حول الشاعر

صورتي
شاعر وكاتب مصري يهتم بفن الشعر العربي الفصيح، باعتباره جوهر اللغة العربية وأحد أبرز تجلياتها الجمالية والفكرية. تسعى هذه المدونة إلى عرض مختارات من القصائد والنصوص الأدبية الخاصة بي، تعبيرًا عن تجربة شخصية في الكتابة ومحاولة للاقتراب من روح الشعر ومعناه الإنساني، دون ادعاء تمثيل هذا الفن العظيم بكل تنوعه واتساعه. أؤمن أن الشعر يظل مساحة حرة للتأمل والكلمة الصادقة، وأن اللغة العربية قادرة دومًا على أن تجدد نفسها في قلوب محبيها.

الخميس، 7 مايو 2015

شجيرة الأحباب


أبتاه ماذا لو قرأت كتابي --- مازال طيفك ساكناً أهدابي
مازال صوتك رغم بعدك حاملاً --- أشجان عودى ذكريات ربابي
مازال لونك فى شروق مدينتي --- مازال عطرك عابقا بثيابي
مازلت أذكر ما حكيت وقلت لي --- يوماً و كنت بلمَّة الأصحابِ
فحكيت عن أرضي الكريمة يومها --- و خيولنا موصولة الأعقابِ
و لكم حكيت عن النعيم بحيِّنا --- و الكون يرجو رشفة بقرابي
و الخير من أرضي بحكمة يوسف --- جاءت إليه الخلق كالأسرابِ
و حكيت عن عزي و عز عروبتي --- و كرامة الخلفاء و الألقابِ
هذا صلاح الدين هذا عكرمة --- و حكيت عن موسى وعن ذرياب
أين الشجاعة و المروءة يا ترى --- أين الشموخ و نخوة الأعرابِ
أين العدالة في زمان عصابة --- جاءت لتسرق كرمة الأعنابِ
جاءت تجفف ماء نيلي بعدما --- صنعت بمكرٍ خِدعتي و سرابي
لا لستُ غراً يا بلادي ساذج --- فالعز أهلي و لتعوا أنسابي
لا تبكين على الكرام فإنهم --- رغم الشدائد سادة الأنجاب
في شامنا يا باكياَ من هولها --- سيظل مجدى طيلة الأحقابِ
مادام دين الحقِ يصدح معلناً --- أن الهزائم لا تحط ببابي
أبتاه حسبك أن سمعت مقالتي --- ما عاد عندي طاقة لعتابِ
طابت ليالٍ قد ملئتُ سماءها --- بنجوم قولٍ رائق منسابِ
و يطيب نومك يا كريم و بعده --- نشدو بشعرٍ عابق الأطياب
من قال أنى قد نسيت وحبُّكم --- يجري بدمَّى ساكناً أعصابي
أشيائكم عندى تنادى ويحكم --- ما كان يوماً بُعدكم بحسابي
فورودكم مازال يأرج عطرها --- وسمائكم فيها بكاء سحابي
عجباً لفوح الورد حين تزوره --- بعض الفراش لتنتشي برضابِ
أتقول هذا ثم ترقد بعدها --- و نظل نذكر روعة الأنخابِ
ما هكذا يا ورد تقضي بيننا --- فبنشر عطرك جنتي و عذابي
و اليوم نحيا بين قومٍ دوننا --- و نسير في الطرقات كالأغراب
لا لن أساكن بعد يومي فاجراً --- عبثت يداه بأرضنا كغرابِ
لما تباطئ في المعالي سيفنا --- خضعت رؤوس الذل للأذناب
ولذا تركت مدينتي و صحابتي --- و سكنت كوخا زاويا بهضابي
لا تحزنن على الرحيل فإنه --- سيُغَرُّ هذا الغِرُ عند ذهابي
لكنني سأعود حتماً يا أبي --- قسماً بربي لن يطول غيابي
سيظل صوت الحق يصدح هاهنا --- تلك المآذن تزدهي بقبابي
و يعود من عصي الإله بتوبة --- يا مرحباً بالعائد الأوابِ
سيُقبِّلُ الأرضَ الكريمة عندما --- سجدت جباه الذل للتوابِ
إنى رحلت وقد أخذت لذكركم --- لون العيون وبسمتى وشبابي
وأخذت بعضاً من ترابي بأرضكم --- كم مرة قبلت فيها ترابي
وغرست غصنا كان ينمو عندكم --- أسميته بشجيرة الأحبابِ

هناك 3 تعليقات:

تعليقاتكم تثري المدونة ونرحب بها

عمربن عبد العزيز والشعراء

عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى و الشعراء  لما أفضت الخلافة الى عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ، وفدت عليه الشعراء ، كما كانت تفد على الخلف...