـنـيـةٌ
    خضراء ألحانها أُهـزوجَـةَ المَطرِ
    تمتدُّ من مصرَ حتى شامنا زَجلاً
    مكتوبُ حُـبٍّ به ريحـانةُ الثَمَـرِ
    فيها عباراتُ حُـبٍّ لو نُتَرجِمُها
    لَزغرَدَ النيلُ سكراناً مع الشجرِ
    النيلُ يجـري بمصـرٍ والحـياةً بهِ
    شِرْيانهُ الشامُ مثل القوس والوترِ
    هذا الفـراتُ وديرُالزَورِ في طـربٍ
    غَنَّتْ فغَنَى صداها النيلُ في السَهَرِ
    يجـري الفـرات ودمـع النيل يسألهُ
    يادِجْلَةَ الخَيرِ هل في الشام من ضَرَرِ
    تَغَـيَّرَ النيلُ حـتى زادَ زُرقَـتَـهُ
    وأدلجَ الليلُ فوق الشام مِن قَهَرِ
    ياشامُ ياشامُ هل تبكي على يمنٍ
    أم هل أصابك في عينيكَ مِن حَوَرِ
    ماذا دهاكَ فأبكى النيل يابردى
    هل خالطَ الماءُ شلالاً من الكدرِ
    مصيبةُ الشامِ أمـرُ الله قَـدَّرَهُ
    قـد أذَّنَ العصر في إطلالةِ القَمرِ
    والظُّـهرُ صـارَ غروباً فـي مشارِقِـنـا
    والشرقُ أغرَبَ قَبلَ الشَمسِ في السَحَرِ
    ماذا أقـول وقـد دارَ الزمـانُ بـنـا
    وطاف في الشام أشباحٌ من الشررِ
    تَعَكّـرَ المـاء في الخـابور يابردى
    وأدلَجَ الليل في العاصي مِنَ الضَجَرِ
    يانيلُ يانيلُ هذا الشاااام يُخـبِرُكُم
    كم مِن قميصٍ لَنا قَـدّوهُ مِـن دُبُرِ
    ماعـاد للنيلِ رأيٌّ في القـرارِ ولا
    ماكانَ ينسى فُراتَ الشام من صِغَرِ
    صـار الفراتُ جـريحاً والمياهُ دمٌ
    والنيلُ مازال يبكي غير مُنهَمرِ
    يامصـر يامن يُقال النيلُ عِـزَتُها
    حَـلّ البـلاء بأرض الشام فانتظري
    كُـلّ العـروبةِ مَلَّت مِـن قَضِيَّتنا
    كُـرْهُ النِزالِ أعـاد الكُلّ للسَمَرِ
    ذابَ العراقُ وراحَ الشامُ وابتُلِيَتْ
    أرضُ اليَمانِ بِحوثِ الفُرس والبَقَرِ
    أمّا فلسطين لاما عادَتِ انـذُكِـرَتْ
    في مجلس العُهرِ أو في أيِّ مؤتمرِ
    هيهاتَ هيهاتَ يانيلُ السلام تَرى
    نهرُ الفراتِ سعيداً غير مُنكسِرِ
    ياليتَ كُلّ ملـوكِ العُـربِ أمتِعةٌ
    ويَحـكُم الحُبُ فينا طيلةَ العُمُـرِ

    أحمد القسوات

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تشطير أبيات حامل الهوى تعب

بنت اليراع

الجامعة