هذا القصيد يضمني

هذا القصيد يضمني

يا من رحلت عن المكان و فُتَّني
فتَّ    الإلهُ    نواة   بُعدٍ    فَتَّني

هذا الفؤاد و قد توارى و انزوى
خلف الضلوع وبالمواجع  هدَّني

و تمرُ  ما بين   العروقِ  قصيدةً
وَسَطَ  الدماءِ  تُطيعُ قلبا عقَّني

من علَّم الشعرَ السباحةَ في دمي
فيمرُّ   لو  سكن  الوريدُ و ينحني

في  ذكرِ من  يهواه   قلبي  كلما
سكَّنتُ شطراً في الهوى لم يسكنِ

و فتحت أبياتي أخوض عبابها
و أذوق وجداً في هواها شفَّني

لمَّا عبرتُ إلى السطورِ رأيتُها
قد  خبئت شيئاً  جميلا  سرَّني

وتعود   قافيتي توشوش  أختَها
حتى عجبت وقد حسبتك زرتني

أبصرت في شعري جفون حبيبتي
والحرف يشدو في جمال الأعينِ

و رأيتُ أهداباً و كنتُ وصفتُها
كشباكٍ  صيدٍ بالجمالِ تشدني

و سمعتُ في بعضِ القصائدِ صوتَها
فعلمتُ   أنَّ  الحرفَ  كاد  يخونَني

و تهبُّ  أنسامُ  العبيرِ   بكفِّها
كالياسمين  بفوح   عطرٍ  لفَّني

و يلوحُ بدرٌ في ظلامِ قصائدي
لمَّا  وصفتُ  الوجه  نوراً  دلَّني

وضممتُ ياءً في القوافي بعدما
مالت  كعودِ   حبيبتي  لو تنثني

ولثمتُ في تلك الحروفِ خُدودَها
فعددتُ   ألفاً  و الحروف  تعدُّني

فيقول حرفٌ : ليت أنَّكَ تكتفي
و يقول حرفٌ: ليت أنَّكَ زدتني

وأذبتُ بعضي و انعجنت بأحرفي
هذا   أنا  ،  هذا  القصيدُ  يضمني

و أقول : يا  شعري إذا  أبصرتها
و رأيت   عينيها   بربِّك   صُبَّني

فيقولُ: علَّك لو غفوتَ تزورُها
فتقولُ ما تهواه ، فقلت: لعلَّني

شادي الظاهر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بنت اليراع

الجامعة

الهمزية النبوية