السبت، 20 مايو 2017

أحلام طفل صغير

سأغفو كي أقاضيكم

وأذكر بعض ما فيكم

فقاضي الحلم ينصفني
إذا ما ضلَّ قاضيكم

وفي الأحلام أنساكم
وفي قبرٍ أواريكم

فقد ماتت حضارتكم
وقد ظهرت مساويكم

سأغفو إن تواريتم
فهذا الجبن يكفيكم

وأعلن أنكم متم
وفي نفسي أعزيكم

وفي الأحلام لي قصرٌ
ولي روض بواديكم

ولي نهرٌ سيسقيني
إذا جفت سواقيكم

ولي تفاحةٌ سخرت
بقحط طال واديكم

ولي  زي  سألبسه
وأبدو كي أجاريكم

وفي الأحلام لي لعبٌ
سألعبها بناديكم

ولي أصحاب أعرفهم
سأجمعهم وآتيكم

هنا الأحلام تثبتني
هنا نومي سينفيكم

فلا أحتاجُ رأفتكم
وما بخلت أياديكم

ولن تنفع مدامعكم
وإن بكيت قوافيكم

بهذا الركن مملكتي
سأغفو كي أعاديكم

شادي الظاهر

قراءة فنجان

هذا فنجان عروبتنا
قد جاء ليحكي أشجاني

يروي ما حلَّ ببلدتنا
ويشير بصدق للجاني

لكن فنجانك لم يعلم
بميعاد النصر لأوطاني

سيقوم المارد لا شكٌ
كي يمحو ظلم السلطان

ويعيد البسمة للدنيا
ويزيل ظلام الطغيان

والقول الحق سأنقله
عن خير الرسل العدنانِ

إذ أخبر عن نصر آتٍ
وستنطق حتى جدراني

ويعود الشجر ليمنحنا
ثمراً وسيخضر بستاني

شادي الظاهر

رسالة ود لصديق غائب

سلامٌ  للكرام  إذا  أطلوا
               وأشعار  المحبَّةِ  تَستهلُ

كأنَّ  كلامهم  شهدٌ أتانا
            يزين قوله حرفٌ  أجلُّ

فأسعد  قلبنا  شعرٌ  جميلٌ
            وعزفٌ في المحبَّة لا  يُملُّ

يزيدُ  نضارةً  فنزيدُ  شوقاً
              وحبٌّ من  جوانحنا يطلُ

فهذا حبكم في البعد يقضي
           ويحكمُ في الفؤادِ ويستحلُ

ويشقي القلبُ من شوقٍ  إليكم
              ليبقى وصلكم  للقلبِ  حلُّ

سنبني من قوافينا بيوتا
              فهل  تَسَعُ  الأحبَّةَ  أم  تقلُ؟

و نجعلُ -  يا رياضُ - الشعرَ أيكاً
          ليسري  في  صحاري  البعدِ ظِلُ

وإن تزهُ الرياضُ بعطر وردٍ
                فعلمي  أنَّكم   للعطرِ  خِلُ

سيُشركُ بعضهم في حبِّ  روضٌ
              و حُبُّكَ يا صديقي مُستقلُ

و تدعونا لنأتيكم و نرجو
               لنور هلال قربك لو يهلّ

فيا ليت السماء تصير يما 
               وأن نجومها فُلٌكٌ تقلُّ

تقل الغائبين لأرض ودٍ
           فيجمعنا بمن نهواه وصلُ

ولكن حال أمرٌ دون حلمي 

       وبعض الحلم لو تدري مضلُ

فإن تُهنا جعلنا الحبَّ نجماً
        ومنه   عند   بُعدك   نستدلُ

تدللْ  قد جعلت  القلبَ عرشاً
           تربعْ    فوقه   ملكٌ    يدلُ

سلامُ  يا  رفيقَ   العمرِ  إنَّا
           نبيتُ و  حُبُّكم  قولٌ  و فعلُ

شادي الظاهر

مجلات الأدب

وتقولُ: أَبْحثُ في مجلات الأدبْ

حتى ظفرت بما أردت من الطلبْ

هذا حديثي قد تفرق شمله
ما عاد يُسعفه القريضُ بما يجبْ

أبياتٌ  شعرٍ جئتَ  تأسرُنا بها
فالعقلُ يعجبُ والفؤادُ لها وجبْ

رفقاً بنا فالشعرُ ينبضُ عندنا
من مسَّ شطراً كاد يملكه العجبْ

عهدُ المحبَّةِ في القلوبِ  أزيزها
واليوم صارت في حروفك تضطربْ

فالشعرُ  أمطرَ  والقوافيَ قد همت
مثل المياه تفيضُ من شوق السحبْ

وأعدِّدُ الأسبابَ في شدوي  بها
واليوم تجري دون علمي بالسببْ

فاجعل حروفي في ربوعك رافدا
أخَذَت فؤادي ، حيثما تغدو  ذهبْ

شادي الظاهر

سوق الهدى

سوق الهدى

سوق الهدى سيحين موعده غدا
ويهل وقت  الخير في رمضان

فاجمع فؤادك في التلاوة واتئد
واسجد بقلبٍك في حمى الرحمانِ

واكتب على ورق الندامة توبة
تمحو  بها  ما  فات من عصيانِ

واملأ جوانحك المريضة بالدوا
فزوال  داء  الذنب  بالقرآنِ

امنع مع الصوم  النميمة  إنها
سهم  يصيبُ  بجعبة  الشيطان

واجعل فطورك بالدعاء عبادة
فيها نعيم الفوز بالغفران

واجعل تراويح القلوبِ قيامنا
فيها  نعيم  الروح  والوجدان

واجمع رحالك في المسير لليلة
راحت بخيرالدهر والأزمان

هي ليلة القدر التي إن نلتها
فاز الفؤاد براحةٍ  وأمانِ

كلُ البضائعِ بالعيوب كواسدٌ
والنقص فيها بادي الخسرانِ

لكننا نرجو السلامة ربنا
والفضل منك يزيد في الميزان

جهد المقل ولا سبيل  لفوزه
إلا الرجاء  برحمة  المنانِ

فاجعل بضاعتك التذلل والرجا
واخفض جناح  الذلِّ  بالإيمان

شادي الظاهر

ثورة قافية

يا من كتبت  عن  البلاد  السامية

واخترت من نزف الحروف القافية

ليست بلاد الشام كلمى وحدها
في كل شبرٍ من  بلادي  سورية

في كل دمع فوق خد صبية
تبكي أخاها مات فوق الرابية

في كل آه من عجوز تنحني
كي ما تقبل في الوجوه الدامية

في هذه الشاشات نبكي جرحنا
فالشام صارت مثل قلبي خاوية

والمسجد الأموي يروي مايرى
من فوق  مئذنة  تكبر  عالية

فمكثت أذكر عهد نصر جيوشنا
في  كل  فتحٍ  منذ عهد معاوية

يرموك مازالت تجول بخاطري
وابن الوليد يقود أسداً ضارية

و أبو عبيدة  و الحسام بكفه
وجنود روما راجفات واهية

والفرس تركع تحت وطئ نعالنا
فاروق   أمتنا  ينادي   سارية

و بنو أمية  إن  تمد  بساطها
شرقا و غربا  لم تفتها ناحية

و خيول هارون الرشيد ترونها
في  كل  صائفة  تغربُ   غازية

أنقول تاريخ قديم قد مضى
ما عاد غير الذكريات البالية

لا و الذي رفع السماء سنلتقي
و تعود حطين المجيدة ثانية

قولوا إلى  الأحجار في الأقصى هنا
سنزيل دمعا من  عيونٍ  باكية

و ستنطق الجدران في فرحٍ إذا
رأت  الطرائد خلف  تلك الزاوية

و سيعلم  الزيتون  كم  نشتاقه
و سنمنحُ  التاريخ  قبلة  حانية

شادي الظاهر

هل الهلال

هل الهلال ففاض الخيرُ وازدانا
وأقبل الشهرُ والأفراحُ تغشانا

من بعدما جرحت أوزارنا مهجةً
حنت لتوبة صدق من خطايانا

يا نفس توبي عن العصيان وارتقبي
شهر  الصيام  فساعي الخير نادانا

هلت بوادره وانجاب لي فرجٌ
فقمت  مرتجيا  عفوا وغفرانا

يا من لغربته عن ود سيده
نال الفؤاد بها ذلا وخسرانا

اقبل  فقد حضرت لله مئدبة
فاجعل  موائده  ذكرا وقربانا

وقم بليلك  ناج الله منكسرا
واجمع فؤادك و اتلو فيه قرآنا

واجعل سحورك بالآيات تسمعها
وامح الذنوب بفيض الدمع هتانا

لعل فوزك بالغفران مرجعه
شهر كريم به نزداد إيمانا

شادي الظاهر

هذا القصيد يضمني

هذا القصيد يضمني

يا من رحلت عن المكان و فُتَّني
فتَّ    الإلهُ    نواة   بُعدٍ    فَتَّني

هذا الفؤاد و قد توارى و انزوى
خلف الضلوع وبالمواجع  هدَّني

و تمرُ  ما بين   العروقِ  قصيدةً
وَسَطَ  الدماءِ  تُطيعُ قلبا عقَّني

من علَّم الشعرَ السباحةَ في دمي
فيمرُّ   لو  سكن  الوريدُ و ينحني

في  ذكرِ من  يهواه   قلبي  كلما
سكَّنتُ شطراً في الهوى لم يسكنِ

و فتحت أبياتي أخوض عبابها
و أذوق وجداً في هواها شفَّني

لمَّا عبرتُ إلى السطورِ رأيتُها
قد  خبئت شيئاً  جميلا  سرَّني

وتعود   قافيتي توشوش  أختَها
حتى عجبت وقد حسبتك زرتني

أبصرت في شعري جفون حبيبتي
والحرف يشدو في جمال الأعينِ

و رأيتُ أهداباً و كنتُ وصفتُها
كشباكٍ  صيدٍ بالجمالِ تشدني

و سمعتُ في بعضِ القصائدِ صوتَها
فعلمتُ   أنَّ  الحرفَ  كاد  يخونَني

و تهبُّ  أنسامُ  العبيرِ   بكفِّها
كالياسمين  بفوح   عطرٍ  لفَّني

و يلوحُ بدرٌ في ظلامِ قصائدي
لمَّا  وصفتُ  الوجه  نوراً  دلَّني

وضممتُ ياءً في القوافي بعدما
مالت  كعودِ   حبيبتي  لو تنثني

ولثمتُ في تلك الحروفِ خُدودَها
فعددتُ   ألفاً  و الحروف  تعدُّني

فيقول حرفٌ : ليت أنَّكَ تكتفي
و يقول حرفٌ: ليت أنَّكَ زدتني

وأذبتُ بعضي و انعجنت بأحرفي
هذا   أنا  ،  هذا  القصيدُ  يضمني

و أقول : يا  شعري إذا  أبصرتها
و رأيت   عينيها   بربِّك   صُبَّني

فيقولُ: علَّك لو غفوتَ تزورُها
فتقولُ ما تهواه ، فقلت: لعلَّني

شادي الظاهر

الأحد، 14 مايو 2017

يا صاحب اللفتات

يا صاحب اللفتات هل تتكلمُ
قد زاد وجدي في هواك و تكتمُ

وزعمت اني قد سلوت و إنني
كم بت أحكي عن هواك و أنظمُ

فالليل يشهد والنجوم تلومني
والبدر يذكر ما أقول و يعلمُ

ويزيد وجدي أن رأيتك صامتاً
فرجوت  حتى لو تحنُّ و تبسمُ

تلك القصائد والحروف أخطها
رسلا  تقول  بأنني  بك  مغرم

فاسأل قوافيها  تجيب  بأنني
ألقاه  في صحوي  وحينا أحلمُ

ما دام طيفُكَ في خيالي حاضراً
أقضي  الليالي  لا  أمل  فأسأمُ

شادي الظاهر

الأحد، 7 مايو 2017

فراق

ولكم سألتك والعيون تجيبُ
ويكاد  يسمعُ  للقلوبِ  وجيبُ

يوم الفراق و قد رحلت فما بقى
للنفس في تلك الربوع حبيبُ

فتحركت شفتي و قلت :تلفتي
أو كان ينقص ما بنا  التغريبُ؟

يا  ساكنا  بين  الضلوع  وحبه
له   بالفؤادِ   تسلُّطٌ   ولهيبُ

قد جئتُ أكتبُ في الرحيلِ قصائدي
وأقولُ  : أمري في هواكِ عجيبُ

فأذوبُ شوقاً للعيون إذا مضت
وأذوبُ أيضاً وهي مني قريبُ

بالله  يا  تلك   العيون   ترفقي
فالوجد يكوي القلب حين تغيب

شادي الظاهر

السبت، 6 مايو 2017

معارضة المتنبي

يبكي القصيدُ الذي فاضت خواطره
مما   نلاقي و ما   كُنَّا نحاذره

فالشعرُ مكتئبٌ يشدو بلا أملٍ
حظا  تبادرنا  دوما عواثره

فالشام نازفة من جرحها زمناً
والحزن أضحى لها خمرا تعاقره

تبكي مساجدها  مما يباغتها
غدرا تفشى بها فاضت مجازره

ليت القصائد و الأشعار أسلحة
كالسيف أحرفها تدمي بواتره

أو ليت أن حروف الشعر أدوية
تشفي الفؤاد فإن الهمَّ  كاسره

فاض الحديث و جاء القول أغنية
في  مجد  أمتنا   يبكيه   ذاكره

من بعد  ما أفلت  راياتها  زمنا
و الخيل قد غفلت عنه عساكره

فهل يعود  زمان العز في بلدٍ
شاب الزمان وما شابت  مآثره

فالجود  و العز  و الإقدام  باطنه
و الحق و الفضل و الإنصاف ظاهره

يا ناعس الطرف

يا ناعسَ الطرف إن القلب مرتقبُ
يرنو إليك  وإني  بالهوى تعبُ

أشكو الوصال وهذا  الوصل غايتنا
كيفَ  السبيلُ  لحسنٍ  حظًه الغلبُ

كم جئت معتقدا في وصلكم أملي
لكنَّ أعينكم بالجفن تحتجبُ

يا مُبعثَ الشوقِ بالألحاظِ تُرسِلها
تكوي  بنظرتِها  قلباً له  وجبُ

من للفؤادِ وهذا الحسنُ يُغرقه
كأنَّه البحرُ من عينيك  ينسكب

جاءت إليكِ حروفُ الشعرِ والهةً
والحرفُ في حبِكم أيضاً له العجبُ

حرفٌ يصبَّرني حرفٌ  يأمِّلُني
حرفٌ له وجلٌ حرفٌ له لجبُ

فاسمع   مقالتها  إذ  جئتُ  أُعرِبها
فالوجدُ يُعرِبُ ما قد يُلحِنُ العَرَبُ

شادي الظاهر

أرض الكرام

سأكتب بالقوافي ما آلاقي
فقد جريت بأدمعها المآقي

على أرض سباها القوم غدرا
و يسقوها المذلة  بالأواقي

ذوي الألباب في بلدي تفانوا
وصوت البغي في الجنبات باقي

ففي شام الكرامةِ نزفُ جرحٍ
  فيالله    للدَّمِ     المراقِ

بلا ثمنٍ  تُباعُ و من سواها
وريثُ العزِّ في هذا السياقِ

تبدَّل عزَّها ذُلَّا و ضيما
وأبدل بدرها وجه المحاقِ

تئنُ  بجُرحِها  و يكاد يفنى
تليدُ المجدِ في أرضِ العراقِ

و في اليمن السعيد بكيتُ حتى
يبللُ  ماءَ  عينَّي  التراقي

أرى أرضُ الكرامِ تهونُ فيها
و يُفنيها التباهي بالشقاقِ

وفي مصرَ التي نطقت قراها
بخيرِ النيل  ترويه السواقي

لها  سبقٌ و إقدامٌ و علمٌ
و كل الكونِ يسعى للحاقِ

أراها اليومَ قد سكنت خُطاها
و تترك   ما  جنته  بالسباقِ

الصدق

من كان  يحسبُ  أن الجاه يرفعه
من غير صدقٍ فإنَّ  الجهلَ  أوقعه

كل المكارمِ و الأخلاقِ قد جعلت
صدقَ الحديثَ أميراً و هي تتبعه

من جاء يلبس ثوب الدين مأتزرا
صدق الحديث فإن الصدق ينفعه

فاصدق بربك إن الصدق مكرمة
و الصدق تاج على الهامات موضعه

و الصدق بر و عند الله مكرمة
من يصدق الله إن الله يرفعه

و الدين ستر  فلا تكذب فتخرقه
و اصدق مقالك إن الصدق يرقعه

يبقى الكرام بنور الصدق في فلك
يبدو الظلام و هم كالشمس تمنعه

بكاء الحروف

بكاء الحروف

بكى قلمي و لم يحر الجوابا
وجاء الحرفُُُ مقروحاً مصابا

على أهلي بأرض الشام أبكي
فليت   عيوننا  صارت  سحابا

وليت سماءنا مادت وبتنا
بجوفِ الأرضِ أو صرنا ترابا

فقد ماتت شهامتنا وأضحى
كبارُ القومِ  في أرضي ذئابا

فكم عاشت أراضينا بعزٍّ
وكان تُرابُها  دوماً مُهابا

وكان رجالُها كأسودِ غابٍ
إذا خاضوا المعاركَ و الصعابا

فما بالُ  الكرامِ  برهن  قيدٍ
فلا يُخشون لو هبَّوا غِضابا

شادي الظاهر

فضل الصمت

فضل الصمت

نُطقُ اللسانِ  بغيرِ  العلمِ  مهلكةٌ
كالسيفُ يُردي و بعضُ القولِ قتَّالُ

فاضَ الكلامُ و قلَّ الفعلُ في زمني
إنَّ    العزائمَ    أفعالٌ   و أقوالُ

فاجعلْ  فعالَكَ  عِندَ  الحقِّ  ناطقةً
و اصمت فإنَّكَ عِندَ  الصمتِ فعَّالُ

طولُ الحديثِ إذا ما قيل يُفقره
و الصمتُ  يبلغُ  ما  لا يبلغُ المالُ

شادي الظاهر

أرضنا صماء

أرضنا صماءُ

وتقول : غنِّ فالنشيدُ دواءُ
وانشد  لنشعرَ أننا  أحياءُ

سهرت عيوني بالليالي ربما
جاءت قوافي صاغها ندماءُ

تروي حديثاً قد يُعيدُ بلادنا
فالشعرُ يعلمُ  أنَّنا  غُرباءُ

وأقول: مهلا فالقصائد قد غدت
تأبى المعاني  ولبيانُ خواءُ

كم قلتُ شعراً في البلاد و عزَّها
وصرختُ  لكن  أرضنا  صماءُ

 وغزلتُ من تلك القصيدةِ رايتي
وعصرت حرفي كي يفيضَ الماءُ

لكن نيلي قال أنَّي أحمقٌ
يا  نيل مهلا إنَّنا  رُفقاءُ

أولست  تذكرُ يا حبيبي أحرفا
جاءت تغني والنجوم  تضاءُ

وكتبت شعرا في مديحك كلما
كذبت قصائد صاغها  الشعراءُ

وزرعت نخلا في ضفافك بعدما
جاء  السحاب فهاجت الأنواء

ماذا  أغنَّي  يا  حبيبة   إنني
قد بات يُنكر أحرفي  الخطباءُ

لكن شعري رغم حزن قصيدتي
سيفيض حتى تنجلي الظلماء

نامي بطول قصيدتي أو عرضها
فبكل بيتٍ بالقصيدِ غطاءُ

شادي الظاهر

عناق الحروف

عناق الحروف

هذا  قريضي  للفؤاد  غطاءُ
والشعرُ  رحبٌ  إننا   كرماءُ

إن كنت تسأل عن حروف قصيدتي
فقصيد  شعري  يا  صديق  وعاء

سأصب فيها من حروفي جدولا
ليسيل من بعض القصيدِ سقاءُ

فاشرب مودة أحرفي في نخبها
ملئت كؤوسا  كفأها   الأمراءُ

وهنا القصيدة والقوافي قد غدت
طوعا  لينهلَ  خيرها  الكبراءُ

فانزل كريماً يا كريمُ بأرضنا
فالقلبُ بيتك والكفوفُ رواءُ

جائت حروفك كي تعانق أحرفي
والشعر أشرق والقصيد ضياء

وتلألأت تلك المعاني عندنا
كعقود ماس حقها الإصغاء

يا من كساني القلب منه إنني
قد بتُّ أزهو والفؤادُ كساءُ

غمرت حروفك يا صديق قصيدتي
وعناق حرفك  للقصيد  وفاءُ

شادي الظاهر

لقاء

لقاء

تلك العيونُ التي أخفت مراميها
حتى التقينا فجاء الوجد يرويها

شعرا و نثرا و  تلميحا و تهجية
يفنى الكلام وقد فاضت معانيها

و العين والهة من فرحها  هملت
منها المآقي وما جفت نواحيها

يا مالك الروح قد أحييت لي أملا
 في مهجة صدحت تشدو بما فيها

غاب الوجود وغاب الكون عن بصري
وقد  بدت  بسمة  ما  عدت   أخفيها

فالعين و الخد و الأجفان شاهدة
تروي  ثلاثتها  و النقل عن فيها

كنا بصحبتنا  في العشق أغنية
من  غير  تورية  صاحت  قوافيها

باحت بمظهرنا من دون مخبرنا
تبقى السرائر  لا تفنى  خوافيها

شادي الظاهر

النميمة

حالقة الدين

بئسَ النميمة في الخصالِ جميعها
تقضي على النمَّامِ وهو الجاني

تسعى لذاتِ البينِ تُفسدُه بما
قد  جئتَ  تنقلُهُ  بغيرِ  تواني

وتعيثُ في طلبِ الوقيعةِ بعدما
أضحيت خادمَ في حمى الشيطانِ

أوما علمتَ بأن نمَّك قد نمى
ليصيرَ حالقَ صحةِ الأديانِ

شادي الظاهر

مرفئي عيناك

مرفئي عيناك

ساد الظلام فزاد من إشقائي
وتشاورت في أمرها أعضائي

أيهيج قلبي بالصبابة و الهوى
ويظل عقلي رافضا إرضائي

وتحنُّ عيني للأحبة كلما
قرب الفراق تشوقت للقاءِ

وأبيتُ في سهري وحيداً  أرتجي
بدر الدجى كي أشتكي ظلمائي

هذي حروفي بالقوافي قد غدت
نشوى  تطارد  نجمةً  بسمائي

وتصب من دلوي معاني صبوتي
في  نهر حُبٍّ  جد في إروائي

لملمت حرفي كي أقود سفينتي
في بحر عينك و القصيد ورائي

لم ألق بالا للغيوم و إن بغت
أو للرياح وشقوة  الأنواءِ

ما دام جفنك حين أرسو مرفئي
سيان عندي البحر أو إرسائي

شادي الظاهر

البدر خاصم أرضه

 قالوا بأن البدر خاصم أرضه كذبوا وربي فالخصامُ محالُ سُخِّرت للأرض العظيمة فاسمعوا نورٌ أنا  ومنازلٌ وهلالُ خاصمت أرضا يزعمون بأنها جرمٌ صغي...