حول الشاعر

صورتي
شاعر وكاتب مصري يهتم بفن الشعر العربي الفصيح، باعتباره جوهر اللغة العربية وأحد أبرز تجلياتها الجمالية والفكرية. تسعى هذه المدونة إلى عرض مختارات من القصائد والنصوص الأدبية الخاصة بي، تعبيرًا عن تجربة شخصية في الكتابة ومحاولة للاقتراب من روح الشعر ومعناه الإنساني، دون ادعاء تمثيل هذا الفن العظيم بكل تنوعه واتساعه. أؤمن أن الشعر يظل مساحة حرة للتأمل والكلمة الصادقة، وأن اللغة العربية قادرة دومًا على أن تجدد نفسها في قلوب محبيها.

الجمعة، 30 سبتمبر 2016

مركب الموت

يا مصر حسبك كم هيجت أحزانا
قد زاد قهري و هذا الجرح أدمانا

ساد الظلام و طال الليل في وطني
وجه الكآبة و الأحزان يغشانا

يا ابن الكرام وقد أزمعت فرقتنا
جافتك أرضٌ و لم تنصفك شطآنا

يا من عشقت بتلك الأرض تربتها
ورحت  تزرع   بالتحنان   بستانا

فأثمر  الزرعُ  طيباً  عند   منبته
من حول الطيب في الأغصان أشجانا

كم كنت تغرز بالوديان من زمنٍ
حَبَّاً و حُبَّاً  و أفراحاً و ألحانا

جافتك أرضك لم تنفعك معذرة
لم ترتضي منك غير الروح قربانا

يا مصر حسبك قد فاضت جوانحنا
يا  ليت  من  أشعل  النيران  إنسانا

لو كان حُبَّاً لشخصٍ هانَ يا وطناً
هُنَّا  عليه  و  رغم  الكره  ما هانا

 كم جرب القلب قتل الحب من ألمٍ
  أنَّ   الفؤادُ  و  عاد  القلبُ  حيرانا

فاختار بعداً لعل البعد يصلحه
أو أن شوقا إذا ما آب  يلقانا

في مركب الموت و الأعداد هائلة
و الموت يعدو و كان البحر غضبانا

يا غدرة الأرض و الأمواج هائجة
من أخبر اليم أن النيل جافانا

كأن أرضي و ذاك البحر قد نسجا
فخَّاً لقتلي  و  هذا  كل  ما  كانا

لو أن موتا لهذا الرهط من بلدي
يرضي ترابك يا أرضي لأرضانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم تثري المدونة ونرحب بها

عمربن عبد العزيز والشعراء

عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى و الشعراء  لما أفضت الخلافة الى عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ، وفدت عليه الشعراء ، كما كانت تفد على الخلف...