قبلة على جبين مصر
@@قبلة على جبين مصر @@
عن (مصرَ) حَدَّثْ فالكلامُ مُعبِّرُ /\و انشق عبيرَك فالمجالُ مُعطَّرُ
يا مصرَ إنَّكِ في الحياةِ حياتُنا/\يا أمَّ دُنيانا و أنتِ الأكبرُ
وُلِدَ الزَّمانُ على ترابِك شاهداً /\ و توالدت من جانبيك الأشهرُ
مهما نظمنا في جمالِك شِعرَنا /\ تفنى القصائدُ و الكلامُ مُقصّرُ
هل تملكُ الكلماتُ مهما حاولت/\ جمعَ الزمان بأحرفٍ و تُسطِّرُ
قد جئتُ أقطفُ من ثمارِك قطفةً /\ و أشمُ من هذا العبيرِ و أنثرُ
و أذوقُ من تلك الحياضِ نسيمَها /\ و أذوبُ وجداً بالجمالِ و أسكرُ
و النيلُ يُنشِدُ في الزروعِ قصائداً /\ من رجعِها طربَ النخيلُ المثمرُ
و الحسنُ يرقدُ في حماكِ و يحتمي /\ في ظلِّ شَطَّكِ بالنعيمِ و يختُرُ
كَتَبَتْ على جُدرانِها تأريخَها /\ فاسأل حوائطَها تُجيبُ و تُخبرُ
و اسأل عن الأهرامِ كيف توالدت /\ منها السنون و كيف ظلَّتْ تَسحَرُ
ويُزفُّ فيها للخليلِ عروسُه /\ ويكونُ نسلٌ من سناها أطهرُ
في حِجر هاجرَ في الجزيرةِ طفلُها /\ جدٌ ذبيحٌ للبشيرِ يُشمِّرُ
رَفَعَ القواعدَ للإلهِ بمسجدٍ /\ لبَّي الحجيجُ إلى ثراه و كبَّروا
أخواله من أرضِ طيبة مصرَنا /\ وصَّى النُّبي بأهلِها خيراً تروا
صلى عليك اللهُ يا علمَ الهدى /\ ما أمطرت سحبٌ وسيلٌ يغمرُ
و يجيئُ يوسفُ بعد غدرٍ طاله /\ فيكونُ خازنَ كِنزِها و يوقرُ
فرعون يزعم في سفاهةِ أنَّه /\ ربَّا و أطغاه الجمالُ الأزهرُ
لكنَّ موسى جاء يُبطلُ سحره /\ يُلقي عصاه على البحارِ و يشطرُ
و يجوزُ من فوقِ الثرى بترابِها /\ عيسى المسيحُ و أمه يتسترُ
و يُوحِّد الوادي و يأتي راكعاً /\ قد بلَّلَ الأثوابَ دمعٌ يُهمرُ
و اسأل بنيها عن غزاةٍ غرَّهم/\ حسنُ الطباعِ فأقبلوا كي يُقبروا
كُسِرتْ حروفُ العُربِِ إلا راءُها /\ حتى( بمصرَ ) حُروفُها لا تُكسَّرُ
كلُّ المكارمِ في ثراها أنشدت /\ في مصر مولدنا و فيها نُزهرُ
و سماحةُ الوجهِ الكريمِ تخالُها /\ سُحُبٌ تجودُ على الزمانِ وتُمطِرُ
رسموا الطريقَ لكلِّ نورٍ في الدنا /\ خطَّاً يسيرُ على هُداهُ و يَعبرُ
فالشرقُ قد ورِثَ المكارمَ منهمُ /\و الغربُ يعلمُ كلَّ قولٍ أذكرُ
يا من وطأت على الترابِ بأرضِها /\ أخلع نعالَك ، قد علاك الأزهرُ
و كمثلِ ما فَعَلَ الكليمُ بطورِها /\ في كلِ شبرٍ قدسُ وادٍ يعمرُ
لو لم تزوروا مصرَ هيَّا أقبِلوا /\ عن مثل هذا العزِّ لا تتأخروا
يا كلَ من غنَّى هنا في مصرِنا /\ حيَّاك ربَّي إذ تقولُ و تُشعِرُ
و الكلُ في بلدي أتاكم شاكراً /\ فاح العبيرُ بشعرِكم و العنبرُ
و جزاؤكُم ذكرٌ يخلَّد في الورى /\ في مصر يحلو الشعر ثم يُكررُ
سَكَنَ النسيمُ على رُباها و الهوى /\ و الشمسُ تسبحُ في المياه و تُبحرُ
إنَّا نُقبِّلُ في هواها طينَها /\ و نذوبُ عشقاً في الترابِ و نفخرُ
مهما أقولُ بمصرَ أبقى عاجزا /\ يفنى الزمان و مصر فيها أكثرُ
تعليقات
إرسال تعليق