حول الشاعر

صورتي
شاعر وكاتب مصري يهتم بفن الشعر العربي الفصيح، باعتباره جوهر اللغة العربية وأحد أبرز تجلياتها الجمالية والفكرية. تسعى هذه المدونة إلى عرض مختارات من القصائد والنصوص الأدبية الخاصة بي، تعبيرًا عن تجربة شخصية في الكتابة ومحاولة للاقتراب من روح الشعر ومعناه الإنساني، دون ادعاء تمثيل هذا الفن العظيم بكل تنوعه واتساعه. أؤمن أن الشعر يظل مساحة حرة للتأمل والكلمة الصادقة، وأن اللغة العربية قادرة دومًا على أن تجدد نفسها في قلوب محبيها.

السبت، 20 مايو 2017

هذا القصيد يضمني

هذا القصيد يضمني

يا من رحلت عن المكان و فُتَّني
فتَّ    الإلهُ    نواة   بُعدٍ    فَتَّني

هذا الفؤاد و قد توارى و انزوى
خلف الضلوع وبالمواجع  هدَّني

و تمرُ  ما بين   العروقِ  قصيدةً
وَسَطَ  الدماءِ  تُطيعُ قلبا عقَّني

من علَّم الشعرَ السباحةَ في دمي
فيمرُّ   لو  سكن  الوريدُ و ينحني

في  ذكرِ من  يهواه   قلبي  كلما
سكَّنتُ شطراً في الهوى لم يسكنِ

و فتحت أبياتي أخوض عبابها
و أذوق وجداً في هواها شفَّني

لمَّا عبرتُ إلى السطورِ رأيتُها
قد  خبئت شيئاً  جميلا  سرَّني

وتعود   قافيتي توشوش  أختَها
حتى عجبت وقد حسبتك زرتني

أبصرت في شعري جفون حبيبتي
والحرف يشدو في جمال الأعينِ

و رأيتُ أهداباً و كنتُ وصفتُها
كشباكٍ  صيدٍ بالجمالِ تشدني

و سمعتُ في بعضِ القصائدِ صوتَها
فعلمتُ   أنَّ  الحرفَ  كاد  يخونَني

و تهبُّ  أنسامُ  العبيرِ   بكفِّها
كالياسمين  بفوح   عطرٍ  لفَّني

و يلوحُ بدرٌ في ظلامِ قصائدي
لمَّا  وصفتُ  الوجه  نوراً  دلَّني

وضممتُ ياءً في القوافي بعدما
مالت  كعودِ   حبيبتي  لو تنثني

ولثمتُ في تلك الحروفِ خُدودَها
فعددتُ   ألفاً  و الحروف  تعدُّني

فيقول حرفٌ : ليت أنَّكَ تكتفي
و يقول حرفٌ: ليت أنَّكَ زدتني

وأذبتُ بعضي و انعجنت بأحرفي
هذا   أنا  ،  هذا  القصيدُ  يضمني

و أقول : يا  شعري إذا  أبصرتها
و رأيت   عينيها   بربِّك   صُبَّني

فيقولُ: علَّك لو غفوتَ تزورُها
فتقولُ ما تهواه ، فقلت: لعلَّني

شادي الظاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم تثري المدونة ونرحب بها

عمربن عبد العزيز والشعراء

عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى و الشعراء  لما أفضت الخلافة الى عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ، وفدت عليه الشعراء ، كما كانت تفد على الخلف...