غربة وطن

:
أيقظت حلمي في لقى أحبابي
من بعدما طرق النوى أعتابي

يا أهلنا أيكون عيشي بينكم
و أذوق نار الوجد كالأغرابِ

أمضي غريبا ضاع مني موطني
و الروض يشكو من جفاف سحابي

يا نيل مالك قد نسيت عهودنا
هل كان ماؤك أم خداع سرابِ؟

غاب النهار بأرضنا يا ليته
يا كاتب الأشعار يقرع بابي

لولا جحيمُ الغدرِ يقبعُ خانعاً
لاخضر أيكُ الشعرِ فوق هضابي

لكن حزني من بكاء أحبتي
نزف الشآم يزيد في أعطابي

من بعد ما سكبت حروفي أدمعا
و تحطمت لجراحهم أعصابي

يا ليت حرفي كان بلسمَ جرحها
شهباء زاد جحيمها أوصابي

و القدس تبكي قد دهاها ما دهى
باقي البلاد بخسة الأغراب

يا ليت قلبي في القساوة مثلهم
ما كنت أحسب للجفاء حسابي

يا من تدندنُ بالربابةِ صادحاً
أيُزيلُ عزفُك بالربابِ مصابي

عزفُ الربابِ يزيد ما قد مسنا
شجناً و حزناً يستحلُّ عذابي

يا ربُّ أبدل بالجفاةِ أحبةً
إن نبتغي ريَّاً أتوا بشرابِ

من ذا يواسي للفؤاد جراحه
غير التماس الشدو من أصحابي

فمرورهم كالغيث يهمي راويا
عطش الفؤاد لسيله المنساب

ما أطيب الكلمات تهدي جمعنا
فوح العطور و لذة الأنخاب

راياتُ ودٍّ قد أتتك و سلمت
جاءت لتقفو ضوعة الأطياب

عزفت حروف الشوق لحن قصيدة
تهدي لشيبي بسمتى و شبابي

و برغم أن حدود أرضي فرَّقت
بين الأحبة قد أتاك خطابي

هذا الفضاء و قد أزال حدودنا
أكرم بخير الجمع و الأصحابِ

إن غاب جسمي عن شآم و جرحها
سأصب نهر الشعر رغم غيابي

و أقبل الشهباء بين عيونها
و أضم بردى هامسا بعتابي

إن ساد حزنٌ في القلوب فإنه
مازال ضوء الشمس خلف ضبابِ

سيعود فجر الدين يمحو نوره
حلك الظلام و صولة الأذناب

عزفت حروفُ العاشقين قصائداً
فلثمتُ بالأشعارِ خدَّ تُرابي

و أطيرُ في أفق السماءِ منادياً
فجراً يُضيئ بجذوتي و شهابي

من بعد هذا القولِ قلتُ مودعاً
و الشوقُ في قلبي وفي أهدابي

سيظل قلبي بالهوى متكلماً
و يصب شعري ذاكرا أسبابي

إن كان عشقي في رفاقٍ نظمهم
سحرُ القريضِ يفوح من أترابي

أكرم به ذاك الهوى ما همَّني
حبُّ الملاحِ و لست بالمتصابي

شادي الظاهر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بنت اليراع

تشطير أبيات حامل الهوى تعب