حول الشاعر

صورتي
شاعر وكاتب مصري يهتم بفن الشعر العربي الفصيح، باعتباره جوهر اللغة العربية وأحد أبرز تجلياتها الجمالية والفكرية. تسعى هذه المدونة إلى عرض مختارات من القصائد والنصوص الأدبية الخاصة بي، تعبيرًا عن تجربة شخصية في الكتابة ومحاولة للاقتراب من روح الشعر ومعناه الإنساني، دون ادعاء تمثيل هذا الفن العظيم بكل تنوعه واتساعه. أؤمن أن الشعر يظل مساحة حرة للتأمل والكلمة الصادقة، وأن اللغة العربية قادرة دومًا على أن تجدد نفسها في قلوب محبيها.

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018

الحب والأشعار | قصيدة: لولا الغرام لبارت الأشعار – شادي الظاهر

الحب والأشعار

لولا الغرامُ لبارتِ الأشعارُ
ولماتَ في جوفِ العيونِ حوارُ

فالحبُّ في تلكَ القلوبِ حياتُها
والحبُّ في تلكَ الحياةِ خيارُ

قد عشتُ أسقي بالمحبّةِ أربُعًا
فاعشوشبتْ عندَ الرّبوعِ قفارُ

وزرعتُ أيكَ الحبِّ في أرضِ الهوى
ليطيبَ في غصنِ الحياةِ ثمارُ

وجعلتُ شعري في المحبّةِ منهجًا
في كلِّ حرفٍ للمحبِّ مسارُ

وكتبتُ في حسنِ العيونِ وسحرِها
فتُجيبُ في عزفِ الهوى الأوتارُ

وعجبتُ من حالِ القصيدةِ والهوى
وكأنَّ فيها الصحوَ والإعصارُ

ووجدتُ حرفًا في القصيدةِ هائمًا
والحرفُ من تلكَ الحروفِ يغارُ

وبشطرِ قافيتي أبوحُ بحبِّها
وبشطرِها قد باتتِ الأسرارُ

— ✍️ شادي الظاهر


✦ عن القصيدة

✦﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏✦

✍️ كتبتُ هذه القصيدة معارضًا لرائعة الشاعر جرير في رثاء زوجته، وهي القصيدة التي يقول في مطلعها:

لولا الحياءُ لهاجني استعبارُ
ولزرتُ قبركِ والحبيبُ يُزارُ

حيثُ التزمتُ في قصيدتي نفس البحر والقافية، محافظةً على الإيقاع العذب الذي جرى في أبيات جرير، غير أني وجّهتُ المعنى نحو غرض الغزل بدل الرثاء، في محاولةٍ لاستعادة روح الغزل العربي الصافي في زمنٍ ازدحمت فيه الأصوات، وتوارَت فيه العواطف الأصيلة.

هي تجربةٌ أردتُ من خلالها أن يبقى الحبُّ نهرًا جاريًا في أرض الشعر، لا ينضب عطاؤه، ولا تفنى أنغامه.

✦﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏✦

📚 ملاحظة لدارسي العَروض والقافية:
نُسجت هذه القصيدة على بحر الوافر، أحد البحور الستة عشر التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي، ويتميّز بإيقاعٍ متدفّقٍ يجمع بين الجزالة والعذوبة، مما جعله من أنسب البحور لأغراض الغزل والرثاء والمدح.
ولمن يرغب في التعرّف على تفعيلاته وصوره العَروضية وأمثلة تطبيقية عليه، يمكنه زيارة 🔗 مدونة علم العَروض والقوافي

📖 العودة إلى الصفحة الرئيسية

الخميس، 20 سبتمبر 2018

بلادي جنة الدنيا

بلادي جنة الدنيا
بها بذرٌ  لأمجادي

بها نيلٌ جرى يسقي 
ثمارَ   العزِّ  بالودي

هنا الأهرام لو تحكي
لنا من كان اجدادي

رأيت الحق  أشجاه
شموخا ذلَّ حُسادي

و فيها صلت الدنيا
و لم تخضع لإلحادِ

هنا  دين  هنا  دنيا
هنا عزي هنا زادي

هنا شعبٌ له سبقٌ
على الدنيا بإمدادِ

فمصرُ العزِّ من كوني
مليكٌ  بين   أجنادِ

شادي الظاهر

حب السنين

يا من جعلنا لكم بالقلبِ أمصارا
مرَّ الزمانُ بكم أهلا وعُمَّارا

تلك القلوب التي طابت بكم سكنا
والحب نهر جرى بالخير مدرارا

سُقيا القلوبِ لها في نفسنا ثمرٌ
يروي محبتنا فرحا وإبهارا

نشتاق قربكم والشوق منزلة
تروي محبتنا ليلا وأسحارا

نحيا بكم أملا يروي مودتنا
دهرا فيتحفنا بالحسن أزهارا

ريُ المحبة مثلُ النهرِ إن جريت
يزهو الفؤاد كمثل النخل إثمارا

قل للسنين التي جادت بقربهم
يبقى الوداد لهم دهرا وأعمارا

شادي الظاهر

Thursday, September 20, 2018

مالي ارى الشمع يبكي



مساجلة مع صديق
قال صديقي الكريم محمد مصطفى الأمير معقبا على البيت التالي
من لا تجانسه احــذر تجالسه 
 ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتـل 

فقال لله دره : 

فاحذر من النار يامن رقَّ معدنه
فالنار تأكل من قد خاب بالعمل

فاجبته

اللهَ نسألُ أن يُخفي معايبنا
وأن يكفِّرَ سوءَ الفعلِ و الزللِ

جزاك ربي بكل الخير إذ نصحت
حروف بيتك نصح الدين والرسلِ

فرد قائلا: 
لله درُّ البها.. اخجلتني...كرما
جوزيت خيرا وانت النور للأمل
Mohamed Mostafa Alamir
 
فأجبته
يا من بدأت بهذا الجود معذرة 
ما كان ردي سوى شكرٍ على خجلِ

وقد كتبت فضاء البوستُ من كرمٍ
فالقلب يشكر بالأشعار و المقلِ

فرد قائلا

فليسلم القلب مثل العين من أرق
ياشادي الحق شافي أكثر العلل

ياظاهر الحسن لا يخفى على بشرٍ
فاقبل حروفي التي تزدان بالقبل

فعلقت بقولي : 

عزفُ الحروفِ له في القلب منزلة
مثل العيون التي تزدان بالكَحَلِ

حلت حروفك كالامطار في جَدَبٍ
فانسال نهر جرى بالسهل والجبلِ

اهلا و سهلا بها شعرا و قافية 
قد بت من حسنها و القلب في وجلِ

فعقب على قولي بقوله

لا غيث إلا حروف انت قائلها
فيها جمال سرى كالطيف في عجل

أتقنت في صُنعها معْنىً وقافية
ألبستها رونقا من صادق الحلل

يا شاديّ الظاهر المعروف من زمن
فالتقبل الشكر والتبجيل من هَمِلِ

فاجبته
 
هذا التواضع و الأخلاق من علمٍ
مثل النخيل فأنت مضرب المثلِ

ما حسن قولي سوى أن جاء يمدحكم
فازدانت الكلماتُ الحسنَ في الجملِ

جاءت لموعدها يا مصطفى خجلاً
مثل العرائس قد جاءت على املِ

يا من ظفرت من الهادي بتسمية
فكنت أهلا لها بالقول و العملِ

أسكنت قلبي حروفا كلها نغمٌ
حلو القوافي كما التكحيل بالمقلِ

يا أحرف الشعر إن الفوز موعدنا
جاء الأميرُ فقولي الشعرَ وانفعلي

فقال مجيبا

بالله يكفي فإني واهيٌّ ثِقَلا
لم أُعْتبر شاعر بل ناثر الجُمَل

حتى تأثرت بالإشعار من علمٍ
في مثل طودك ياشادي كالجَمَل

من اين لي احرفا حتى أجارِيَها
ما قلت من جوهر أو أنت لم تَقُلِ

أعجزتني عن وفاءٍ كيف أجْزِيَهُ
أوكيف أوفي أنا من جاد بالطللِ

فقلت له

إن القوافي يا مولاي قد عزمت
ألَّا تكفُّ فلولا خشية المللِ

و لو كتبت إلى فجري فما بلغت
مني القوافي جمال القولِ مرتجلِ

فالحرف منك قصيدٌ كله دررٌ
يكفيه فخرا بأن قد جاء من بطلِ

يسمو الكلام إذا ما قيل من علمٍ
حتى ولو قصرت بالشعر من سبلِ

قول الحكيم إذا ما جاء مختصراً
يغدو لغايته قد صح من خللٍ

فقال لي اخيرا

صح اللسان إذا ماقلت من حِكَمٍ
للكل فيها عِظَا بانتْ لِمُرْتحلِ

ثوب التواضع زان الحرف في ألق
يا باسم الوجه مثل البدر..مُكْتملِ

أغْدقت حتى بدى غَيْثاً ومنهمرا
أسْكَرْتَ حتى سمت نجواك بالثَمِلِ

مهما أقل ظالمٌ حتى وإن قُصِدا
عْدلٌ ومهما جَرى لم أرْقَ للجبل

فختمت بقولي
Mohamed Mostafa Alamir
والله أخجلتني بثنائك و امتعتني باشعارك و اطربتني بها يا دمث الاخلاق و جميل الحروف و الابيات 
فلا حرمني الله عبق حضورك و رقي مرورك أيها الحبيب الغالي 🌷🌷🌷

في كل يوم

في كل يوم لنا وصل نتممه
بالروح حبا وبالاجساد نحياه

قولي لقلبك إن يسأل بان له
بين الضلوع حبيبا بات يهواه

والعين تقسم أن الروح تعشقه 
والنفس تقسم أن الصدر مأواه

كل القصائد من شعري تحن له
حتى القوافي غدت تهفو لذكراه

ديوان شعري له عرش أجمله 
شعرا جميلا هو بالقصر مولاه

شادي الظاهر

استعن بالله


سابقت نور الضحى بالسعي والعملِ
أغريتُ بدرَ الدجى بالفجرِ و الأملِ

إن القنوط و هذا اليأس مفسدة
تودي بأنفسنا للموت و الخبلِ

من كان ذو ثقةٍ في ربه فطنٌ
يلقى الصعاب بلا خوف و لا وجلِ

تلقى الحياة كمثل النهر منتشياً
تطوي الصعاب بلا سقم و لا خللِ

ضرب الفؤوس على الاحجار يقسمها
إن السواعد كم حطت من الجبلِ

و النحل في سعيه أضحى لنا مثلاً
يستعصر الورد طعم الشهد و العسلِ

فاعزم أمورك لا عجزٌ و لا وهنٌ
ثم استعن باله الكون و انفعلِ

شادي الظاهر
 
[9:51:32 P

حكاية شوق


يحدثني فيطربني سماعه
ويرضيني من الإشراق ساعة

وأطمع في لقائهم و شوقي
عجيبٌ كم تؤرقني طباعه

فيهفو للقاء و إن ينله
تزين بالهدوء و بالقناعة

يؤنبني إذا ما غبت عنها
ويصرف في التذلل والضراعة

ففي نار الفراق أراه يغلي
وكم حان اللقاء وكم اضاعه

ويأمره الفؤاد فلا يطعه
وقلبي في تحرقه اطاعه

وأشعاري بسوق الحب بارت
فيا للغبن في تلك البضاعة

فإن راقت معانيه و رقت
يزيد الفتق في العمق اتساعه

و إن عصفت قوافيه وفارت
هوى في بحر أوهامي شراعه

فيا شوقا يعذبني و يهوى
بأن يزكي مع قلبي صراعه

أما تخشى لقلب عشت فيه
بأن يفنى أما تخشى وداعه

شادي الظاهر

Thursday, September 13, 2018
 --

لعنة الآعلان

تشتاق والأشواق ملأ كياني
ويصيح شوق الشعر للألحانِ

وجميعنا نشتاق ملأ خيالنا 
لروائح الزمن الجميل الفاني

هذي حروفي قد تمادى شوقها
للذكريات تموج في شرياني

يا من كتبت الشعر يحكي مثلما
تحكي القلوب وتشتكي لزماني

ايقظتُ أشواقي لأيام الصبا
فكتمت هذا الشوق في احضاني

ودفنت اشجاني بجوف قصيدتي
ليضيع  هذا  الشدو  في كتماني

يا منية الأشعار كانت قصتي
سرا يقاوم لعنة الإعلان

فجعلتِ هذا السر يفشو بعدما
عجزت قيود الصمت أن تنهاني

شادي الظاهر

تحراني الهواى أيام عيد

يداهمني الهوى في يوم عيدِ
ويشعلُ جذوةَ الحبِ العتيدِ

بأشواقٍ لها في القلبِ فعلٌ
كفعلِ الحرّ في قِطَعِ الجليدِ

وذكرى ترتوي من دمع عيني
وتمضي حيث ينقلها وريدي

فتسكن مهجتي حينا و تمضي
بأفكاري لتحيا في قصيدي

فغنَّي بعضَ أشعاري وعيدي
و تلك قصيدتي فيها بريدي

يعاندني فؤادي في هواها
فيا لله من قلبي العنيدِ

و يزعم أنه في يوم وعدي
وأحسب انه يوم الوعيدِ

و من عجبي إذا ما قلت كُفَّي
ينادي نبضه هل من مزيدِ ؟

ويزعمُ أن عيداً نال مني
فؤادي لهوَ بالعيدِ السعيدِ

--- 
Monday, August 27, 2018 ---
[1:44:49 PM]
شادي الظاهر

عيد الأضحى


أتانا نداء من جمال تكلما
فأنشد درا من قصيدٍ فألهما

لكم من أراضينا كباشٌ و أنعجٌ
وقلبٌ محبٌّ قد اتاكم فسلما

أتيتك بالسوق الذي قد رايته
فاختر من الاكباش ما شئت مُنعِمَا

لكم في فؤادي نبضة من الهوى
تصيح وبات القلب فيكم متيما

تعال فوالله كباشي لكم فدا
سأذبحها جميعا إليك لتنعما

جزيت من الخيرات ما جئت طالبا
جزيت جنان الخلد و المجد مغنما

ويا ليت في جمع الصحاب مثيلكم
نسوق له هدياً خرافا و أنعما

أيحسب قومي أنني صرت تاجرا
أبيع خراف العيد لحما و أعظما

فجاءوا يمنون النفوس أكلا و كلما
أتانا صديقٌ كان باللحم مغرما

أتيت بأبياتٍ حسبت بانها
ستذهب هما أو تزيد تبسما

فكانت وبالا ما جنيت خلالها
سوى غرم ذبحٍ للشياهِ مقسَّما

فكبشٌ لهذا في نعاجٍ يسوقها
وعجلٌ لهذا ما كفاه تبرما

اتانا يسوق الشعر سعرا لأنعمٍ
أتيت لسوقٍ الشعر فالقول نُظما

فعندي من الابيات ما يكفي لمثلها
و عندي من الشعر الكثير لأغنما

وقد بات شعري مثل شعرك كاسدا
يباع قصيدي ليس يعدل درهما

ويا ليت في سوق الخراف قصيدةٌ
تساوي خروفا في زماني لننعما

أتانا صديقٌ في الذبيحة طامعا
نقدم كبشا كي يكف فيظلما

يسوق خراف القوم فارا فليته
دعانا لخبزٍ أو قديدٍ و أطعما

سلاما و في حفظ الإله سنكتفي
من اللحم ما جاد الكريم لنسلما

شادي الظاهر




--- 
Friday, August 24, 2018 ---

سرٌ سرى

كتمتُ فيكِ الهوى والشعرُ سماَّكِ
أباح سراً سرى من همس نجواكِ

يحكي مشاعرنا في بعضِ قافية
صيغت بخافقتي نبضا فأشجاكِ

كم نجمة لمعت من همسنا عجبا
كم آهة فضحت شوقي للقياكِ

كم قلت لا توقظي حبا يُعذبنا
والوجد يأمرني أمراً وأنهاكِ

وكم رجوت  بأن  تغدو  جوانحنا
بردا ... فلا تكتوي من لفح ذكراك

إن الحياة كتابٌ نصه حكمٌ
والمتن لم يرضه عشقٌ أتى باكي

فقام  ينقشه شوقا بقافيتي
فوق الهوامش قد خطته كفاكِ

إن غاب عن دنيتي يبقى لنا حلما
رسمته  أملا في خيط شباكي

أطلقته نسمة في حرنا بردت
أنبته وردة في جوف أشواكي

قد قلت لا تقرأي ما كنت اكتبه
قد قلت لا تحسني فهمي وأدراكي

لا تسمعي أحرفا قد صغتها سلفاً
لا تتبعي أنجما دارت بأفلاكي

لو قلت في غنوتي لازلت اعشقها
لو قلت شعرا به وجدي وإنهاكي

ما بال هذا الهوى يغتال قافيتي
ما بال هذا الهوى يسعى لإرباكي

تمضي فأسألها  تأتي فأتركها
والقلب يعشقها وقد أتى شاكي

وكم زعمت بأنَّ النفسَ قد تسلو
والقلب يعلم أن ما كنت أنساكِ

يبقى الفؤادُ على شوقٍ و إن بَعُدت
والروحُ من ظمأ تهفو لرؤياكِ

شادي الظاهر

علاء خلف رحمه الله

جاء البيانُ وجاء الشعرُ فاعترفا
أن الفؤادَ بحبِّ المصطفى شُغفا

أنَّ الحياةَ بنورِ المصطفى سعدت
والنفسُ من شوقها والقلبُ قد هتفا

إنَّ الصلاة على المختار قد غرزت
بذر اليقين فقام الهم وانصرفا

نعى النُعاةُ علاءً لي فقلتُ لهم 
إلى كريم مضى بالعفو متَّصفا

لله من لبثوا فيها ومن رحلوا
والعمر يمضي بنا للموت ما وقفا

والكل مرتحلٌ يوما لبارئه
فالبعض موبقها والبعض قد نُصِفا

يلقى الإله ولفح النار يرعبه
يرجو النجاة وبالاوزار معترفا

يا رب فارحم هنا نفسا وقد صدحت
يوما بذكرك في شعرٍ به عُرِفا

وقام يمدح في المختار من ولهٍ
صلى عليه فنال المجدَ والشرفا

ماجئت أمدح بل قد جئت مغترفا
من هديكم لمعا ترقى بمن عكفا

والحرف يسعى وما كلت عزيمته
يزهو بذكرك يا طه وما انصرفا

يارب صل على المختار ما هطلت
بالغيث سحب هنا أو عاصف عصفا

يا رب صل وسلم ما سعى رجلٌ
عند المقام ودمع العين قد ذُرفا

شادي الظاهر

صلى الله عليه وسلم مكررة

جاء البيان و جاء الشعر فاعترفا
أن الفؤاد بحب  المصطفى  شُغفا

أن الحياة بنور المصطفى سعدت
والنفس من شوقها والقلب قد هتفا

إن الصلاة على المختار قد غرزت
بذر اليقين  فقام  الهم  و انصرفا

شادي الظاهر

أشجيت حرفي

أشجيت حرفي فارتقي الأسبابا
و أتى ليشدو  في  هواك  فذابا

و يسوق في طلب الجمال قوافيا 
جاءت  تغازل  شعرك   المنسابا

فالشعر منكم كالصبايا أجفلت
لتعيد  قلب  العاشقين  شبابا

و عيون شعرك ساحرات كلما
غمزت أضاء العالمين  شهابا

سكنت بوجداني كأنَّ حروفها
أجفانُ  رئمٍ  تخطفُ   الألبابا

فارفق بحرفي إن شدوت فإنني
من سحر هذا الشدو بت مصابا

لا قول عندي بعد قولك بعدما
قد صار شعرك يا حبيب مهابا

غامت حروفك بالجمال لساعة
و الغيث يأتي رحمة  و شرابا

شادي الظاهر

بسمات ثغر

هز الفراق صبابتي و حنيني
فعزفت من وتر الهوى تلحيني

وجعلت أبياتي رسول محبتي
ونقشت أشواقي  برجع أنيني

قل للأحبة إن تباعد حيُّهم
يكفي تذكرهم لكي يشجيني

راحوا فاجدب كل شيء حولنا
لو طاف حولي طيفهم يرويني

هيا تعالوا فالفؤاد من النوى
قد بات مشتاقا ويسترضيني

و النفس من وله تأن و تلتوي
و الشعر و الأبيات رجع أنيني

يا من أصبُّ الشعر غيثا علَّهم
يبدون   إعجابا  فيستهويني

جاءت حروفي هائمات ترتجي
بسمات  ثغر  نورها  يكفيني

جودوا على المشتاق من بسماتكم
فلعل  بسمة  ثغركم  تحييني

والله ما اغضبتها فاعلم صديقي 
إنها قد سافرت يوما فهاج حنيني

رحلت تزور الأهل يوما ثم عادت 
بعدها فكتبت رجع أنيني

فالبعد عنها ساعة كالدهر 
تدمي مهجتي و غيابها يكويني

شادي الظاهر

أين شاديكم؟

أتاني نداء الأكرمين بغيبتي
فجاءت قصيدي بالبيان فلبَّتِ

ولولا كراما من رفاقي  احبهم
لكنت هجرت الشعر فالنفس ملت

فإن كان لي حرفٌ يناجي كواكبي
وإن كان لي نفسٌ من التبر قدتِ

فإني زهدت الفيس و الشعر كله
وامسكت حرفي أن يصول بقولتي

فلا تحسبوا صمتي لعجزٍ فإنني
متى قلت تعلو  بالوجود قصيدتي

وصغت بأبياتي من السحر ما إذا
أردت  لها راق  شقيت  برُقيتي

و هذا بياني قد أتاكم تواضعا
وحسبي فخرا أن قرأتم مقالتي

شادي الظاهر

دار العمر

يا من أتيت لدار العمر تبنيها
إن الحياة بغير الدين تُفنيها

فلا نعيمَ بدنيا قد لهيت بها
إن ضاع فوزك بالاخرى توافيها

فابذر بذورَ جنان الخلد قد قربت
آجال من زرعوا  فالحق بجانيها

ما  زادَ  زادٌ لقومٍ  إلَّا  أثقلهم
تنجو السفينةُ إن خفَّت بمن فيها

فارحل بزاد من التقوى تنقحها
من المعاصي فإن الذنب يذريها

شيد قصورك بالإيمان إن رغبت
عنه  النفوس  فإنَّ  الله  يُعليها

وانشد - رعاك الإله - جنَّةً مُلِئتْ
بكلَّ ما تشتهي نَفسٌ و تبغيها

شادي الظاهر

هل فؤادي قد خطف؟

لا قول يكفي... ما أقولُ؟ وما أصفْ؟
همس الأحبة في فؤادي قد عزفْ

صوتٌ أتاني مثل نبضي هامساً
يطوي الحروف مع المعاني في شغفْ

ويتمتمُ الأشعارَ يمضغُ حرفها
فيذوب شعري والقصيدة تُرتَشفْ

ويمرُ ما بين الحروفِ و بعضها
فيسيرُ حينا ثم حينا ينعطفْ

و يدور في فلك البيان و يختلي
بحروف شعري فالمعاني تعترف

ويجوب في بيت القصيد و شطرها
والشعر طوعا إن يجوب وإن يقف

ويُقبِّلُ الكلمات حين يقولُها
يا ويل شعري من شفاهٍ ترتجف

يا قارئ الأشعار مهلا إنَّ لي
قلبٌ بهاتيك القوافي و الصحف

فارفق بقلبي إن قرأت قصائدي
فالقلب ما بين السطور قد التحفْ

كم ذاق من حلو الكلام و مره
لكن مذاق الشدو منكم يختلفْ

ويروح في عطر الكفوف ودفئها
و يعود يرشف من رحيق لم يجفْ

ذاب الفؤاد بهمستين و خفقةٍ
ما عاد . قل لي: هل فؤادي قد خُطِفْ؟

شادي الظاهر
edited 
[6:14:35 PM]

قالت

قالت

لو كنت مثلك في الكتابة أَبْرَعُ
لأمرتُ شعري أن يقولَ فيُبدِعُ

فالقلبُ يحملُ من حنيني عالماً
تُخفيه عن دنيا الأنامِ الأضلُعُ

إن كان قولُكَ بالحروفِ قوافياً
فكلامُ مثلي في المحبة موجعُ

كم صُغتُ في صمتي قصائدَ لم تُقلْ
و تواترت من فرطِ حُبِّكَ أدمعُ

كم بِتُّ أشكو للدفاترِ لوعتي
وأقولُ باللفتاتِ ما لا يُسمعُ

هذا حنيني بالفؤادِ وجيبُه
والشوقُ في العينين دمعٌ يلمعُ

يا ليتَ قولي في هواكِ يُريحُني
لو ضاق صدري فالقصيدةُ أوسعُ

سأقصُّ للنجماتِ عنك حكايتي
وأوشوشُ النسماتِ حين تودعُ

لتسوقَ حُبَّيَ و الصبابةَ في دمي
قُبلاتُ وجدٍ حولَ أرضِكَ تُزرعُ

فاقطفْ ثمارَ الشوقِ من تلك الرُبا
واعلمْ فنبتي في رياضك مولعُ

شادي الظاهر

--- 
Saturday, May 5, 2018 ---
edited 
[4:17:08 AM]

تشطير قصيدة يا عاقد الحاجبين | بشارة الخوري (الأخطل الصغير)

تشطير يا عاقد الحاجبين

(التشطير هو أن يُضيف الشاعر بيتًا بين شطري البيت الأصلي على الوزن والقافية والمعنى، فيحاوره بأسلوب فني جديد وقد كتبت نبذة قصيرة عن التشطيرفي هذه الصفحة والتي بها تشطير قصيدة حامل الهوى تعب لنفس الشاعر).

(يا عاقد الحاجبين)
موجاً على شاطئين

و البحر فيه هلاكي
(على الجبين اللجين)
تشطير قصيدة يا عاقد الحاجبين


(إن كنت تقصد قتلي)
في  قتلنا  راحتين

إن غض طرفك يوماً
(قتلتني   مرتين)

(تمر  قفز  غزالٍ)
فتكت في الحالتين

فقد أرقت دمائي
(بين الرصيف و بيني)

(وما نصبت شباكي)
إلا   ولي  قنصتين

فلا ظفرت بصيدي
(ولا أذنت لعيني)

(تبدو كأن لا تراني)
والدمعُ في المقلتين

وقد سكنت فؤادي
(و ملءُ عينك عيني)

(ومثل فعلك فعلي)
نذوب من نظرتين

ثُمَّ   نعودُ  حيارى
(ويلي من الأحمقين)

(مولاي لم تبق مني)
هنا  سوى   نبضتين

 وما  أقام  فؤادي
(حيا سوى رمقين)

(أخاف تدعو القوافي)
بدعوة  أو  دعوتين

و قد  أثرت  حنيني
(عليك في المشرقين)

شادي الظاهر

✦ عن القصيدة الأصلية ✦

قصيدة "يا عاقد الحاجبين" كتبها الشاعر الأخطل الصغير في لحظة وجدٍ رقيق، تعبّر عن سحر الجمال والدهشة أمام الحبيب.
تفيض القصيدة بصورٍ شعرية تجمع بين الخفر والدلال، وتبرز فيها لغة بسيطة موسيقية، جعلتها من أكثر قصائد الحب تداولًا في القرن العشرين.

غنّتها السيدة فيروز ضمن أعمالها التراثية في ستينيات القرن الماضي بلحنٍ وضعه الأخوان رحباني، فازدادت شهرتها وانتقلت من القصيدة المكتوبة إلى الوجدان العربي بصوت فيروز العذب.

القصيدة الأصلية تقول:

يا عاقد الحاجبين 
على الجبين اللُجين

إن كنت تقصد قتلي
قتلتني مرتينِ

تمرّ قَفْزَ غزالٍ
بين الرصيف وبيني

وما نَصَبْتُ شباكي
ولا أذِنْتُ لِعيني

تبدو كأنْ لا تَرَانِي
ومِلْءُ عينِكَ عيني

ومثل فعلك فعلي
وَيْلِي من الأحْمَقَينِ

مولايَ لم تُبْقِ منّي
حيّاً سوى رَمَقينِ

أخافُ تدعو القوافي
عليك في المشرقينِ


حول الشاعر البشارة الخوري

الشاعر بشارة الخوري - تشطير قصيدة يا عاقد الحاجبين
الشاعر الأخطل الصغير هو لقب الشاعر اللبناني الكبير بشارة عبد الله الخوري (1885–1968)، أحد أبرز شعراء العصر الحديث في
لبنان والعالم العربي.
جمع في شعره بين رهافة الإحساس الرومانسي وعمق التجربة الوطنية، وكان شاعر الحب والوجدان بامتياز، كما كان من رواد التجديد في الشعر الغنائي العربي.

ولد في بيروت ودرس في “الكلية العثمانية”، ثم عمل في الصحافة، وأصدر جريدة “البرق” التي كانت منبرًا أدبيًا وسياسيًا في آن واحد.
نال بشارة الخوري شهرة واسعة حين كتب العديد من القصائد التي غنّتها فيروز ومحمد عبد الوهاب وأسمهان، وجعلت كلماته جزءًا من الذاكرة الغنائية العربية.

من أشهر أعماله:

  • يا عاقد الحاجبين

  • جفنه علّم الغزل (غناها محمد عبد الوهاب)

  • يا ورد مين يشتريك

  • لبنان يا قطعة سما

لقّبه أحمد شوقي بـ الأخطل الصغير تشبيهًا له بالشاعر الأموي الأخطل الكبير في قوة الشعر وجمال السبك.

وقد قمت في هذه المدونة  كذلك بتشطير قصيدته الرائعة قد أتاك يعتذر ويمكنك الاطلاع عليها من الرابط التالي

تشطير قد أتاك يعتذر

تشطير قصائد أخرى في هذه المدونة

تشطير أبيات عنترة بن شداد

تشطير أبيات جميل بثينة


✦ البحر الشعري للقصيدة ✦

نُظِمَت قصيدة «يا عاقد الحاجبين» على بحر المجتث،
وهو من البحور ذات الإيقاع الخفيف والموسيقى الرشيقة التي تُناسب القصائد الغنائية والعاطفية.
وزنه:

مستفعلن فاعلاتن / مستفعلن فاعلاتن

يمتاز هذا البحر بمرونته وقابليته للتلحين والغناء، وقد استثمر الشاعر الأخطل الصغير (بشارة الخوري) هذا الإيقاع ليُعبّر عن مشاعر العتاب الرقيق بأسلوبٍ يجمع بين الرهافة والحنين والأنوثة في الصورة الشعرية.
ومن هنا جاءت القصيدة متناغمةً مع أداء فيروز الساحر، فغدت واحدة من روائع الشعر المغنّى في التراث العربي الحديث.

وفي مدونة علم العروض والقوافي ستجد المزيد عن هذ البحر وتفعيلاته وجوازاته وباقي بحور الشعر بأسلوب سلس وسهل وشرح وافي يناسب المهتمين بدراسة الشعر العربي بأوزانه الخليلية الستة عشر

🟦 Keywords (الكلمات المفتاحية):

تشطير قصيدة يا عاقد الحاجبين، بشارة الخوري، الأخطل الصغير، شادي الظاهر، فيروز، قصائد فيروز، بحر المجتث، الشعر الغنائي العربي، تشطير الشعر، القصائد المغناة، يا عاقد الحاجبين كلمات

تشطير قد أتاك يعتذر


(قد أتاك يعتذرُ )
والفؤادُ ينفطرُ

إن رأيتَ دمعته
(لا تَسَلْهُ ما الخبَرُ)

(كلّما أطَلْتَ لهُ)
في العتاب ينهمرُ

إن اتيتَ تسأله
(في الحديث يَختصِرُ)

(في عيونِهِ خَبَرٌ)
إن نظرت يستترُ

في خدوده خفرٌ
(ليس يَكذِبُ النظرُ)

(قد وهَبْتُهُ عُمُري)
ساقه له القدرُ

حين غضَّ أحوره
(ضاعَ عندهُ العُمُرُ)

(حُبّنا الذي نشَرُوا)
في حياتنا عطرُ

لو عرفت مصدره؟
(مِن شذاهُ ما نشروا)

(صُوِّحَتْ أزاهرُهُ)
بالعبير ينتشرُ

و الرياض تسأله
(كيف يُعْقَدُ الثَّمَرُ)

(عُدْ فعَنكَ يُؤنِسُني)
شعرُ صاغه الفكرُ

شادي الظاهر

قد جعلت مرسله * (في سَمائِهِ القمَرُ)

(قد وفى بمَوعِدِهِ) * و الرسول مختبرُ

لم يخن امانته * (حين خانتِ البَشَرُ)



شادي الظاهر

--- 
Thursday, April 19, 2018 ---

edited 
[10:59:24 PM]


تشطير أبيات حامل الهوى تعب

 القصيدة  تشطير لأبيات الشاعر العباسي أبي نواس على بحر المقتضب   الأشطر بين القوسين لأبي نواس و الاخرى لي (حامل الهوى تعب) إذ رمت به الهدبُ...