الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

منادمة مع امرئ القيس

 قِفا نحكِ عن سمرا وكأسٍ به أمل

تميلُ لها الأعناقُ والجُرحُ يندمل


تعلَّقَ  قلبي  قهوةٌ  عربيةٌ

تمُنُّ على الحيرانِ باللَّثمِ في عجل


لها رغوةٌ  لو  أنَّها  عطفت  بها 

على ناعسٍ وسنانَ أودى به الكَسَل


لأصبحَ  مِقداماً  يتوقُ  لرشفها 

وطرفه  يقظانٌ  فما نام أو غفل


وإنَّ لها في الشعرِ وحيٌ وقصةٌ

وإنَّ  لها  في كلِّ خاطرةٍ  عمل


ولي ولها في الصبحِ شوقٌ ورغبةٌ

ولي  ولها  في   كل  غاديةٍ  أجل


فكاسٌ وكم كاسٌ وكفَّي يضمها

وكَبَّوا وما كَفَّوا فكبَّوا على مهل


وذاقوا إذا ذاقوا زُلالاً  بزِقِّها

ونالوا إذا نالوا منالي إن أنل


يمانيَّةُ الأعراقِ  شاميِّةُ الهوى

عِراقيَّة الأفكارِ  تُركيَّةُ  القُبل


حجازيةُ الأنفاسِ زِنجيةُ اللمى

عُمانيةُ الأنسامِ نيليةُ المُقل


فذا نسبُ السمرا وللحرِّ نسبةٌ

وللعبد ما قد تاه والعبدُ ينتحل


تسابقت البِلدانُ حُبَّاً لقهوتي

فنسبَتُها تزدانُ فخراً ولم تزل


وصُحبَتُها الأعلامُ عِزَّاً ورِفعةً

ورشفتها الترياق تشفي من العلل


تُسائلني السمراءُ  ماذا  أصابني

فقلت لها: أشتاقُ رشفاً بلا كلل


أحنُّ إلى الأنفاسِ إن هي أقبلت

أطارد ما قد طار بالقرب أو رحل


أحب من الانسام  فوح نسيمها

وأُبصِرُ في الفِنجانِ ضِحكَةَ من جَهل


حفظتُ له أشياءَ عدَّدتُ بعضَها

يحثُّ على الأخلاقِ والجدِّ والعمل


ممرٌّ    مقرٌّ   مانحٌ   مانعٌ  معاً

كعنقودِ نبقٍ هزَّه الريحُ منسدل


تُمزمزُني السمراءُ مِثلَ قصيدةٍ

تدندنُ والأفكارُ تَحبَلُ بالجُمَل


تسيلُ إلى الفنجانِ وهي وقورةٌ

فتمتلئُ الأركانُ  بالعطرِ  والبلل


وينتعشُ الوجدانُ من رشف كأسها

وتنتظمُ الأقوالُ بالشعرِ إن أقُل


وأَقبَلُ في حُبِّها ما قيل من هوى

وأعذرُ موهوماً  وبالجهلِ قد عزل


تعددت الأسبابُ والكأسُ واحدٌ

ومجلِسُها إن حان فالكُلُّ في وجل


شادي الظاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البدر خاصم أرضه

 قالوا بأن البدر خاصم أرضه كذبوا وربي فالخصامُ محالُ سُخِّرت للأرض العظيمة فاسمعوا نورٌ أنا  ومنازلٌ وهلالُ خاصمت أرضا يزعمون بأنها جرمٌ صغي...