مركب الموت

يا مصر حسبك كم هيجت أحزانا
قد زاد قهري و هذا الجرح أدمانا

ساد الظلام و طال الليل في وطني
وجه الكآبة و الأحزان يغشانا

يا ابن الكرام وقد أزمعت فرقتنا
جافتك أرضٌ و لم تنصفك شطآنا

يا من عشقت بتلك الأرض تربتها
ورحت  تزرع   بالتحنان   بستانا

فأثمر  الزرعُ  طيباً  عند   منبته
من حول الطيب في الأغصان أشجانا

كم كنت تغرز بالوديان من زمنٍ
حَبَّاً و حُبَّاً  و أفراحاً و ألحانا

جافتك أرضك لم تنفعك معذرة
لم ترتضي منك غير الروح قربانا

يا مصر حسبك قد فاضت جوانحنا
يا  ليت  من  أشعل  النيران  إنسانا

لو كان حُبَّاً لشخصٍ هانَ يا وطناً
هُنَّا  عليه  و  رغم  الكره  ما هانا

 كم جرب القلب قتل الحب من ألمٍ
  أنَّ   الفؤادُ  و  عاد  القلبُ  حيرانا

فاختار بعداً لعل البعد يصلحه
أو أن شوقا إذا ما آب  يلقانا

في مركب الموت و الأعداد هائلة
و الموت يعدو و كان البحر غضبانا

يا غدرة الأرض و الأمواج هائجة
من أخبر اليم أن النيل جافانا

كأن أرضي و ذاك البحر قد نسجا
فخَّاً لقتلي  و  هذا  كل  ما  كانا

لو أن موتا لهذا الرهط من بلدي
يرضي ترابك يا أرضي لأرضانا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تشطير أبيات حامل الهوى تعب

بنت اليراع