الاثنين، 21 سبتمبر 2020

صداقة حرف

ألا إنَّ حرفي في القصيدةِ يبسمُ

يصوغُ القوافي  لا يملُ و يسأمُ


فكم صال في وصفِ الجمالِ مبيَّنا

من الحسنِ أوصافا تدقُ و تعظمُ


وكم دسَّ في تلك القصائدِ عسجدا

وكم في المعاني ما يصيح و يزعمُ


فيحكي  بأني  في خياليَ  مبحرٌ

وفُلكي تقول الشعر و الشطُ أعجمُ


و ما بين بحرِ  للعروبةِ  ينتمي

و شطٍّ غريبٍ فالمراسيَ تُحجمُ


وما كنت يوما في القصيدةِ مُدَّعي

و لا صُغتُ شعرًا لا يُذاق و يُفهمُ


ولكنَّني  حمَّلتُ حرفي مشاعرًا

كما الليلُ يحوي ما نُريدُ ونحلمُ


و أنشأتُ في الأشعارِ قصرًا سبكته

بكلِّ   جميلٍ  رائقِ  الفنِ   يَكرمُ


فأفزعُ  للقصرِ  المنيفِ  مهرولا

إذا ما يضيقُ القلبُ يومًا و يأزمُ


أبثُّه بوحًا  قد تململَ  بالحشا

فأرجو و أشكو ما بقلبيَ يُضرَمُ


فيا ذلك الحرفُ المحلقُ لم تزلْ

صديقاً صدوقاً كاتمَ السرِ تُلهمُ


شادي الظاهر

الخميس، 3 سبتمبر 2020

هكذا الدنيا تساس


خذ من الدنيا بهاها

إن بدا حزنٌ و باسُ


واخطف الفرح اختطافا

لا  يراعيك  ابتئاسُ


لا تظن المال يبقى

إنما الدين الأساسُ


جنةٌ الأنسانِ فيها

فضل علم و التماسُ


من سعى للعلم يبني

صرح مجد لا يداسُ


لا يسوسُ الجهلُ قومًا

إن علا فهو التباسُ


هل يوازي التبنُ تبرا

مثل هذا  لا  يُقاسُ


فاجعل التشريع يعلو

هكذا  الدنيا  تُساسُ


شادي الظاهر

الجمعة، 17 يوليو 2020

لا أرتضي بدلا

لا أرتضي بدلا

إن غاض قولي من الأشعار أو هطلا
يبقى جمال قوافي شعرنا  الغزلا

يبقى الكلام عن العينين ذا عبقٍ
يهواه شعري ويهوى الجفنَ و المقلا

كم  قلت شعرا عن الأحداق ترمقني
فيها الجمال و بعض الحسن ما قتلا

و كم  أدرت  حواراً  كنتُ  أحسبه
سهلا كشعري فعاد القلب ما احتملا

حورُ العيونِ لها من سحرها حدقٌ
أغرى الفؤادَ و قال الشعرَ مرتجلا

صاغ القصائدَ و الأقلامُ عاجزةٌ
إن غض طرفاً له فالشعر قد حصلا

و القلب  ينصت  للأشعار  منتشياً
قد هام دهرا بهذا الشعر و اتصلا

قالت  ببيت  بدا  شطراً  بأغنية
قيلت بهمس و كاد الهمس أن يصلا

يا روحَ قلبي أنا في الحبِّ تائهةٌ
أرجو النجاةَ فهل تُبدي لي السُبُلا

و هل  ستدركُ يا مولاي قافيتي
فالشعرٌ صمتي وصمتي فيك ما عقلا

في سهد عيني وفي جفني أسجِّله
وفي الخدودِ إذا ما الخد قد خجلا

وفي كلامي  إذا ما جئت انطقه
يأتي الكلام بغير القصد منفعلا

فقلت: مهلا فهذا  الشعرُ أكتبه
يمليه رمشٌ بدا بالجفن إن غفلا

و الشعر تكتبه عين و قد حكمت
فليت أحورها في حكمه  عدلا

تملي شفاه لها  سحرٌ  و ما انفرجت
كأنها  صنعت  من  ضمِّها   قُبَلا

إن ذُقتَ خمرتها ذابت لها شفتي
لكنَّها  تركت  قلبي  بها  ثملا

يمليه حبٌّ بدا في الشعر أسئلة
أكرم به إن بدا يوما و إن سألا

فهو السَؤلُ وقلبي لا  يجاوبه
عما يقول فيُبقي صمته الأملا

وهو عجول وهذا الصبر يزعجه
فجاء يصرخ ويح الصبر يا رجلا

و هو الكريم و قد اسكنته مُقَلي
أكرم  بها  نُزلاً ، لخيرِ من  نزلا

في كل ما كتبت كفي قصائدكم
والشعرُ يمضي بكم لا يرتضي بدلا

شادي الظاهر

الثلاثاء، 23 يونيو 2020

ما لديك

واكثر ما يزين القول شعرا
قصيد ينتشي شوقا إليك

فيسبك بعض نغمات عذاب
لتحلو عندما تلقى عليك

وما حلو القصائد من كلامي
سوى حبًٌ يقبل وجنتيكِ

فضمي أحرفا قيلت بوصفٍ
يخلد ما بدا من ناظريك

فيحكي سحر رمش قد تمادى
ليأسر خافقي في مقلتيكِ

فيا من قد أسرت القلب حسبي
بأني محبسي في راحتيكِ

أتي قلبي اسير يا ملاكي
وهذا ما لدي فما لديك

شادي الظاهر

الاثنين، 1 يونيو 2020

نور قريني


سأمضي حيث تحملني سنيني
وأبحث في الحياة عن الحنينِ

سأبحث عن شجيرات توارت
ومال الفرع في أفقٍ حزينِ

أوشوشُ في طريق العمر صبرا
يحلق في السماء ليحتويني

وأبصر في مدى البطحاء نورا
يرافقني مرافقة  القرينِ

يدغدغ مهجتي أملا وبشرى
ويشرق حين يشرق في جبيني

فإن عم الظلام أنار خطوي
وإن تاه الطريق فلي يقيني

شادي الظاهر

الخميس، 28 مايو 2020

الصداقة والأشعار

قلت تعليقا على القصة التالي هذه الابيات

تلك الصداقة قد فاضت بمكرمة
دين الكريمِ بلا شُحِّ ولا مللِ

فاختر لنفسك إن صادقت ذا كرمٍ
يفديك عند البلى بالروح والمقلِ

شادي الظاهر

وها هي القصة...،

كان فيما مضى شاب ثري ثراءا عظيماً وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت وكان الشاب يؤثر على اصدقائه ايما إيثار وهم بدورهم يجلّونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له..
ودارت الايام دورتها ويموت الوالد وتفتقر العائلة افتقارا شديدا فقلب الشاب ايام رخائه ليبحث عن اصدقاء الماضي
فعلم ان أعز صديق كان يكرمه ويؤثر عليه وأكثرهم مودةً وقرباً منه قد اثرى ثراء لا يوصف واصبح من اصحاب القصور والاملاك والضياع والاموال
فتوجه اليه عسى ان يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح حاله فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والحشم فذكر لهم صلته بصاحب الدار وماكان بينهما من مودة قديمة فذهب الخدم فاخبروا صديقه بذلك
فنظر اليه ذلك الرجل من خلف ستار ليرى شخصا رث الثياب عليه آثار الفقر فلم يرض بلقائه وأخبر الخدم بان يخبروه ان صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد.....
فخرج الرجل والدهشة تأخذ منه مأخذها وهو يتألم على الصداقة كيف ماتت وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيدا عن الوفاء وتساءل عن الضمير كيف يمكن ان يموت وكيف للمروءة ان لا تجد سبيلها في نفوس البعض....
ومهما يكن من أمر فقد ذهب بعيدا ..... وقريبا من دياره صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء
فقال لهم ما أمر القوم قالوا له نبحث عن رجل يدعى فلان ابن فلان وذكروا اسم والده
فقال لهم انه ابي وقد مات منذ زمن فحوقل الرجال وتأسفوا وذكروا أباه بكل خير وقالوا له ان اباك كان يتاجر بالجواهر وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا امانة فاخرجوا كيسا كبيرا قد ملئ مرجانا فدفعوه اليه ورحلوا والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع
ولكن........
اين اليوم من يشتري المرجان فان عملية بيعه تحتاج الى اثرياء والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة.....
مضى في طريقه وبعد برهة من الوقت صادف امرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير
فقالت له يا بني اين اجد مجوهرات للبيع في بلدتكم فتسمر الرجل في مكانه ليسألها عن اي نوع من المجوهرات تبحث فقالت اي احجار كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها ...
فسألها ان كان يعجبها المرجان فقالت له نعم المطلب فأخرج بضع قطع من الكيس فاندهشت المرأة لما رأت فابتاعت منه قطعا ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد

وهكذا عادت الحال الى يسر بعد عسر وعادت تجارته تنشط بشكل كبير
فتذكر بعد حين من الزمن ذلك الصديق الذي ما ادى حق الصداقة فبعث له ببيتين من الشعر بيد صديق جاء فيهما

صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم
يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى
وحين افلست عدوني من الجهل

فلما قرأ ذلك الصديق هذه الابيات كتب على ورقة ثلاثة ابيات وبعث بها اليه جاء فيها

أما الثلاثة قد وافوك من قبلي
ولم تكن سببا الا من الحيل
أما من ابتاعت المرجان والدتي
وانت أنت أخي بل منتهى املي
وما طردناك من بخل ومن قلل
لكن عليك خشينا وقفة الخجل !

الاثنين، 20 أبريل 2020

صح الحديث


صح الحديث وما حكيت فقد جرى
حكم الغرام على القصيدة وانبرى

لما رأى وردَ الخدودِ مخضباً
عَبَرَ الحدودَ فلا يخاف العسكرا

سألوه يوما عن جواز مروره
فأجاب: رمشٌ قد أظلَّ الأحورا

جادت حروفك فالقريض قد ارتوى
وترعرع المعنى الجميل وعبَّرا

من بعد هجري للقصيد ونظمه
عادت حروفي كي تشم العنبرا

فلا القصيد ولا القريض جواركم
إلا حشيشا قد أحاط الكوثرا

جمَّعته ونثرته في حيِّكم
ليذوق من هذا الجمال السكرا

لله دركما ودر حروفكم
كادت حروفي قبلكم أن تُقبرا

يا من صببت الشعر نهرا قد جرى
يروي المعاني كي تميلَ و تُزهرا

قد جئتُ أقطفُ زهرةً من وردكم
وهززت  غصنا من قصيدك أثمرا

فسَّاقط الكلمُ الجميلُ منمقا
ويضوعُ مسكا في المساء معطرا

قد صمت دهرا عن قصيدي قبلكم
واليوم عيد الشعر جاء لنُفطرا

البدر خاصم أرضه

 قالوا بأن البدر خاصم أرضه كذبوا وربي فالخصامُ محالُ سُخِّرت للأرض العظيمة فاسمعوا نورٌ أنا  ومنازلٌ وهلالُ خاصمت أرضا يزعمون بأنها جرمٌ صغي...