الخميس، 30 مارس 2017

إلى صديق

 سلامٌ  للكرام  إذا  أطلوا

وأشواق المحبَّةِ  تَستهلُ


كأنَّ  كلامهم  شهدٌ أتانا

 يزين قوله حرفٌ  أجلُّ


فأسعد  قلبنا  صحبٌ  كرامٌ

و عزفٌ في المحبَّة لا  يُملُّ


يزيدُ  نضارةً  فنزيدُ  شوقا

وحبٌّ من  جوانحنا يطلُ


فهذا حبكم في البعد يقضي

ويحكمُ في الفؤادِ و يستحلُ


ويشقي القلبُ من شوقٍ  إليكم

 ليبقى وصلكم  للقلبِ  حلُّ


سنبني من قوافينا بيوتا

 فهل  تَسَعُ  الأحبَّةَ  أم  تقلُ؟


و تدعونا لنأتيكم و نرجو

لنور هلال قربك لو يهلُّ


فيا ليت السماء تصير يما

وأن نجومها فُلٌكٌ تقلُّ


تقل الغائبين لأرض ودٍ

فيجمعنا بمن نهواه وصلُ


ولكن حال أمرٌ دون حلمي

وبعض الحلم لو تدري مضلُ


فإن تُهنا جعلنا الحبَّ نجماً

ومنه   عند   بُعدك   نستدلُ


تدللْ  قد جعلت  القلبَ عرشاً

 تربعْ    فوقه   ملكٌ    يدلُ


سلامُ  يا  رفيقَ   العمرِ  إنَّا

 نبيتُ و  حُبُّكم  قولٌ  و فعلُ

أرغول النصر

مرَّ اليراعُ  وهذا الفكرُ مشغولُ
و عاد من بوحه و الشعرُ مصقولُ

من بعد ما عبرت من بين أخيلتي
ذكرى لأمتنا  والمجدُ موصولُ

وقد تطاول صرح المجد في زمن
فيه  الإيمانُ بدينِ الحق إكليل

صالت  وجالت  بكل الكون  رايتنا
في البر والبحر يتلو الجيشَ أسطولُ

هاب الأعادي جيوشاً كان يتبعها
نصرٌ وفتحٌ وثوبُ  العزِّ  مسدولُ

مالي أراقبُ  جمعَ العربِ  في ألمِ
فالبعضُ في همِّهِ والبعضُ مسطولُ

ساد الأراذلُ أرضَ الطُهرِ وانقسمت
تلكَ الربوعُ و فضَّ  الجمعَ  مخبولُ

فهل سيدركنا عهدٌ مضى زمناً
وهل سيُنشدُ شعرَ النصرِ أُرغولُ

ميلاد شاعر

عيد الحروف وعيد الشعر مولدكم
طاب الصباح وطاب البدرُ والفلقُ

في ودِّكم عزفت للشعرِ قافيتي
ففاح من عزفها في حرفنا عبقُ

يا من أخذتَ من المختارِ تسميةً
يامصطفى كم بدا في ودكم طرقُ

دمتم كراماً و دام الشعر يذكركم
والحرفُ في حبِّكم قد عاد يأتلقُ

يا شاعرَ  العربِ  الأشعارُ  والهةٌ
والحرفُ والشدو والأفكار قد عشقوا

يخبو القريض ويخبو الشعر في ورقي
و القولُ  في  مدحكم  من  بوحنا  لَبِقُ

فالخير في قربكم و الحسن في قولكم
والقلبُ في  بعدكم  من شوقه  شَرِقُ

بعضي

يمرُّ الوقت يا نفسي  فأمضي
ويغدو بعض وقتي بعض بعضي

ويفنى العمر ساعات فأفنى
وأقضي اليوم في كدٍّ و ركضِ

و أرقبُ في زوايا الوقتِ عمراً
تسرَّب  بين  إبصاري و غمضي

فما يبقى  أيأ نفسي   بعمري
سيفضي حيث ما رحتِ وأُفضي

ويتلو  قوتي وهني و ضعفي
وأنسى في ليالي الأُنس خوضي

و أذكر كيف كنت و كان عودي
كزهر  الروض في ينع و غضِّ

و أسكب في قوافي الشعرِ حرفي
فيمضي  القول في  حبِّ  و بغضِ

و أهجو الخبث في في أخلاق قومٍ
و افخر  حين  أذكر  صون عرضي

وأقضي العمر في فرحي وحزني
فكم   يبقى  أيا   زمني  فأقضي

سأُُغضي حين تنساني القوافي
فهل تُغضي حروفي حين أغضي

أرى  الدنيا  و زخرفها  خؤوناً
و يبقى الدهرُ في رفعِ وخفضِ

شادي الظاهر

رثاء أخ لأحد الأصدقاء

تلك  الحياة   وإن سرَّتك  أزمنة
فالموت في صفوها يلقيك للكدرِ

قد طال من بيننا خيرُ الرجال فما
نُبدي وقد حكمت فينا يدُ القدر

محمدٌ يا بن عبد الله  معذرة
تبكي العيون لما قد جاء بالخبر

يا قاسمي  وقد   أورثتنا   ألما
يكسو الوجوه آيات الحزن و العبرِ

يا خير من حملته الارض في نظري
نبكي عليك فيبكي الطيرُ في الشجرِ

وقد مضيتَ فما يبقى لنذكره
إلا صباك وقد واروك بالحفرِِ

 كم كان يجمعُنا في سعينا فرحٌ
وكنتَ لي عضُدي وكنُتَ مفتخري

هذا أخوك  يكادُ  الحزنُ  يقتله
غمَّا  عليك ويبكي غيبةَ القمرِ

فالدمعُ منسكبٌ والعينُ ترسله
فالفقد للأخ  مثل الفقدِ  للبصرِ

وقد رحلتَ و بات الكونُ مكتئبا
فهل أخذتَ  بزادٍ  يكفي للسفرِ؟

يا ربِّ فارحم  حبيباً مات و اجعله
في جنَّةٍ من جنانِ الخُلدِ و السُّررِ

شادي الظاهر

قصيدة الميم

نال المعالي في الحروف الميم
لما  أتانا   و البيان   كريمُ

ويقول شعرا في الغرام كأنه
صب يغازل  والقصيد حريمُ

يا ميم مهلا فالقصيدة قد غدت
تخشى غراما  أنت فيه عليمُ

تلك المعاني في الحروف عرائس
والميم حرف  حقه  التعظيمُ

بعض القصائد بالوضوح تشوهت
كم   من   بيانٍ    زانه  التعميمُ

طوبى لجامعة القلوب على الهوى
كمليكة   للشعرِ   حين   يهيمُ

طوبى لمن هطلت سحائب قولها
فالشعر  أمطر  و الحروف  تغيمُ

شادي الظاهر

غيث من الشعر

غيث من الشعر

عادت إليك حروف أنت تعرفها
تشدو بشعر يصوغ الوجد ألحانا

هزَّ الفؤادَ عيونٌ بالهوى مُلِئت
من بعد ما غمضت رمشا وأجفانا

فاسمع مقالي  إذا ما  جئت معتذرا
لا الشعر يكفي ولا الأشواق تسلانا

ما بان طرفك حتى بان لي ولهٌ
رفقا بقلبي فهذا الحسن أردانا

ما كنت أحسب أن الجفن يأسرني
رغم احتمائي بدرع الحبِ أزمانا

غامت حروفي وهذا الشعر أمطره
غيثا  على  ورقي  بالحب طوفانا

فاجعل بأرضك نهر العشق منتشيا
يهفو  لغيث  من الأشعار هتانا

شادي الظاهر

إلى أرض الكرام

سأكتب بالقوافي ما آلاقي
فقد سحت بأدمعها المآقي

على أرض سباها القوم غدرا
ليسقوها المذلة  بالأواقي

ذوو الألباب في بلدي تفانوا
وصوت البغي في الجنبات باقي

ففي شام الكرامةِ نزفُ جرحٍ
  فيالله    للدَّمِ     المراقِ

بلا ثمنٍ  تُباعُ و من سواها
وريثُ العزِّ في هذا السياقِ

تبدَّل عزَّها ذُلَّا و ضيما
وأبدل بدرها وجه المحاقِ

تئنُ  بجُرحِها  و يكاد يفنى
تليدُ المجدِ في أرضِ العراقِ

و في اليمن السعيد بكيتُ حتى
يبللُ  ماءَ  عينَّي  التراقي

أرى أرضَ الكرامِ تهونُ فيها
و يُفنيها التباهي بالشقاقِ

وفي مصرَ التي نطقت قراها
بخيرِ النيل  ترويه السواقي

لها  سبقٌ و إقدامٌ و علمٌ
و كل الكونِ يسعى للحاقِ

أراها اليومَ قد سكنت خُطاها
و تترك   ما  جنته  بالسباقِ

شادي الظاهر

القلب مسكنكم

هاج الغرام وصار الحبُ جياشا
مثل الأظافرِ عند الوجدِ نهَّاشا

فاسمع مقالي بما تُخفيه أوردتي
تُخفي حبيباً بهذا القلبِ قد عاشا

عند  الفؤادِ  وقد قسمته غرفاً
والصدرُ أجعله قصراً وأحواشا

فانزل بأيكتنا يا طيرَ منتشياً
واسكن بقلبي فقد وطَّئتُ أعشاشا

فالنبضُ في ذكركم يروي مآثركم
والشوقُ في مهجتي من بعدكم  جاشا

والشعرُ في حُبِّكم قد خطَّ قافية
تشدو بأحرفِها سحراً وإدهاشا

بيتاً من الغزلِ الرقراقِ قد سُكبت
منه المعاني ففاح العطرُ رشراشا

يتلوه بيتٌ كماءِ النهرِ قد نبتت
في ضفتيه من الأشجارِ أحراشا

ذابت حروفٌ بها للعشقِ أوردةٌ
والقلبُ من ورقٍ ، ذاقَ الهوى ، باشا

كم  مرَّةٍ خطرت بالذهنِ خاطرةٌ
جاءت تبوحُ  بهذا الشعر فانحاشا

إنَّ القوافي كما الترياقُ تُنعِشُني
لو بان أحوركم  تزدادُ  إنعاشا

يا طيرَ روضتنا  أشجيت قافيتي
فانسال همسٌ من الأشعارِ وشواشا

شادي الظاهر

الثلاثاء، 14 مارس 2017

شوق

 هذا القصيدُ بروضِ الشعر أزرعه

من بعد ما نبته قد بان أينعه


بان الحبيب فبان الشوق في نغمي

فالحبُّ ذو وجعٍ و الشوقُ أوجعه


يا مالكَ الروحِ إنَّ القلب في ولهٍ 

والوجد في بعدكم ما كان أفجعه


فالقلب يعلم أن الحب جنته

فهل لشخصٍ بغير الحب يقنعه


فقم بربك للمشتاق تدركه

وقل كلاما رفيقا يحلو مسمعه


واجعل من المقل السوداء أدوية

يشفي من المقلِ السوداءِ أدمَعَهُ


وارفق بمحترقٍ وسنان مأمله

طول الوصال وهذا البعد يمنعه


وابعث مع القمر السهران برقيةً

تحكي بفرقتنا ما كُنتَ تصنعه


زاد الحنين وبات القلب منشغلا

يُبدي من الشوق ما تخفيه أضلعه

شادي الظاهر

الجمعة، 3 مارس 2017

يا جارتي بالروض

يا جارتي بالروض  مهلا  إنني
قد فاح عطري منشدا بهواكِ

شوقٌ دعاني كي أبثكِ أحرفي
فلتقبلي بوحي  بشدوٍ  باكي

يا وردة حمراء كاد عبيرها
أن يسكر الأزهار من مرآكِ

رفقا فحسنك يا أميرة روضتي
سحر  القلوب و زاد في إرباكي

شادي الظاهر
يا جارتي بالروض

الأربعاء، 1 مارس 2017

العيون طبيب

و لقد سألتك والعيونُ تجيبُ
و يكاد يُسمَعُ للقلوبِ وجيبُ
وتحركت شفتي و قلت :تلفتي
فهناك يرنو للقاءِ حبيبُ
يا ساكناً بين الضلوع وحبُّه
له بالفؤادِ تسلُّطٌ و لهيبُ
قد جئتُ أكتبُ في هواكِ قصائدي
و أقولُ : أمري في هواكِ عجيبُ
فأذوبُ شوقاً للعيونِ إذا مضت
و أذوبُ وجداً وهي مني قريبُ
بالله يا تلك العيونُ ترفقي
فالقلبُ من هولِ الغرامِ يشيبُ
أيكون من جفنيك سقمي بعدما
قد عشتُ دهراً و العيونُ طبيبُ
شادي الظاهر

البدر خاصم أرضه

 قالوا بأن البدر خاصم أرضه كذبوا وربي فالخصامُ محالُ سُخِّرت للأرض العظيمة فاسمعوا نورٌ أنا  ومنازلٌ وهلالُ خاصمت أرضا يزعمون بأنها جرمٌ صغي...