الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

مسامرة مع الأصمعي

 أضاء  بيانُ  شعري كالسراجِِ

عقيقٌ يزدهي والحرفُ عاجي


يسيلُ كأنَّه تبرٌ مُذابٌ

فينطقُ بالأدلِّة والحواجي 


إذا غنَّى بقافيةٍ تسامى

كبدرٍ في السما والليلُ ساجي


تعالى كالبريقِ بوقتِ فجرٍ

ونورُ الصُبحِ آذنَ بانبلاجِ


كوتهم  نارُ  أبياتٍ فجاءوا

يُقلدُ بعضُهم صوتَ الدجاجِ 😆


وقفقف بعضُهم من وقعِ حرفي

فقيهٌ شاعرٌ  والاسمُ  راجي


وظنوا أنهم جاءوا بشيءٍ

مُفَلطَحِ  يشتكي بعضَ انبعاجِ😂


وعابوا  لؤلؤاً  قد شعَّ نورا

فباءوا بالهوى والإعوجاجِ 🙊


نَصَحتُ بأنَّ حرفي ذو حوافٍ

لها   وَجَعٌ   فسارع   بالعلاجِ


ستُدمي من يَحُكَّ الجِلدَ فيها

فيرجعُ بالجراحِ وبارتجاجِ


وليتَ القومَ قد سمعوا لقولي 

وضيقُ الفهمِ  آذنَ  بانفراجِ


سيَهلَكُ من عدا فالحرفُ سيفي

وهذا الشعرُ عند الحربِ تاجي


ولو فاءوا إلى ظلٍّ ظليلٍ

وذاقوا سِرَّ سعدي وابتهاجي


صفيرُ البلبلِ الداعي لرشدٍ

كقولٍ الأَصمَعَي عندَ احتجاجِ

َ

شرابُ القهوةِ السمراء يغدو

كشهدٍ   أو  قرنفل للمزاجِ


وذا شُربُ الفطاحلَ من قديمٍ

أتهجرُ  نورَ شمسٍ  للدياجي


فصبًّوا قهوةً فاحت بمسكٍ

ليسعد جمعنا والكل ناجي


شادي الظاهر


*مع العلم بعدم صحة نسب قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي

عمتي

 أتينا  بالمعاني  عازفينا

وداعبنا البيانُ  فلَانَ  لينا


ونادينا الأحبةَ أن تعالوا

سنكتُبُ ما يسرُّ السامعينا


أيا سَحَرُ : القصائدُ والقوافي

لها نبضٌ  يُدندِنُ  فاسمعينا


أيا أخُتي وأخُتُ أبي وأمي

ويا وحي القصيدِ أتٌطرِبينا؟


أنادمُ عمَّتي وأقولُ شعراً

وقد لبتَّ حُروفي طائعينا


سأذكر بين أبياتي حديثاً

توارى خلفَ أستار السنينا


فكم طاب المساء إذا سهرنا

نسامر بدر ليلتنا  الأمينا


ونحكي قصَّةً ونلوكُ أخرى

ونبحر في الصحائفِ عامدينا


لها قلبٌ إذا ما دقَّ أحيا 

نفُوساً من أساها هالكينا


لها كفٌّ تصُبُّ الحُبَّ صبَّاً

كمثلِ الغيثِ تروي الظامئينا


لها روحٌ إذا ضحِكت شممنا

على الجنباتِ عِطرَ الياسمينا


وفيها كم رأيتُ أبي يُصلي

ويدعو لي دعاءَ الصالحينا


وفيها صوتُ جَدَّي حين يتلو

فنهرعُ   للصلاةِ  مُلبيينا


ومنها بسمتي ودقيقُ وصفي

ولونُ العينِ يحكي ما نسينا


وأُبصرُ في جبينِكِ بعض عمري

فيبعثُ   بين  جَنْبيَّ  الحنينا


كأنَّي في القصيدِ وجَدتُ نفسي

فيا  نفسي   ذكرتُكِ  فاذكرينا


شادي الظاهر

منادمة مع امرئ القيس

 قِفا نحكِ عن سمرا وكأسٍ به أمل

تميلُ لها الأعناقُ والجُرحُ يندمل


تعلَّقَ  قلبي  قهوةٌ  عربيةٌ

تمُنُّ على الحيرانِ باللَّثمِ في عجل


لها رغوةٌ  لو  أنَّها  عطفت  بها 

على ناعسٍ وسنانَ أودى به الكَسَل


لأصبحَ  مِقداماً  يتوقُ  لرشفها 

وطرفه  يقظانٌ  فما نام أو غفل


وإنَّ لها في الشعرِ وحيٌ وقصةٌ

وإنَّ  لها  في كلِّ خاطرةٍ  عمل


ولي ولها في الصبحِ شوقٌ ورغبةٌ

ولي  ولها  في   كل  غاديةٍ  أجل


فكاسٌ وكم كاسٌ وكفَّي يضمها

وكَبَّوا وما كَفَّوا فكبَّوا على مهل


وذاقوا إذا ذاقوا زُلالاً  بزِقِّها

ونالوا إذا نالوا منالي إن أنل


يمانيَّةُ الأعراقِ  شاميِّةُ الهوى

عِراقيَّة الأفكارِ  تُركيَّةُ  القُبل


حجازيةُ الأنفاسِ زِنجيةُ اللمى

عُمانيةُ الأنسامِ نيليةُ المُقل


فذا نسبُ السمرا وللحرِّ نسبةٌ

وللعبد ما قد تاه والعبدُ ينتحل


تسابقت البِلدانُ حُبَّاً لقهوتي

فنسبَتُها تزدانُ فخراً ولم تزل


وصُحبَتُها الأعلامُ عِزَّاً ورِفعةً

ورشفتها الترياق تشفي من العلل


تُسائلني السمراءُ  ماذا  أصابني

فقلت لها: أشتاقُ رشفاً بلا كلل


أحنُّ إلى الأنفاسِ إن هي أقبلت

أطارد ما قد طار بالقرب أو رحل


أحب من الانسام  فوح نسيمها

وأُبصِرُ في الفِنجانِ ضِحكَةَ من جَهل


حفظتُ له أشياءَ عدَّدتُ بعضَها

يحثُّ على الأخلاقِ والجدِّ والعمل


ممرٌّ    مقرٌّ   مانحٌ   مانعٌ  معاً

كعنقودِ نبقٍ هزَّه الريحُ منسدل


تُمزمزُني السمراءُ مِثلَ قصيدةٍ

تدندنُ والأفكارُ تَحبَلُ بالجُمَل


تسيلُ إلى الفنجانِ وهي وقورةٌ

فتمتلئُ الأركانُ  بالعطرِ  والبلل


وينتعشُ الوجدانُ من رشف كأسها

وتنتظمُ الأقوالُ بالشعرِ إن أقُل


وأَقبَلُ في حُبِّها ما قيل من هوى

وأعذرُ موهوماً  وبالجهلِ قد عزل


تعددت الأسبابُ والكأسُ واحدٌ

ومجلِسُها إن حان فالكُلُّ في وجل


شادي الظاهر

القهوة تتحدث عن نفسها

أنا القهوى فمن يرقى لحالي

أنا البنُّ  المحلقُ  في المعالي


أنا السمراءُ أعلو كل طعمٍ

وأُلثمُ  بالشفاه  ولا أبالي


ففي أسمى العقول أقمت بيتي

ولي عبقٌ  وسُكري بالحلال


صرفت القوم عن شايٍ توارى

تضعضع ركنه  والركن  بالي


ويعجز أن يقوم بكأس شربٍ

فلا طعمٌ ولا عبقُ الجمالِ


مرير الطعم لا يحوي جمالا

ويفخر إن تنعنع وهو خالي


أذابوا فيه سكرهم ليخفي

مرارا في الحلوق وفي المقالِ


وهذا القصف من لوني وطعمي

ففروا  إن أردتم في جبالي


ولوذوا نحو حصن البن هيا

لتنجوا خلف سوري فهو عالى


قرعت طبول حرب قد تعالت

فذوقوا إنَّ رشفَ البنِّ غالي


أنا القهوى فأقصر عن نزالي

فعمي عنبر  والمسك خالي


ودع عنك الوساوس قد توارى

شراب الشاي في جوف المحالِ


فما ثَبُت اليراع بكف ساقٍ

سوى كفٍ تلى بالكأس تالي


أتركب في البحور لأجل شايٍ

أضعت العمر بخسا في جدالي


تقاتل عن سرابٍ ليس إلا

وتفني العمر في هذا المقالِ


أغار على قصائدكم فحاذر

تهين الشعر في مدحٍ  لبالي


أنا القهوى سموت فلا تلمني

إذا وقعت  بكاستكم  نبالي


فإن تأبى شراب البن حسبي

بأنك سوف تعيى من فعالي


فلي عبقٌ يفوح بغير إذنٍ

ويسلك كل أنف لا يبالي


يغار العطر من عبقي ويبقى

مذاقي رائعاً مثل الهلالِ


أنا البن المغمَّسُ في علومٍ

نسيت لأجلها أهلى ومالي


فكم كتبت قصائدهم برشفي

وكم حفظوا الصحائف من خلالي


أنا السمراء يهواني كرامٌ

ويعذل عاشقي بعض الموالي


أنا القهوى ويهواني فحولٌ

تمزمزني وتعجب من دلالي


وكم راقت لهم رشفات كاسي

وكم قاموا وكم سهروا الليالي


وقد كتبوا قصائدهم بوصفي

فغار الشعر من وصفي وحالي


وغار نساؤهم من بعد حبي

وودوا لو ينالوا من منالي


فرغتم من مذمتنا وقمتم 

وظل البن في أفق الجلالِ


ضللتم عن جمال كون بعدي

فإن الحُسنَ بعضٌ من خِلالي


شادي الظاهر

السبت، 27 نوفمبر 2021

الجامعة

 أصبحتُ طيراً في رحابٍ واسعة
عُد يا أبي فلقد دخلتُ الجامعة
قُم يا أبي كي ما أقصُ حكايتي
جمَّعتُها  مِن ألفِ عينٍ لامعة
غازلتُ ضوءَ الصبحِ أخجلتُ الهوى
ورسمتُ وشماً في السماءِ الناصعة
ولثمتُ من تلك العلومِ شفاهَها 
ونهلتُ منها  فالمعارفُ نافعة
وهزمتُ أقراني بضربةِ مضربي
فاسأل نجومي بعد تلك الواقعة
وغزوتُ نورَ الشمسِ عند سطوعها
وغزلتُ خيطاً للسماءِ السابعة
وكتبتُ ألفاً ثم ألفَ روايةًً
وبنيتُ أحلامَ السنين الرائعة
ومكثتُ أسمعُ مايُقالُ وخاطري
ما بين أفكاري وعيني  دامعة
ذُق يا صغيري بعضَ أنسامِ الصبا
وامتطِ فرسَ الحياةِ اليانعة 
وشوش زهورَ الروضِ وانشق عطرها
طاوع سنينك ما تجلت طائعة
واربت على جيدِ الزمانِ وقل له
تلك المعاني في قصيدة جامعة
لكن تذكر يا حبيبي أننا
نحيا هنا في دار  غيٍّ خادعة
قد ترتمي في صدرِ من يهوى ولا
تُبدي له تلك الحقيقة اللاذعة
كم بدَّلت كم غيرت من عاشقٍ
والغدرُ ديدنها وتبدو خاضعة
مثل الأفاعي إن أتت أو أجفلت
فيها الوداعةُ والسمومُ الناقعة
فامض بها لا تأمنن لحسنها
فالحسنً منبته سيوفًٌ قاطعة
واحرص على تقوى الإله  تنل به
قلباً سليماً ثم نفساً خاشعة 
واجعل دليلَك في الحياةِ كتابه 
دنياك  تأتي عند بابكِ  راكعة
وانهض إلى ذِكرِ الإله وقم له
إنَّ الصلاةَ  لكلِ سوءٍ دافعة
جمَّعتُ من روضِ النصائحَ باقةً
زين  بها تلك الحياةَ الماتعة
وابسط جناحك ثم حلق بعدها
فوق السما يا من دخلت الجامعة

شادي الظاهر

السبت، 23 أكتوبر 2021

تشطير أبيات حامل الهوى تعب

 تشطير لأبيات الشاعر العباسي أبو نواس على بحر المقتضب 

الأشطر بين القوسين لأبي نواس و الاخرى لي


(حامل الهوى تعب )

إذ رمت به الهدبُ


لو مضى لغايتهِ

(يستخفه   الطربُ)


(إن بكى يحقُ له)

قد أتى بما يجبُ


إنَّ ما به وجعٌ

(ليس ما به لعبُ)


( تضحكين لاهيةً)

و الدموع تنسكبُ


ما  تريد  قاتلتي ؟

(والمحب ينتحبُ)


(تعجبين من سقمي)

والفؤادُ  مضطربُ


ليس داؤنا عجبٌ

(صحتي هي العجب)


كلما انقضى سببٌ

(للهوى  له  الغلبُ )


 قلت:  ذاك   آخره

(منك عاد لي سبب)


شادي الظاهر


الأحد، 9 مايو 2021

تطبيع وتمييع

من سلَّمَ الأوطانَ للنخَّاسِِ

حتى يبيعَ الدُّرَّ للأنجاسِ

ظن الوضيع بأن لبس عباءة 

سيزيده وزنا أمام الناسِ

لم يدر أن الريحَ تحتَ لباسه

قد فاح من قذرٍ ومن أرجاسِ

لا يُنبِتُ البذرُ الخبيثُ براعماً

أتطيبُ فاكهة بغير أساس

من بعد تطبيعٍ وتمييعٍ جرى

بكت العروبة ضيعة الإحساسِ

يا من تُمزق ثوبَ طُهرِك بالخنا

وتسيرُ بين الناسِ دون لباسِ

عندَ المروءةِ خِنجرٌ في ظهرنا

خوَّارُ في أرضِ الفدا  والباس

وبمسحِ أحذيةِ الكلابِ تخوننا

أقبح   بمسَّاحٍ   لها   لحَّاسِ

وتحنُّ للأوباشِ إنَّك مثلُهم

جنسٌ حقيرٌ من بني الأجناسِِ

أتبيع أرضك يا خسيسُ رخيصةً

ويكونَ عرضُكَ رشوةَ الحُرَّاسِ

إنَّ الدماءَ على الترابِ كليمةٌ

ترثي حماة الأرض والأقداسِ

أسفي على أرض الكرام يبيعها

وغدٌ العروبة فاقد الإحساس،

فادعوا لها رب السما وتعوذوا

من شرِّ  وسواسٍ بها خناسِ

شادي الظاهر

البدر خاصم أرضه

 قالوا بأن البدر خاصم أرضه كذبوا وربي فالخصامُ محالُ سُخِّرت للأرض العظيمة فاسمعوا نورٌ أنا  ومنازلٌ وهلالُ خاصمت أرضا يزعمون بأنها جرمٌ صغي...