يا ساكنَ القلبِ إنَّ القلبَ قد وجدا
لما أتى يرتجي عطفا فما وجدا
ناجى النجومَ و ما كلَّت عزيمته
والبدرُ يسمعُ نجواه وما سردا
يطوي القصائدَ في حرصٍ وينشُرُها
من بعدما قد وافاه الشوقُ متقدا
يا من هجعتم بهذا الليل إنَّ لنا
ليلٌ نكابده والفجرُ قد بعُدا
إن زارنا طيفُكم بتنا نسامره
قمنا نعدُّ له ما كان قد وعدا
فالعينُ كم وعدت وعدا و تخلفه
إن غضَّ أحورها يوما وإن صعدا
والقلب يسعدُ إن وفَّت وإن خلفت
كم قام ينظرُ هل تأتي وكم قعدا
يا مالكَ الروحِ إن الروحَ والهةٌ
فاسمع نداها إذا ما عاد صوتُ صدى
وارفق بقلبي فإنَّ الحسنَ قاتله
كم سلَّ جفنُك من سهمٍ وكم غمدا
وكم أتاه مع التنهيدِ تسليةٌ
وكم بطيفِ من التذكار قد شردا
فإن يخامره بالوِردِ شاردةُ
- أكرم بواردِه دوما وما وردا-
وزاد من عُقدٍ بالفكرِ تدفعه
دفعاً ليجحدَ ماضيه فما جحدا
عاد الفؤادُ يصوغُ الحبَّ أغنيةً
إنَّ القوافي تُعيدُ القلبَ مُتئدا
فإن يرددها يسلو بخاطرهِ
وانحل منه من الأفكار ما انعقدا
شادي الظاهر