جواد الشعر

جواد الشعر أركبه هصورا
وينطق حرفه القول الجسورا

دعوني أنشد الأشعار زهوا
 وحرف الضاد أنظمه بحورا

وأقتطف البيان ورود فكرٍ
 و أنشر فوحه الزاكي عطورا

كأن الأرض كالبستان عندي
 و هذا الشعر أنثره بذورا

فيورق بالبيان كما الخمائل
 و يجري كوثرا عذبا طهورا

جعلتُ الشعرَ مرفوعا عليا
وجاوزت الجوارح و الصقورا

و أسرجتَ المشاعل بالمعاني
 و ناجيت الكواكب و البدورا

وعمرتَ القوافي عند جدب
و أجريت المعاني و السطورا

و أسرجت الركاب بظهر قولٍ
أثير غبار أحرفه عصورا

أجرب في الوضيع نصال حرفي
و اقتحم المعاقل و الثغورا

و أكثر في كريم الأصل مدحا
 فأجعل قدره القمر المنيرا

ولا أخشى المعامع في نزالي
 وإن يكبو  الجواد فلن أخورا

أقدم في الكلام مراد ربي
  و لا أنسى كريما بي غفورا

تجود قريحتي من كل فنٍ
 و أبتني الشواهق و القصورا

تعليقات

  1. نقد فني و أدبي للقصيدة للناقد السوري العالم الأديب سميح عمر
    جميلة هذه القصيدة بحق ففيها اللفظ متزن بقوة في معظم ديباجة النص والقافية بروي الراء والف الاطلاق اضفت الجمال الموحي بالقوة التي يتوخاهاالشاعر بشعره وقد اخبر عن شعره بالفاظ تكسب القوة والسبق كمضمار شعر تتسابق في عرصاته الخيول وهو شعر يعطي الحق لمن يستحقه ويجافي بل يقصي من لا يستحق الا الوضاعة..ولقد اكثر الشاعر من الاخباربجمل تخبر عن شعره ولكن هذا التكرارسيورد على المتلقي رجعا بكثرة صداه بنفس التركيب سيورد على القارئ مللا لربما..فلو اخبر عن الشعر بتغيير تراكيب الجمل لكان اجدى واكثر جذبا لاحظ الجمل (جعلت..و.جاوزت...اسرجت..وعمرت..واجريت)..ونرى في النص صورا جميلة فقد كان الشعر عند نص الشاعر هنا في ميدان سباق مرة وفي روض بستان مرة اخرى وفي ساحة حرب يقتحم به المعاقل والثغور وجعل الشعر شعلة نور لنشر الثقاقة الذي يربأ به عن كل ما ما لايليق به فيتجاورز برفعته الجوارح ويعلو في شمائه علو الصقور ولقد أرانا الشاعر صورة جميلة في قوله (كأن الارض كالبستان عندي وهذا الشعر انثره بذورا) ولكن سياق تركيب جملته او التكيب الذي ادى المعنى لم يكن في مستوى الصورة الجميلة فقد استخدم الكاف مرتين بما سبب ضعفا للتشبيه ثم جعل الصورة عنده فقط ولم هذا ايها الشاعر فلولا كان المعنى عاما وفيه تلميح الى شعرك ثم الواو هنا انساق في كم الاخبار مع ما سبقه فما كان اجدى بك لو غيرت نحو الجملة مثلا ( كأني وسط بستان فسيح واشعاري به نثرت بذورا)فمثلا بهذه الصورة تخلصت من كل ما اوحت به في بيتك كلمة عندي(من توقف صوتي )وتملك مفاجئ تستبدله بصورة ايحائية اعم والله اعلم ...وما حلى البيت الذي بعده في صورتك المكتملة النضج بطور اشتداد سيقان نواتج العر الذي نبت في ذلك البستان الفسيح الا في صوت اوحته كلمة الخمائل ظل ناشزا عن صوت الجمال في كل بيتك وليكن في معلوم الشعراء ان نهاية الصدر في كثير من الاحيان لا ينبغي ان تكون في صوتها الا بما يلائم النبرة في جميع البيت فمثلا يجعل بعضهم قفل العرووض من التفعيبة ذا صوت قلق وناشز كما في البيت الاتي مثلا :: فاجهد وكن ماضيا في الحزم كالسيل ...هنا حركة اللام ناشرة مثلت بهذا للانتباه اما في بيت الشاعر فالسكون ايضا شابه هذا النشاز الصوتي ولكن بصورة معاكسة وحبذا لو حذفت الواو في كلمة (يكبو) لان الفعل معتل مجزوم فينبغي ان يحذف ويبقى مع ذلك الوزن مستقيما القصيدة جميلو تتخلها الصور الجمالية الرائعة وهي ذات لغة سليمة وفصيحة وليست صعبة على الفهم ما يجعل للنص حلاوة لا يحير قارئه في اكتشافها بايجاع دماغه للوقوع على الجمال بل هو جمال واضح وفي النص سلاسة الكلمات مستبينة ومتسقة ما اوحى بعدم التكلف المضني في التاليف الذي هو تكلف يدل على التعب وعدم التمكن فنحن نرى الكلمات منساقة بلا سوق ولا دفع نصك جميل استاذ شادي الظاهر برغم انف ما كتبته ولكنها رءيا تحتمل الصواب والخطأ

    ردحذف
    الردود
    1. ردي على هذا التعليق الرائع

      نقد أدبي ماتع و رائع و متوازن و انا لا أقيمه حشاي و لكن فقط أقول ما وقع بقلبي منه
      و ما تبادر لذهني كيف تمكنت من جعل نقد قصيدة ما أدبيا أكثر روعة و أشد بهاءا من القصيدة ذاتها
      بارك الله لك في علمك و ذائقتك و حسن و جمال منطقك و لا حرمني الله هذا المرور الثري الغني الكريم
      سميح عمر

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تشطير أبيات حامل الهوى تعب

بنت اليراع

الجامعة