الحب والأشعار
لولا الغرامُ لبارتِ الأشعارُ
ولماتَ في جوفِ العيونِ حوارُ
فالحبُّ في تلكَ القلوبِ حياتُها
والحبُّ في تلكَ الحياةِ خيارُ
قد عشتُ أسقي بالمحبّةِ أربُعًا
فاعشوشبتْ عندَ الرّبوعِ قفارُ
وزرعتُ أيكَ الحبِّ في أرضِ الهوى
ليطيبَ في غصنِ الحياةِ ثمارُ
وجعلتُ شعري في المحبّةِ منهجًا
في كلِّ حرفٍ للمحبِّ مسارُ
وكتبتُ في حسنِ العيونِ وسحرِها
فتُجيبُ في عزفِ الهوى الأوتارُ
وعجبتُ من حالِ القصيدةِ والهوى
وكأنَّ فيها الصحوَ والإعصارُ
ووجدتُ حرفًا في القصيدةِ هائمًا
والحرفُ من تلكَ الحروفِ يغارُ
وبشطرِ قافيتي أبوحُ بحبِّها
وبشطرِها قد باتتِ الأسرارُ
— ✍️ شادي الظاهر
✦ عن القصيدة
✦﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏✦
✍️ كتبتُ هذه القصيدة معارضًا لرائعة الشاعر جرير في رثاء زوجته، وهي القصيدة التي يقول في مطلعها:
لولا الحياءُ لهاجني استعبارُ
ولزرتُ قبركِ والحبيبُ يُزارُ
حيثُ التزمتُ في قصيدتي نفس البحر والقافية، محافظةً على الإيقاع العذب الذي جرى في أبيات جرير، غير أني وجّهتُ المعنى نحو غرض الغزل بدل الرثاء، في محاولةٍ لاستعادة روح الغزل العربي الصافي في زمنٍ ازدحمت فيه الأصوات، وتوارَت فيه العواطف الأصيلة.
هي تجربةٌ أردتُ من خلالها أن يبقى الحبُّ نهرًا جاريًا في أرض الشعر، لا ينضب عطاؤه، ولا تفنى أنغامه.
✦﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏✦
📚 ملاحظة لدارسي العَروض والقافية:
نُسجت هذه القصيدة على بحر الوافر، أحد البحور الستة عشر التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي، ويتميّز بإيقاعٍ متدفّقٍ يجمع بين الجزالة والعذوبة، مما جعله من أنسب البحور لأغراض الغزل والرثاء والمدح.
ولمن يرغب في التعرّف على تفعيلاته وصوره العَروضية وأمثلة تطبيقية عليه، يمكنه زيارة 🔗 مدونة علم العَروض والقوافي


