السبت، 27 أغسطس 2022

القهوة على مائدة ابن زيدون

أضحى الأتاي صريعا من قوافينا
وفرَّ من  شربوا   شايا بوادينا

من مبلغ الشاربين الشاي كم خسروا
من بعد ما سقطوا في الفخ ساهينا

كم زان مجلسنا صبٌّ لشربتها
وشمَّ من كأسها مسكا ونسرينا

إن فاض شوق الفتى للقهوة انهمرت
صبَّوا  لعاشقها  واملوا  الفنجاينا

ليسق قهوتنا عهد الظهور فما
فما فاحت بليلتنا إلا رياحينا

يا نعمة البُنِّ أُبدلتم بنشوتها 
ونكهة الشرب زقوما وغسلينا

قلتم وقلنا فما جفت محابرنا
وصفا لأسمرها والبن  يكفينا

نعي النعاة حديث الشاي منصرماً
مادت به الارض أم مادت بشانينا

إن الحروفَ نبالٌ في قصائدنا
ترمي بكلكلها  والحق  راعينا

ما كان أبطأكم في الرد إن قلنا
وإن أسرعكم  قد فرَّ  مسكينا 

من ظن أن رحيق البن يُسكرنا
أو أن صمت فريق الشاي يُثنينا

فإن معولنا قد هدَّ ما صنعوا
وإن قهوتنا صبت لتشجينا

وقد بنينا لأهل الشاي مدرسة
حتى نعلمهم درسا وتلقينا

وقد صبرنا إلى أن قام أكبرهم
زدنا القصائد ترخيما وتحسينا

وما فترنا عن السمراء نشربها
وما كففنا عن الأنغام تلحينا

وما وجدنا حديث الشاي يدركنا
وما سكتنا فإن الأمر يعنينا

لموا بضاعتكم فالسوق كاسدة
من باع قشا جنى  وحلا به طينا

فلا الأتاي اتاكم عند محنتكم
ولا القوافي كفت ردا لتلهينا

شادي الظاهر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البدر خاصم أرضه

 قالوا بأن البدر خاصم أرضه كذبوا وربي فالخصامُ محالُ سُخِّرت للأرض العظيمة فاسمعوا نورٌ أنا  ومنازلٌ وهلالُ خاصمت أرضا يزعمون بأنها جرمٌ صغي...